يُعد الذكاء الاصطناعي أحد أهم المحركات الحديثة للتميز المؤسسي، إذ انتقل من كونه تقنية مساندة إلى عنصر استراتيجي يغيّر طرق العمل ويعزز فعالية المنظمات في تحقيق نتائج مستدامة. ومع تزايد التنافسية وتطور توقعات العملاء، أصبح اعتماد الذكاء الاصطناعي ضرورة وليس خياراً لتحقيق التميز في الأداء، والابتكار، وجودة الخدمات. كما سنتطرق على أهم المميزات بالتسلسل أولاً: الذكاء الاصطناعي وتعزيز الكفاءة التشغيلية ( يسهم الذكاء الاصطناعي في رفع كفاءة العمليات ) عبر ( أتمتة المهام الروتينية باستخدام الروبوتات البرمجية (RPA)، مما يقلل الأخطاء ويرفع الإنتاجية، تحليل البيانات الضخمة بسرعة ودقة أعلى من الطرق التقليدية، مما يمكّن من تحسين التخطيط واتخاذ القرارات، إدارة الموارد بذكاء عبر خوارزميات التنبؤ التي تقلل الهدر وتزيد الاستفادة من الموارد )، حيث إن هذه العوامل تدعم المنظمات في تحقيق أداء عالي الجودة ضمن وقت وتكلفة أقل، وهو ما يتوافق مع مفاهيم التميز المؤسسي. ثانياً: ( دعم اتخاذ القرار المبني على البيانات ) يمكّن الذكاء الاصطناعي القادة من اتخاذ قرارات أكثر دقة من خلال ( لوحات بيانات تفاعلية تعتمد على تحليلات تنبؤية وقدرات تعلم الآلة، نماذج محاكاة لاختبار السيناريوهات المستقبلية وتقييم المخاطر، كشف الأنماط والاتجاهات الخفية التي لا يمكن للطرق اليدوية رصدها) هذه القدرات تجعل القرارات أكثر موثوقية، وتساهم في رفع مستوى الحوكمة والشفافية. ثالثاً: ( تحسين تجربة المستفيد ) يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في الارتقاء بخدمات المستفيدين عبر ( الدعم الذكي من خلال المساعدات الافتراضية (Chatbots) التي تعمل على مدار الساعة، التخصيص الشخصي للخدمات باستخدام خوارزميات توصية تستند إلى سلوك المستخدم، سرعة الاستجابة ورفع جودة الخدمة عبر تحليل احتياجات المستفيد ووضع حلول استباقية ) وهو ما يجعل المنظمات أقرب لعملائها وأكثر قدرة على تلبية توقعاتهم، وهو ركن أساسي في جوائز ومعايير التميز المؤسسي. رابعاً: ( تعزيز الابتكار والتحسين المستمر ) يتيح الذكاء الاصطناعي فرصاً واسعة للابتكار عبر ( ابتكار نماذج عمل جديدة قائمة على البيانات، تطوير منتجات وخدمات ذكية تلبي احتياجات السوق المتغيرة، دعم رحلات التحسين المستمر من خلال تحليل الأداء وتحديد فرص التطوير ) كما يعزز ثقافة الابتكار داخل المؤسسة من خلال تبني أدوات وتقنيات حديثة تسهم في رفع القيمة المضافة. خامساً: ( دعم معايير ومنهجيات التميز المؤسسي ) يتوافق الذكاء الاصطناعي مع متطلبات نماذج التميز الوطنية والعالمية من خلال ( تعزيز القيادة القائمة على البيانات والمعرفة، تحسين الكفاءة التشغيلية وسلاسة العمليات، رفع رضا أصحاب المصلحة، تحديد النتائج القابلة للقياس وفق مؤشرات أداء دقيقة ). يمكن القول: إن الذكاء الاصطناعي يعد فرصة استراتيجية للمنظمات الطامحة إلى التميز المستدام، إذ يعيد تشكيل طريقة التفكير والعمل والابتكار. ومع التطور المتسارع للتقنيات، فإن المؤسسات التي تستثمر بذكاء في الذكاء الاصطناعي ستكون الأكثر قدرة على المنافسة، والتكيف، وتحقيق نتائج عالية القيمة لجميع أصحاب المصلحة.