قال جون مكين المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الامريكية انه سيحجم عن الاعلان ان المهمة في العراق انجزت ولمح الى ان التوقعات الوردية بنجاح مبكر من جانب الرئيس الامريكي جورج بوش ومسؤولين آخرين أذكت الشعور بخيبة الامل بين الامريكيين. وفي الذكرى الخامسة "لخطاب النصر" الذي القاه بوش تحت شعار "المهمة انجزت" قال المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة القادمة ان ادارة بوش أخطأت التعامل مع الوضع في مراحله المبكرة وانها رفعت سقف الامال لدى المواطنين الامريكيين حين كانت تصف المقاتلين في العراق بأنهم "يائسون" وفي "النزع الاخير". وقال مكين للصحفيين في كليفلاند حيث يقوم بجولة انتخابية مدتها أسبوع لشرح برنامجه للرعاية الصحية "أعتقد ان هذا كان خطأ. "أعتقد ان أوصافا مثل (اليائسون) و(النزع الاخير) كل هذه الاوصاف ساهمت على مرور الوقت في خيبة أمل الامريكيين وشعورهم بالاسف. كانت هذه تصريحات تنقضها الحقائق على أرض الواقع". ومكين الذي فاز بترشيح الحزب الجمهوري ليخوض انتخابات الرئاسة الامريكية التي تجري في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني من أشد مؤيدي حرب العراق كما ايد زيادة القوات الامريكية هناك تحت قيادة الجنرال ديفيد بتريوس. لكنه صرح بأنه لن يفعل كما فعل بوش ويعلن ان "المهمة انجزت" في العراق خلال السنوات القادمة مهما تحقق من تقدم. وقال سناتور أريزونا الجمهوري "أكره ان استخدم مثل هذا التعبير" وقال ان النجاح في العراق سيكون "خطوتين الى الامام وخطوة الى الوراء". واستطرد "لا اعرف اذا كان بوسعك ان تقول يوما (المهمة انجزت) بل يمكن القول (الامريكيون بعيدون عن الخطر) وهذا ما يهم الامريكيين.. الخسائر في الارواح". وصرح مكين بأن الامريكيين سيكونون مستعدين للبقاء فترة طويلة في العراق مع تقليص حجم القوات اذا توقفت الخسائر في الارواح بحيث تصبح المهمة في العراق مثل الوجود الامريكي الممتد في كوريا الجنوبية. وأطلقت جماعة (موف أون) الليبرالية حملة اعلانية تستمر شهرا تتكلف مليون دولار ضد مكين مبرزة مرور خمس سنوات على اعلان بوش انجاز المهمة وعلى تصريحات المرشح الجمهوري في يناير كانون الثاني الماضي بأن القوات الامريكية يمكن ان تبقى في العراق مئة عام. على صعيد آخر، قالت ناطقة باسم الرئيس الأميركي جورج بوش إن يافطة "المهمة أنجزت" التي رفعت على متن حاملة طائرات في العام 2003، تم إساءة تفسيرها من قبل وسائل الإعلام الأميركية والعالمية. وكان وصول الرئيس الأميركي على متن طائرة مقاتلة هبطت فوق حاملة الطائرات الأميركية "يو أس أس أبراهام لينكولن" والخطاب الذي ألقاه على سطح الحاملة - واليافطة كانت خلف المنصة- سبباً في تغطية إعلامية كثيفة شكلت صورة إيجابية لبوش ولجهود الحرب على العراق. غير أن الصورة وإعلان بوش عن انتهاء المعارك الحربية الرئيسية في العراق تناقضت بعد أسابيع قليلة مع بروز عملية التمرد هناك وارتفاع عدد الإصابات في صفوف القوات الأميركية. وبعد الإيجاز الصحافي العادي الأربعاء الماضي في البيت الأبيض، قالت دانا بيرينو إنه كان يجب أن تحمل اليافطة إضافة واضحة وهي أن حاملة الطائرات "يو أس أس أبراهام لينكولن" وطاقمها هم من أنجزوا مهمتهم.وقالت بيرينو "لقد دفعنا ثمناً كبيراً في الواقع لعدم إضافة هذه العبارة إلى اليافطة، وأعلم أن الإعلام سيستغل هذا الوضع مجدداً كما يفعلون يومياً".