سعود بن نايف يدشّن محطتي الوسيع والحيراء لتحلية المياه ومنصة «خير الشرقية»    بوتين: روسيا ستنتصر في أوكرانيا    القادسية يعمق جراح الشباب بثلاثية مثيرة    القبض على يمني في جدة لترويجه الحشيش وأقراصا خاضعة لتنظيم التداول الطبي    الاتحاد يتغلب على نيوم بثلاثية في دوري روشن للمحترفين    إجماع دولي على خفض التصعيد ودعم الحكومة اليمنية    التدريب التقني يطلق ورشة عن بعد لتعزيز العمل التطوعي    الدفاع المدني يحذر من الفحم والحطب    أول عملية لاستبدال مفصل الركبة باستخدام تقنية الروبوت    محمية الملك عبدالعزيز الملكية ترصد "نسر روبّل" المهدد بالانقراض    وزير الخارجية ونظيره الصومالي يبحثان المستجدات بالمنطقة    نائب أمير تبوك يستقبل رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية طفلي الطبية بالمنطقة    ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 71 ألفًا و269 شهيدًا    رئيس تايوان: مناورات الصين تهدد الاستقرار الإقليمي    جمعية التنمية الأهلية بأبها تختتم مشروع "ضع بصمتك" لتنمية مهارات التطوع وبناء المبادرات المجتمعية.    الدكتور صالح بن سليمان الخَضَر في ذمة الله    محافظ الطائف يشيد بمنجزات مهرجان الديودراما المسرحي    تعزيز الدور التنموي للأوقاف    المملكة ترسّي أكبر منافسة تعدينية في تاريخها    من السرد إلى السؤال… «هروب من لجوج» في قراءة ثقافية مفتوحة    أمانة حائل تغلق 11 لاونجا مخالفا بمدينة حائل    سبعة معارض فنية تعيد قراءة الحرفة بمشاركة أكثر من 100 فنانًا وفنانة    وزير الخارجية يبحث مع نظيره العٌماني تطورات المنطقة    تعليم الطائف يطلق تجربة الأداء لمنصة الدعم الموحد لرفع كفاءة المدارس    20 عيادة تمريضية متخصصة يطلقها تجمع جازان الصحي    أمير القصيم يُدشّن عمليات الروبوت الجراحي لأول مرة بمستشفى الملك فهد التخصصي    سوق الأسهم السعودي ينهي آخر جلسات 2025 مرتفعا 109 نقاط    سيرة من ذاكرة جازان.. الشاعر علي محمد صيقل    صادرات الخدمات تسجل 58.2 مليار ريال سعودي في الربع الثالث من 2025م    جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية توقّع عقود اعتماد برامجي مع تقويم التعليم والتدريب    تكليف عايض بن عرار أبو الراس وكيلاً لشيخ شمل السادة الخلاوية بمنطقة جازان    مشاريع ومبادرات تنموية سعودية تغذي شريان التنمية في قلب اليمن    انخفاض أسعار النفط    استعراض أهداف "محبة للتنمية الأسرية" أمام سعود بن بندر    فيصل بن بندر يطلع على جهود "ترجمة".. ويعزي مدير الأمن العام    مجلس الوزراء: التصعيد في اليمن لا ينسجم مع وعود الإمارات    تغلب عليه بهدف وحيد.. ضمك يعمق جراح الأخدود    رغم استمرار الخلافات حول خطوات اتفاق غزة.. تل أبيب لا تمانع من الانتقال ل«المرحلة الثانية»    قلق أممي على المحتجزين والجرحى بالفاشر    مندوب الصومال في مجلس الأمن يحذر: اعتراف إسرائيل ب«أرض الصومال» يزعزع القرن الأفريقي    مشيداً بدعم القيادة للمستهدفات الوطنية..الراجحي: 8 مليارات ريال تمويلات بنك التنمية الاجتماعية    مشاركة 25 فناناً في ملتقى طويق للنحت    رياض الخولي بوجهين في رمضان    التوازن والغياب!    تعديل ضريبة المشروبات المحلاة    فلما اشتد ساعده رماني    ضوابط لتملك الأسهم العقارية    «وطن 95».. تعزيز جاهزية القطاعات الأمنية    "السنغال والكونغو الديمقراطية وبنين" إلى ثمن نهائي أمم أفريقيا    باحثون يطورون نموذجاً للتنبؤ بشيخوخة الأعضاء    مسحوق ثوري يوقف النزيف الحاد في ثانية    الميزة الفنية للاتحاد    خسارة ثقيلة للأهلي أمام المقاولون العرب في كأس رابطة المحترفين المصرية    خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد يعزيان أسرة الخريصي    حين يغيب الانتماء.. يسقط كل شيء    جيل الطيبين    رجل الأمن ريان عسيري يروي كواليس الموقف الإنساني في المسجد الحرام    ولادة مها عربي جديد بمتنزه القصيم الوطني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قوة جديدة في الاقتصاد.. تصنع الفرق
نشر في الرياض يوم 31 - 12 - 2025


حضور متنام في القطاعات الواعدة
لم يعد التحول الاقتصادي في المملكة العربية السعودية مجرد إطار نظري أو عناوين عريضة ترتبط بخطط مستقبلية، بل أصبح واقعًا ملموسًا يتجسد في تفاصيل الحياة اليومية، وفي طبيعة سوق العمل، وفي شكل الفرص المتاحة، وفي هوية الفاعلين الاقتصاديين أنفسهم، وفي قلب هذا التحول برزت المرأة السعودية بوصفها أحد أهم محركات التغيير، بعدما انتقلت خلال فترة وجيزة من أدوار تقليدية محدودة إلى أدوار أكثر عمقًا وتأثيرًا في مختلف مسارات الاقتصاد الوطني، ومع دخول عام 2025 تتضح ملامح مرحلة جديدة لم يعد فيها الحديث عن تمكين المرأة قائمًا على إتاحة الفرص فحسب، بل على قدرتها الفعلية على قيادة التحول الاقتصادي وصناعة القيمة والمساهمة في بناء اقتصاد متنوع ومستدام، فالحضور النسائي اليوم لا يقتصر على التواجد العددي داخل سوق العمل، بل يتجاوز ذلك ليشمل نوعية الأدوار وطبيعة المسؤوليات ومستوى التأثير في القرارات الاقتصادية وفي نماذج العمل السائدة، وهذا التحول لم يكن وليد لحظة عابرة، بل جاء نتيجة مسار تراكمي من السياسات الداعمة، والتحولات الاجتماعية، وتغير النظرة إلى دور المرأة بوصفها شريكًا أساسيًا في التنمية لا عنصرًا ثانويًا فيها، فقد أعادت المرأة السعودية خلال هذه المرحلة تعريف علاقتها بالاقتصاد، سواء بصفتها موظفة أو رائدة أعمال أو قائدة في مؤسسات اقتصادية، مستفيدة من بيئة أكثر مرونة وانفتاحًا، ومن منظومة دعم عززت قدرتها على الدخول في مجالات جديدة وصياغة مسارات مهنية تتواءم مع متطلبات الاقتصاد الحديث، وفي عام 2025 بات من الواضح أن المرأة السعودية لم تكتفِ باقتحام القطاعات الاقتصادية المختلفة، بل استطاعت أن تترك بصمتها الخاصة فيها من خلال الابتكار وتطوير نماذج أعمال جديدة، وبناء مشاريع قادرة على الاستمرار، والمساهمة في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي وخلق فرص العمل، كما أسهم هذا الدور المتنامي في إحداث تحول أعمق على المستوى الاجتماعي والثقافي، حيث تغيرت الصورة النمطية للعمل النسائي، وارتبط تمكين المرأة الاقتصادي بمفاهيم الاستقلال المالي والاستقرار الأسري وجودة الحياة، وأصبح حضورها الاقتصادي عاملًا داعمًا للتنمية الاجتماعية الشاملة، وفي ظل هذا الواقع يكتسب الحديث عن دور المرأة السعودية في التحول الاقتصادي لعام 2025 أهمية خاصة، كونه يعكس مرحلة نضج للتجربة التنموية، انتقلت فيها المرأة من مرحلة الاستفادة من الفرص إلى مرحلة صناعة الأثر، ومن التمكين الكمي إلى التمكين النوعي، حيث لم يعد التحدي في فتح الأبواب بقدر ما أصبح في تعظيم النتائج وضمان الاستدامة وتعزيز حضور المرأة في مواقع التأثير الاقتصادي وصنع القرار، وتقديم نموذج تنموي متوازن ينسجم مع الخصوصية الوطنية ويتفاعل في الوقت ذاته مع المتغيرات العالمية، ومن هذا المنطلق يأتي هذا التقرير لقراءة التحول الاقتصادي الذي تقوده المرأة السعودية في عام 2025 قراءة تحليلية معمقة، تتناول أبعاد هذا الدور في سوق العمل وريادة الأعمال والقطاعات الواعدة والقيادة الاقتصادية، وترصد انعكاساته الاجتماعية، وتستشرف آفاقه المستقبلية بوصفه مسارًا استراتيجيًا ترسخت فيه المرأة السعودية كأحد أعمدة التنمية الوطنية الحديثة.
من المشاركة إلى التأثير
لم يعد حضور المرأة السعودية في سوق العمل يقتصر على تسجيل المشاركة أو شغل الوظائف المتاحة، بل تطور ليعكس انتقالًا نوعيًا نحو التأثير الحقيقي في بنية الاقتصاد الوطني، حيث شهدت السنوات الأخيرة توسعًا واضحًا في مساحات عمل المرأة، سواء من حيث تنوع القطاعات أو طبيعة الأدوار التي تؤديها، وهو ما أسهم في إعادة تشكيل المشهد الاقتصادي بصورة أكثر شمولًا وتوازنًا، ففي عام 2025 باتت المرأة السعودية جزءًا فاعلًا من ديناميكية السوق، تشارك في الإنتاج وتطوير الأعمال وتحسين جودة الخدمات، وتقدم حلولًا مبتكرة تتوافق مع متطلبات المرحلة الاقتصادية الجديدة، ولم يعد وجودها في بيئة العمل محصورًا في أطر تقليدية، بل امتد إلى مجالات متقدمة تتطلب مهارات عالية وقدرة على التكيف مع التحولات المتسارعة في أنماط العمل والاقتصاد، كما أسهم هذا الحضور المتنامي في رفع مستوى التنافسية داخل سوق العمل، وتعزيز ثقافة الإنجاز، وترسيخ مفاهيم الاحترافية والمسؤولية، وفي هذا السياق لم تقتصر مشاركة المرأة على أداء المهام التنفيذية، بل شملت أدوارًا إشرافية وقيادية أسهمت في تطوير بيئات العمل وتحسين آليات اتخاذ القرار، الأمر الذي انعكس إيجابًا على أداء المؤسسات وقدرتها على مواكبة التغيرات الاقتصادية، ومع هذا التحول برزت المرأة السعودية بوصفها عنصرًا مؤثرًا في سلاسل القيمة الاقتصادية، تشارك في التخطيط والتنفيذ والتقييم، وتضيف بعدًا جديدًا للتنوع المؤسسي، كما كان لهذا الحضور أثر متداخل اقتصاديًا واجتماعيًا، حيث عزز من استقلال المرأة اقتصاديًا، وأسهم في دعم الاستقرار الأسري، وتنشيط الحركة الاقتصادية داخل المجتمع، ومع دخول عام 2025 لم يعد السؤال المطروح هو مدى قدرة المرأة على العمل أو المشاركة، بل مدى قدرتها على تعظيم أثر دورها الاقتصادي، وترسيخ موقعها كشريك رئيسي في التنمية، وقوة فاعلة في بناء اقتصاد أكثر مرونة وتنوعًا، وقادر على الاستجابة لمتغيرات المرحلة المقبلة.
ريادة تصنع الفرص
تحولت ريادة الأعمال النسائية في المملكة العربية السعودية من خيار فردي محدود إلى مسار اقتصادي مؤثر يعكس وعي المرأة بدورها في بناء اقتصاد متنوع وأكثر حيوية، ففي عام 2025 برزت رائدات الأعمال بوصفهن فاعلات في خلق الفرص لا الاكتفاء بالاستفادة منها، حيث اتجهت العديد من النساء إلى تأسيس مشاريعهن الخاصة مستندات إلى مهارات مهنية ومعرفية تراكمت عبر التعليم والتجربة وسوق العمل، وأسهم هذا التوجه في تنشيط قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز حضوره داخل المنظومة الاقتصادية، ولم تعد المشاريع النسائية محصورة في مجالات تقليدية، بل امتدت إلى قطاعات جديدة فرضتها تحولات السوق، ما منح هذه المشاريع قدرة أكبر على التوسع والمنافسة، كما لعبت بيئة الأعمال الداعمة دورًا مهمًا في تمكين المرأة من تحويل أفكارها إلى نماذج عمل قابلة للتنفيذ، من خلال تسهيل الإجراءات وتوفير مساحات للتدريب والتوجيه وبناء الشبكات المهنية، وفي هذا السياق لم تقتصر ريادة الأعمال النسائية على تحقيق العائد الاقتصادي فقط، بل أسهمت في خلق فرص عمل جديدة، ودعم الاقتصاد المحلي، وتعزيز ثقافة المبادرة والاعتماد على الذات، وأظهرت المرأة السعودية قدرة واضحة على إدارة المشاريع واتخاذ القرار ومواجهة التحديات المرتبطة بالتأسيس والنمو، كما انعكس حضورها الريادي على المشهد الاجتماعي، من خلال تقديم نماذج ملهمة لنساء استطعن المواءمة بين الطموح المهني ومسؤولياتهن الأسرية، ومع دخول عام 2025 باتت ريادة الأعمال النسائية تمثل أحد أبرز مظاهر التحول الاقتصادي، حيث لم تعد رائدة الأعمال مجرد صاحبة مشروع، بل أصبحت عنصرًا مساهمًا في تطوير السوق، وتحفيز الابتكار، وتوسيع قاعدة الإنتاج، وترسيخ دور المرأة كشريك أساسي في الحركة الاقتصادية الوطنية، وقوة قادرة على صناعة الفرص وبناء مسارات اقتصادية جديدة.
القطاعات الواعدة
شهد عام 2025 حضورًا متناميًا للمرأة السعودية في القطاعات الاقتصادية الواعدة التي تشكل مستقبل الاقتصاد الوطني، حيث لم يعد انخراطها مقتصرًا على المجالات التقليدية، بل امتد إلى قطاعات حديثة ارتبطت بالتحولات الهيكلية في الاقتصاد، مثل التقنية والتحول الرقمي، والسياحة والترفيه، والاقتصاد الإبداعي، والصناعة والخدمات المساندة، وأسهم هذا التوسع في إعادة توزيع الأدوار داخل السوق، وفتح آفاق جديدة لمشاركة المرأة في مجالات تتطلب مهارات متقدمة ورؤية ابتكارية، وقد أثبتت المرأة السعودية قدرتها على التكيف مع متطلبات هذه القطاعات، سواء من خلال اكتساب المهارات التقنية، أو تطوير خبراتها الإدارية، أو الدخول في مسارات مهنية جديدة تتسم بالمرونة والتجدد، كما انعكس هذا الحضور على طبيعة الإنتاج، حيث أسهمت المرأة في تطوير محتوى اقتصادي جديد، وتحسين جودة الخدمات، وابتكار نماذج أعمال تلائم احتياجات المجتمع، وفي قطاع التقنية على وجه الخصوص، برزت المرأة كمساهمة في تطوير الحلول الرقمية وإدارة المشاريع التقنية، بينما أسهم حضورها في السياحة والترفيه في تعزيز جودة التجربة والخدمات المقدمة، وفي الاقتصاد الإبداعي استطاعت المرأة تحويل الموهبة إلى نشاط اقتصادي منتج، يدعم الهوية الثقافية ويخلق قيمة اقتصادية مضافة، ومع هذا التنوع في المجالات، أصبح وجود المرأة في القطاعات الواعدة مؤشرًا على نضج التجربة الاقتصادية، وانتقالها من مرحلة التمكين إلى مرحلة التخصص والتأثير النوعي، حيث لم تعد مشاركة المرأة مرتبطة بسد فجوات، بل بتعزيز تنافسية الاقتصاد، وتوسيع قاعدته الإنتاجية، والمساهمة في بناء قطاعات جديدة قادرة على الاستجابة لتغيرات السوق، ومع دخول عام 2025 يترسخ هذا الحضور بوصفه جزءًا من التحول الاقتصادي الشامل، الذي أسهمت المرأة السعودية في تشكيل ملامحه، وترسيخ دورها فيه كفاعل اقتصادي يمتلك القدرة على الابتكار والتطوير والمشاركة الفاعلة في صناعة مستقبل الاقتصاد الوطني.
إعادة تشكيل سوق العمل
لم يقتصر أثر المرأة السعودية في التحول الاقتصادي لعام 2025 على شغل الوظائف أو تولي المناصب، بل امتد ليطال بنية سوق العمل نفسه ويعيد تشكيل مفاهيمه وأنماطه، حيث أسهم حضور المرأة المتزايد في دفع المؤسسات إلى إعادة النظر في بيئات العمل، ونماذج التوظيف، وأساليب الإنتاج، بما يتلاءم مع متطلبات اقتصاد أكثر مرونة وتنوعًا، فقد ساهمت المرأة في ترسيخ أنماط عمل جديدة تقوم على المرونة، وتعدد المهام، والاستفادة من الكفاءات بدل التركيز على القوالب الوظيفية الجامدة، كما لعبت دورًا في توسيع مفهوم الإنتاج ليشمل العمل الحر، والعمل عن بُعد، والمشاريع القائمة على المعرفة والخبرة، وهو ما انعكس على ديناميكية السوق وفتح مسارات جديدة للدخل والعمل، ومع دخول المرأة بقوة في هذه الأنماط الحديثة، لم تعد سوق العمل محكومة بتقسيمات تقليدية، بل أصبحت أكثر انفتاحًا على المهارات والابتكار، وأسهم هذا التحول في رفع كفاءة الاستفادة من رأس المال البشري، وتعزيز قدرة الاقتصاد على التكيف مع المتغيرات، كما كان للمرأة دور في إدخال ثقافة مهنية مختلفة تركز على الجودة والالتزام والتطوير المستمر، الأمر الذي ساعد على رفع مستوى الأداء داخل المؤسسات، ومع عام 2025 بات من الواضح أن المرأة السعودية لم تكن مجرد عنصر مندمج في سوق العمل، بل كانت أحد العوامل التي أعادت صياغته، وأسهمت في دفعه نحو نماذج أكثر مرونة وفاعلية وقدرة على استيعاب التحولات الاقتصادية المقبلة.
الأثر الاجتماعي والاقتصادي
وبالحديث عن الأثر الاجتماعي والاقتصادي، لم يقتصر دور المرأة السعودية في عام 2025 على المساهمة الاقتصادية المباشرة، بل امتد تأثيرها ليشمل الأبعاد الاجتماعية، حيث أصبح تمكينها الاقتصادي عاملًا رئيسيًا في تحسين جودة الحياة وتعزيز الاستقرار الأسري والمجتمعي، فقد أسهمت قدرتها على تحقيق الاستقلال المالي في رفع مستوى الثقة بالنفس، وتحفيز أفراد الأسرة على التعليم والعمل، وخلق بيئة محفزة للنجاح والابتكار، كما انعكس حضور المرأة في المشهد الاقتصادي على تطوير العادات الاستهلاكية، ودعم المشاريع المحلية، وتعزيز الاقتصاد المجتمعي، ومن خلال مساهمتها في ريادة الأعمال والمشاريع الإنتاجية، أصبحت المرأة محركًا اقتصاديًا داخل الأسرة والمجتمع، حيث أدت نجاحاتها إلى خلق وظائف وفرص جديدة، وتوسيع نطاق الأنشطة الاقتصادية، وتعميق مفهوم الإنتاج المحلي، بالإضافة إلى تعزيز التوازن بين الحياة العملية والعائلية، ما ساهم في استقرار الأسرة ورفع كفاءة المشاركة المجتمعية، ومع دخول عام 2025 بات واضحًا أن المرأة السعودية لم تعد عنصرًا منفصلًا عن الاقتصاد الوطني، بل أصبحت حلقة وصل بين النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي، حيث أسهمت في نقل التجربة الاقتصادية إلى مستوى المجتمع ككل، ووضعت نموذجًا يثبت أن تمكين المرأة لا يعزز الاقتصاد فحسب، بل يشكل قوة دافعة للتنمية الشاملة ويعيد صياغة علاقة المجتمع بالعمل والنجاح والابتكار.
تمكين تشريعي وبيئة داعمة
لم يعد تمكين المرأة السعودية في عام 2025 قضية نظرية أو شعارًا إعلاميًا فحسب، بل أصبح واقعًا ملموسًا مدعومًا بإطار تشريعي متطور وبيئة عمل محفزة على الابتكار والإنتاجية، فقد أسهمت القوانين والأنظمة الحديثة في إزالة العديد من الحواجز التقليدية التي كانت تحد من مشاركة المرأة في مختلف القطاعات الاقتصادية، كما ساهمت في تعزيز حقوقها في العمل والحماية القانونية والمساواة في الفرص، ومع تطور هذه البيئة القانونية والاجتماعية، أصبحت المؤسسات أكثر استعدادًا لاستيعاب الطاقات النسائية وتقديم الدعم اللازم لتطوير مهاراتها وتحقيق طموحاتها، ولم يقتصر التمكين على التشريعات الرسمية، بل شمل أيضًا السياسات الداخلية للمؤسسات التي اعتمدت على توفير مرونة في ساعات العمل، وتسهيلات لتمكين المرأة من الموازنة بين مسؤولياتها المهنية والعائلية، وإنشاء برامج تدريبية وتأهيلية تركز على تطوير المهارات القيادية والفنية للمرأة، كما ساعدت هذه البيئة الداعمة على تحفيز روح المبادرة لدى المرأة، وتشجيعها على تأسيس مشاريعها الخاصة والانخراط في الاقتصاد المعرفي والإبداعي، ومع دخول عام 2025 أصبح واضحًا أن التمكين التشريعي وبيئة العمل الداعمة يشكلان قاعدة صلبة لتحويل الطاقات النسائية إلى قوة اقتصادية فاعلة، قادرة على الابتكار والمنافسة، وإحداث أثر ملموس على المستوى الفردي والمؤسسي والاجتماعي، ليصبح التمكين الاقتصادي للمرأة جزءًا من استراتيجية وطنية شاملة تعزز التنمية وتعيد تشكيل العلاقة بين العمل والمجتمع والفرص المتاحة للمرأة في جميع مجالات الاقتصاد.
أصبح الدور الاقتصادي للمرأة السعودية أكثر وضوحًا وتأثيرًا في مسيرة التنمية الوطنية، حيث لم تعد المرأة مجرد عنصر مشارك في السوق أو منخرط في الوظائف التقليدية، بل أصبحت قوة فاعلة تعيد رسم ملامح الاقتصاد الوطني وتفتح آفاقًا جديدة للنمو والابتكار، فقد أثبتت التجربة السعودية أن تمكين المرأة اقتصاديًا ليس قضية مؤقتة أو حدثًا عابرًا، بل استراتيجية متكاملة تعزز من تنافسية الاقتصاد وتدعم المجتمع في الوقت نفسه، ومن خلال حضورها في سوق العمل، وريادة الأعمال، والقطاعات الواعدة، وفي تطوير بيئات العمل والمساهمة في الابتكار والإنتاج، أسهمت المرأة في رفع مستوى الأداء المؤسسي وإحداث تحولات ملموسة في طريقة إدارة الأعمال واتخاذ القرارات، كما انعكس هذا التمكين على الأسرة والمجتمع، حيث ساعد على تعزيز الاستقلال المالي للمرأة، وخلق بيئة تحفز الإنجاز والإبداع، وتوسيع دائرة الفرص الاقتصادية أمام الجميع، وما يميز تجربة عام 2025 هو أن المرأة السعودية لم تكتفِ بالاستفادة من الفرص المتاحة، بل أصبحت صانعة للفرص، ومؤثرة في السياسات والقرارات الاقتصادية، ورافعة للنمو في جميع القطاعات، وهو ما جعل من حضورها نموذجًا يحتذى به في القدرة على الدمج بين الطموح الشخصي والمسؤولية الاجتماعية، وبين الأداء الاقتصادي والمساهمة المجتمعية، كما أثبتت التجربة أن دعم البيئة القانونية والتشريعية، وتوفير مرونة في بيئات العمل، وتطوير برامج تدريبية وتأهيلية، كلها عناصر أساسية لتحويل الطاقات النسائية إلى قوة اقتصادية حقيقية، قادرة على الابتكار وإحداث الفرق، ومع استمرار هذا التحول تتضح أبعاد جديدة للتمكين، حيث لم يعد التحدي في فتح الأبواب فقط، بل في ضمان استمرارية التأثير وتعظيم الأثر على الاقتصاد والمجتمع، وفي هذا الإطار، ترسخ المرأة السعودية كركيزة أساسية في مشروع التنمية الوطنية، شريكًا لا غنى عنه في رسم مستقبل الاقتصاد، ومثالًا حيًا على قدرة الإنسان على تحويل الطموح إلى واقع ملموس، وفي ضوء ما تحقق، يمكن القول إن عام 2025 يمثل نقطة تحول نوعية في مسيرة الاقتصاد الوطني بقيادة المرأة، مرحلة أثبتت أن الاستثمار في المرأة ليس خيارًا تقليديًا، بل استثمار في المستقبل، وأن تمكينها يمثل محركًا أساسيًا لتحقيق نمو شامل ومستدام، ومن هنا يظل الدور الاقتصادي للمرأة السعودية قصة نجاح مستمرة، تتطور مع كل خطوة جديدة، وتعيد صياغة مفهوم التنمية الوطنية بما يضمن فرصًا أوسع، وأفقًا أرحب، وإسهامًا أكثر تأثيرًا في كل جانب من جوانب الاقتصاد والمجتمع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.