واصلت المملكة العربية السعودية تنفيذ برامجها الإغاثية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، عبر الجسر الجوي والبحري الإغاثي، الذي يُعد من أكبر مسارات الدعم المنظم في المنطقة، بإجمالي وزن مساعدات بلغ 7,699.572 طنًا حتى تاريخ 29 ديسمبر 2025. وبحسب البيانات، شملت المساعدات 77 طائرة إغاثية و8 بواخر محمّلة بمواد غذائية وطبية وإيوائية، في إطار منظومة لوجستية متكاملة تعكس كفاءة التخطيط وسرعة التنفيذ، وتبرز قدرة المملكة على إدارة عمليات إغاثية واسعة النطاق عبر مسارات متعددة، جوًا وبحرًا. تنوع الإمدادات وكفاءة الوصول وتضمنت المساعدات 39,200 وجبة غذائية جاهزة للأكل، إلى جانب 500 مظلة إنزال جوي، ما مكّن من إيصال الإمدادات إلى المناطق الأكثر تضررًا وصعوبة في الوصول، إضافة إلى 20 سيارة إسعاف دعمت القطاع الصحي وأسهمت في رفع جاهزيته للتعامل مع الحالات الطارئة. ويعكس هذا التنوع في نوعية المساعدات ووسائل إيصالها مستوى متقدمًا من المرونة التشغيلية، حيث تم الجمع بين النقل الجوي السريع، والنقل البحري واسع السعة، والإنزال الجوي المخصص للمناطق المعزولة، بما يضمن تقليص الفجوة الزمنية بين الإمداد والاحتياج الفعلي. العمل الإنساني كاستثمار في الاستقرار اقتصاديًا، تبرز هذه الجهود بوصفها جزءًا من منظومة «الاقتصاد الإنساني»، الذي بات يشكّل رافدًا مهمًا للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في مناطق النزاع، من خلال تخفيف الضغط على القطاعات الحيوية، خصوصًا الغذاء والصحة، والحد من التداعيات الاقتصادية للأزمات الممتدة. كما تعكس العمليات الإغاثية السعودية قدرة المملكة على توظيف استثماراتها الضخمة في البنية التحتية اللوجستية، من مطارات وموانئ وسلاسل إمداد، لخدمة أهداف إنسانية ذات أثر طويل المدى، بما يعزز كفاءة الإنفاق الإغاثي ويرفع من مستوى العائد الاجتماعي للتدخلات الإنسانية. جاهزية لوجستية ودور دولي ويؤكد الجسر الإغاثي السعودي الجاهزية العالية للمنظومة اللوجستية الوطنية، التي استطاعت إدارة تدفقات كبيرة من المساعدات بكفاءة تشغيلية وتنظيمية، مع الحفاظ على استمرارية الإمداد وتعدد قنوات الوصول، وهو ما يعزز مكانة المملكة كشريك دولي فاعل في إدارة الأزمات الإنسانية. ويأتي هذا التحرك في سياق نهج سعودي متواصل يربط العمل الإنساني بالاستدامة الاقتصادية، ويجسد أحد أوجه الحضور الدولي للمملكة في دعم الاستقرار الإنساني، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تعزيز الدور الإقليمي والدولي، وتقديم نماذج عملية للعمل الإنساني المؤسسي عالي التأثير.