معاشر المتأسفين على نجاحات متواردة مضت لم تحقق بل هوت في فجّ سحيق هم كثر. وتراهم يهيمون في تمنيات موؤدة وسبل متعرجفة. يرهنون كل أمل بعصا ملتوية يقولون ياليت.. ياليت وفي قرارة أنفسهم تجدهم خائبون ايديهم قصيرة وبصيرتهم عصفت بها الظنون.. على كل حال اضحى النجاح في خاطر هؤلاء ارجوحة تارة تجلب الفرح وتارة تنسج الترح في مضض من الخواء الرتيب. لم يرسموا النجاح بلغة الواقع انما كتبت رؤاهم الغاوية الكثير من المتاعب والعقبات قبل المضي لعمل أي شيء. خلقوا من ذلك الفرح فجوة وسداً منيعاً لايمكن اختراقه ولا تجاوزه بل ظلوا عالقين في تلك العراقيل بلا وجهات. هم أشبه بأولئك المتباكين على الاطلال بهم من الاتفاق ما يدهش فكلاهما بكى وتمنى والاختلاف ان المتباكين الحسرة لديهم أوضح وأقنع وقد تجد أيامهم شاهدة. أولئك المعاشر بل نحن أيضاً ننضم إلى مفارقات الأمل ونقول لما لا ننجح فنحن أهل له والحياة ليست لقم سائغة تأتي على ما نشتهي بل السعي واللهث هو الدأب الحذر الذي نريده رفيقنا وليست الأهواء والأقاويل لصيقتنا التي لا نستغني عنها. كفكفوا ذلك البكاء فلا يجدي ولا يفيد وتعالوا نعلن رايات المحاولات والتحديات من جديد فعندها سنجد الحلول ويصبح النجاح مطمحنا في جهرنا ونجوانا.