في شوارع الرياض تكثر الحواجز الأسمنتية (الخرسانية) كنوع من حلول البلدية للحد من المخالفات والتجاوزات التي تقع على أرصفة شوارعنا. منظر مسيىء منظر مخجل. البلدية تهتم بالمسطحات الخضراء والاحتفالات وتغفل عن إصدار أنظمة لكل مخالف. فالبيع العشوائي تعتبره البلدية مخالفة وتصدر له أحكاماً أسمنتية للحد من تلك الظاهرة ولم تعلم البلدية أنها خالفت نفسها بنفسها فتشويه المنظر العام ومضايقة المارة ومشكلة الازدحام داخل الأحياء وفقدان المواقف سببه أسمنت البلدية. وإذا كانت البلدية غير قادرة على تطبيق النظام وإجبار المخالف فإنها ليست مجبرة على مضايقة العامة وتشويه المدينة على حساب إلغاء وقوع مخالفة هذا إذا اعتبرنا أن البيع مخالفة. إن من الملاحظ أن البلدية تحاول جاهدة في الحد من ظاهرة البيع العشوائي في محاولة منها على إخراج المدينة بمنظر حضاري يواكب التطور العمراني وتفكر البلدية وتخطط وتعمل للنهوض بمستوى تطوير الرياض، إلا أنها غير قادرة على تنفيذه على أرض الواقع. سيارات صفراء وقرارات حمراء والوضع يا أبيض لا أسود لكن مش رمادي!! سوء تخطيط في الشوارع فتجد الشارع يعاني من كثرة عمليات التجميل فتح ممر، إغلاق دوار، تكبير رصيف، تضييق شارع؟؟ كما أن هناك سوء تنفيذ للتصاريح فتجد المحال التجارية يصرح بها بالعمل ولم توفر أماكن خاصة لمواقف السيارات مما يسبب ازدحاماً عشوائياً وتزيده البلدية بالخرسانة الموقرة. وإلا كيف يعطى تصريح لمحل أو بنك أو مستوصف والمواقف لا تكفي حتى لموظفيها فما بالك بالمارة والعملاء؟ وقبل أن تضيِّق البلدية الخناق على المواقف وتلقي اللوم على الباعة العشوائيين يجب أن تعترف بقصورها في منح التصاريح وأنه يجب إعادة النظر فيها. والأدهى والأمر سوء تطبيق للمخالفة فإن للبلدية الحق في المخالفة، ولكن من الواجب أن يحل حلاً جذرياً وليس حبة أسبرين أسبوعا أو أسبوعين ثم تعود حليمة إلى عادتها القديمة. إن على البلدية أن تعي أن تصرفها وأنظمتها تحت المجهر فالخطأ بألف لأنه سيسبب مضاعفات على المجتمع فالحل الحل يا بتال الحل. وإذا كانت البلدية ترغب في إخراج المدينة بمنظر حضاري وأن لا تعاقب الشارع والمجتمع على حساب بائع بوضع خرسانات لا تغني ولا تسمن من جوع عليها أن تضع أكشاكا في أماكن متفرقة يسمح للباعة بالاسترزاق والكسب الحلال وأن يكون دور البلدية المتابعة ثم المتابعة متابعة في النظافة والتستر وتطبيق النظام. فللمخالفات أنواع وطرق يجب على البلدية أن تتفنن في الإصدار والتطبيق كتفننها بالازهار والألوان في شوارعنا وساحاتنا. إن قضية المتابعة من قبل البلدية تحتاج إلى تكثيف ومتابعة فأعداد الموظفين الميدانيين قلة والمخالفات تزداد يوماً عن يوم فهل نجد إبداعاً وتألقاً لنحتفل معاً بصدور مخالفات تساعد وتنقذ لا تخنق وتشنق المجتمع؟