رحب الرئيس العراقي جلال طالباني بقرار تركيا سحب قواتها من العراق، مشيرا إلى انه "يتطلع إلى تلبية الدعوة الموجهة له من نظيره التركي لزيارة انقرة". وقال بيان صادرعن طالباني ان "هذا الانسحاب أكد مصداقية الحكومة التركية بان الحملة العسكرية محدودة ومؤقتة"، مبيناً ان القرار التركي "جاء تأكيداً لعواطف الاخوة والمحبة للاكراد في العراق الذين عايشوا اخوانهم الترك قروناً من الزمن مشاركين معهم في السراء والضراء". واكد البيان ان "القرار التركي الرشيد يدل على صواب سياسة ضبط النفس والتعامل العقلاني والسياسي الهادئ مع الازمة الاخيرة ونجاحها في المحصلة النهائية، كما مارستها القيادة الكردية، وكذلك يدل على اضرار وفشل سياسة الضجيج الاعلامي الصاخب والتشنج والتوتر". وعبر الرئيس العراقي، في البيان، عن رغبته للعمل المشترك مع القادة الاتراك، لاسيما الرئيسين غول واردوغان في تعزيز وتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والامنية بين الشعبين التركي والعراقي، بما يحقق أهدافها المشتركة بما فيها درء شرور الارهاب والاعمال العنيفة الطائشة. من جهته دعا رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني امس السبت حزب العمال الكردستاني إلى التخلي عن الأساليب العسكرية وعدم اللجوء إلى أساليب قد تضر بالحركة التحررية الكردية. وقال البارزاني في رسالة وجهها "أتوجه بالدعوة إلى الطرفين، تركيا وحزب العمال الكردستاني، بالكف عن الأعمال العسكرية واطلب من حزب العمال الكردستاني عدم اللجوء إلى أي ردود أفعال تضر بسمعة القضية الكردية العادلة". وأشار إلى استعداده للمشاركة في إيجاد حل سلمي لقضية حزب العمال الكردستاني في تركيا وقال "أكرر استعدادنا التام للمساهمة الفعالة في إيجاد حل سلمي للمشكلة، ومصلحة شعوبنا وأمن واستقرار المنطقة تتطلب منا جميعاً فتح صفحة جديدة بهدف إنهاء كل أشكال العنف وإقامة أفضل علاقات التعاون وتعزيز الأمن والاستقرار وتأمين السعادة لشعوبنا. وعلى الجانب الآخر اكد القائد العام للجيش التركي يسار بويوكانيت في مقابلة نشرت السبت ان انسحاب القوات التركية من شمال العراق تم وفق اعتبارات عسكرية، رافضا فرضية تأثره بضغوط اميركية. وجاء الانسحاب بعد يوم واحد من دعوة الرئيس الاميركي جورج بوش للانسحاب "باسرع ما يمكن"، الامر الذي اكد عليه امس ذاته في انقرة وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس. واكد الجنرال بويوكانيت ان القرار اتخذ قبل وصول غيتس إلى تركيا وبعد مقتل 240من 300متمرد استهدفتهم الحملة وفرار بقية المتمردين، غير انه لم يتم اعلانه لاسباب تكتيكية. وفي المنطقة الحدودية تنفس اكراد العراق امس السبت الصعداء اثر قرار تركيا المفاجىء بسحب قواتها.