تطوير المبادرات لتلبية الاحتياجات بكفاءة وفعالية شاركت المملكة العالم باليوم الدولي للعمل الخيري، الذي يوافق الخامس من سبتمبر من كل عام، بتسليط الضوء على دورها الريادي والعطاء الإنساني المتجذّر في هويتها وثقافتها، وتبرز جهود المؤسسات والجمعيات الخيرية السعودية في تقديم المساعدات وتعميق مفهوم العمل الخيري محلياً وإقليمياً ودولياً، كجزء من منظومة القيم الاجتماعية والإنسانية التي تعززها رؤية المملكة 2030 في القطاع غير الربحي، ولا يمكن حصر جهود المملكة الخيرية والإنسانية في صفحات نظرًا لتنوعها الشديد، وتشمل هذه الجهود تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة في الكوارث، ودعم التنمية المستدامة، وتمويل المشروعات التعليمية والصحية، ورعاية اللاجئين والمستضعفين حول العالم، وذلك منذ تأسيس المملكة وحتى اليوم. وبتوجيهات رؤية 2030 أسست المملكة منظومة عمل خيري محكمة ومؤثرة عالميًا، وأمثلة على حجم الجهود السعودية، فهي ترسل مساعدات خارجية إنسانية وإغاثية وتنموية مستمرة وبانتظام للدول الصديقة والمتضررة من الحروب والكوارث، كما تقدم دعم اللاجئين داخلياً، بتوفير خدمات طبية مجانية ومتكاملة على أراضيها، مقدمةً نموذجاً عالمياً في الرعاية الإنسانية، وتشمل مبادراتها مشروعات تنموية شاملة، كتمويل بناء المدارس والمستشفيات وإنشاء مشروعات المياه في مناطق مختلفة من العالم، كما عملت المملكة على تأسيس مؤسسات خيرية مانحة لتقديم الدعم في مختلف القطاعات، ما يضمن استدامة العمل الخيري ووصوله إلى المستحقين. ثقافة راسخة وشهدت المملكة نهضة في منظومة العمل الخيري بفضل رؤية 2030، ما أسهم في تنظيم وتطوير المبادرات لتلبية الاحتياجات المتزايدة بكفاءة وفعالية، ويتلخص المنهج التاريخي للعمل الخيري في تأسيس العمل الإنساني، وقد أسسه الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، وأرسى قواعده منذ بداية تأسيس المملكة، وكانت أولى المساعدات السعودية في خمسينيات القرن العشرين، حسب وكالة الأنباء السعودية، وحرص المؤسس على الاهتمام بقضايا الأمة، وحرصت المملكة منذ نشأتها على دعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وخاصةً القضية الفلسطينية، ويمثل العمل الخيري للمملكة ثقافة راسخة وقيم إنسانية عليا نابعة من الدين الإسلامي الحنيف ومن إرثها الحضاري العريق ومن عاداتها وتقاليدها العربية الأصيلة في تقديم العون للمحتاجين وإغاثة الملهوفين وتخفيف آلام المتضررين، فضلاً عن سعيها النبيل للقيام بالأعمال الخيرية والإنسانية وتحقيق التنمية والاستقرار المجتمعي لدول وشعوب العالم ذات الاحتياج. بلد معطاء ومنذ توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- مرورًا بالعهود الماضية لأبنائه البررة -رحمهم الله- حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- والمملكة بلد معطاء، وصلت مساعداتها الإنسانية والتنموية والخيرية إلى مختلف أصقاع العالم، سواء في شكل تبرعات أو منح إنسانية وخيرية وقروض ميسرة لتشجيع التنمية في الدول النامية، حيث بلغ إجمالي المساعدات الخيرية أكثر من 132 مليار دولار أميركي غطت 171 دولة حول العالم، نفذ بها 7.131 مشروعًا إنسانيًّا وإغاثيًّا وتنمويًّا. مساعدات إغاثية ويعكس دور المملكة في اليوم الدولي للعمل الخيري، ترسيخ القيم الإنسانية بالعمل الخيري، وريادة المملكة في العطاء والبذل، واعتبار العمل الخيري قيمة ثقافية أساسية في الشخصية السعودية، وتعزيز دور القطاع غير الربحي، حيث تواكب الأنشطة الخيرية في المملكة رؤية 2030 الساعية لزيادة إسهام القطاع غير الربحي، ورفع كفاءته في تقديم الخدمات الإنسانية، كما تُشارك المنظمات السعودية في الاحتفاء باليوم الدولي للعمل الخيري، والذي يهدف إلى تعزيز المسؤولية الاجتماعية والتطوع، وتحويل العمل الخيري إلى سلوك راسخ لدى الأفراد والمؤسسات، ويسهم العمل الخيري السعودي في تقديم المساعدات الإغاثية للمحتاجين والمتضررين حول العالم، ما يجسد مفهوم التضامن العالمي. مظلة أعمال ووجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- في 13 مايو 2015م بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ليكون مظلة للأعمال الإنسانية والإغاثية والخيرية الخارجية للمملكة، ونفذ مركز الملك سلمان للإغاثة منذ تأسيسه حتى أبريل 2025 أكثر من 3.393 مشروعًا في 106 دول حول العالم، بقيمة تجاوزت 7 مليارات دولار أميركي، في مختلف القطاعات الحيوية مثل الأمن الغذائي والصحة والإيواء والتعليم، وتفصيل الإنجازات للمشروعات تجاوزت 3.393 مشروعًا في مختلف القطاعات الحيوية، والدول شملت 106 دول حول العالم، والقيمة تجاوزت 7 مليارات دولار أميركي، أمّا القطاعات فتشمل الأمن الغذائي والصحة والإيواء والمياه والإصحاح البيئي والتعليم والحماية، وغيرها، والتاريخ فالأرقام المذكورة تعود حتى أبريل 2025، وأمثلة على القطاعات التي يغطيها المركز الأمن الغذائي تنفيذ مشروعات لتوفير الغذاء للمتضررين، وبالنسبة للصحة فتم إطلاق مشروعات لتعزيز القطاع الصحي في الدول التي تعاني من الأزمات، وفقًا لمجلة رواد الأعمال، والإيواء والمواد غير الغذائية تم تقديم المأوى والمستلزمات الضرورية للمحتاجين، وفي دعم الأطفال تم تنفيذ مشروعات تهدف لتحسين ظروف الأطفال وأسرهم، وضمان حصولهم على التعليم في بيئة آمنة، والمياه والإصحاح البيئي تم تقديم حلول لمشاكل المياه والصرف الصحي، واستفاد منها الملايين من الفئات الأكثر ضعفًا واحتياجًا في الدول المستهدفة دون تمييز. تطوع خارجي ويشكل العمل التطوعي ركناً مهماً في أعمال المركز الإنسانية والإغاثية، إذ تم إطلاق "البوابة السعودية للتطوع الخارجي" التي تهدف إلى استقبال الراغبين بالتطوع للمشاركة ضمن أعمال المركز في الخارج بعد تأهيلهم وتمكينهم لخدمة العمل الخيري، والمحافظة على تنمية المجتمعات تحقيقا لرؤية 2030، وقد بلغ عدد المسجلين في البوابة حتى الآن أكثر من 63 ألف متطوع شاركوا بتنفيذ 724 برنامجًا تطوعيًّا مختلفًا في47 دولة حول العالم، استفاد منها أكثر من مليون و831 ألف فرد، وتعد المملكة من أكثر الدول استقبالاً للاجئين -الزائرين-، إذ تتيح لهم فرصة العلاج والتعليم مجانًا، وتحرص على اندماجهم في المجتمع وذلك من خلال وجودهم في جميع مناطق المملكة، وإتاحة فرص العمل والتعليم في المدارس العامة. جسر جوي وللتضامن مع الأزمة الإنسانية الصعبة التي يمر بها سكان قطاع غزة سيّر مركز الملك سلمان للإغاثة جسرًا جويًّا وصل منه حتى الآن 54 طائرة وجسرًا آخر بحريًّا وصل منه حتى الآن ثمان سفن كبيرة تشتمل على مواد غذائية وإيوائية وطبية تزن 6.600 طن، إلى جانب تعاون المركز مع الأردن للقيام بعملية الإسقاط الجوي لإيصال المساعدات الغذائية النوعية للمتضررين في القطاع؛ بهدف كسر إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي المعابر الحدودية، كما دشَّن المركز برنامج "سمع السعودية" التطوعي في جمهورية تركيا للتأهيل السمعي وزراعة القوقعة للمتضررين من الزلزال في سورية وتركيا، الذي يعد أكبر حدث خيري تطوعي لزراعة القوقعة والتأهيل السمعي حول العالم، والمكون من 24 برنامجا يستهدف 940 مستفيداً من الشعبين السوري والتركي، ومن ضمن الإنجازات الخيرية الكبرى للمملكة البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة التي تتكفل المملكة بجميع نفقاته من عمليات وعلاج وتأهيل للتوائم، إذ درس البرنامج حتى الآن 141 حالة من 26 دولة في 3 قارات حول العالم، وأجرى 61 عملية فصل توأم ملتصق تكللت جميعها بالنجاح ولله الحمد، وفي اليوم العالمي للعمل الخيري الذي يوافق الخامس من شهر سبتمبر من كل عام، يحتفي مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بهذا اليوم، مشاركاً العالم التقدير والعرفان والامتنان للعاملين في المجال الخيري الذين ضحوا بحياتهم من أجل خدمة الإنسان ومساعدة المحتاجين واللاجئين في مختلف بقاع العالم. خدمات صحية وسبق أن أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تنفيذ 642 مشروعًا لدعم القطاع الصحي في 53 دولة بقيمة تجاوزت مليارًا و440 مليونًا و955 ألف دولار أميركي، وأطلق المركز 368 مشروعًا صحيًا للشعب اليمني الشقيق بقيمة تجاوزت 946 مليونًا و216 ألف دولار، من بينها مشروع تشغيل المستشفى التخصصي لطب وجراحة العيون في محافظة مأرب ومديرياتها. بالإضافة إلى ذلك دعم مراكز الأطراف الصناعية وإعادة تأهيلها في عدة محافظات يمنية، وفقًا للموقع الرسمي للمركز، أيضًا أسهم في توفير محطات أكسجين لدعم القطاع الصحي اليمني، فضلًا عن تقديم الخدمات الصحية الأساسية للأمهات والأطفال حديثي الولادة في اليمن، وعلى الصعيد الشعب الفلسطيني، نفذ مركز الملك سلمان للإغاثة 25 مشروعًا صحيًا بقيمة تجاوزت 72 مليونًا و438 ألف دولار أميركي. منها دعمه للاستجابة لحالات الطوارئ من خلال توسيع نطاق الإمدادات الطبية، والدعم اللوجستي للمتضررين في قطاع غزة، علاوةً على ذلك، وفر المركز تأمين المعدات الطبية لوزارة الصحة الفلسطينية لمكافحة وباء كورونا -كوفيد 19-، كذلك تأمين وتركيب أجهزة وكراسي ومستلزمات الغسيل الكلوي، ودعم 20 مستشفى ومستوصفًا في سورية، بجانب تشغيل منظومة عيادات متنقلة مكونة من فرق طبية ميدانية متحركة. وتوزيع حليب الأطفال بالمناطق المتضررة من الزلزال في سورية. تلبية النداء وأطلق المركز كذلك برنامج "سمع السعودية" لزراعة القوقعة والتأهيل السمعي وهو الأكبر عالميًا، حيث كانت باكورة برامجه 24 برنامجًا استهدفت المتضررين من الزلزال من الشعبين السوري والتركي، بالإضافة إلى ذلك، نفذ المركز البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، حيث يستقبل التوائم الملتصقة والطفيلية، ويتكفل بجميع نفقات عملية فصلهم وعلاجهم وتأهيلهم لما بعد العملية، إلى جانب تكاليف النقل واستضافة التوائم وذويهم طوال فترة الرعاية الطبية، وجاءت هذه الخطوات تتويجًا للجهود المستمرة، ما عززت من مكانة مركز الملك سلمان للإغاثة من المنظمات الرائدة عالميًا في تقديم الخدمات الصحية المتنوعة، وسباقًا في تلبية النداءات العاجلة في أي بقعة من العالم تعاني من شتى الأزمات الصحية. ترسيخ العمل الخيري في المجتمع مساعدات غذائية من المملكة تُعزز قيم العمل الخيري برنامج نور السعودية التطوعي لمكافحة العمى في أفغانستان تنفيذ المشروع الطبي التطوعي لجراحة القلب في نيجيريا