استقبل فخامة الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الشعب بدمشق وزيري الخارجية والدفاع في الجمهورية التركية هاكان فيدان ويشار غولر ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، وذلك بحضور وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس جهاز الاستخبارات حسين السلامة. وجرى خلال اللقاء بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتطورات الإقليمية والدولية، وسبل تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين بما يخدم المصالح المشتركة ويسهم في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة. إلى ذلك قال مصدر في وزارة الخارجية التركية إن وفداً تركياً رفيع المستوى يزور دمشق لبحث العلاقات الثنائية وتنفيذ اتفاق دمج قوات سورية الديمقراطية التي يقودها الأكراد في أجهزة الدولة السورية. تأتي زيارة وزيري الخارجية والدفاع ورئيس جهاز المخابرات وسط جهود يبذلها مسؤولون سوريون وأكراد وأميركيون لتحقيق بعض التقدم في الاتفاق. ومع ذلك، تتهم أنقرة قوات سورية الديمقراطية بالمماطلة قبل انتهاء مهلة لذلك بنهاية العام. وتعتبر تركيا قوات سورية الديمقراطية، المدعومة من الولاياتالمتحدة والتي تسيطر على مناطق واسعة في شمال شرق سورية، تنظيماً إرهابياً وتهدد بالقيام بعمل عسكري إذا لم تلتزم قوات سورية الديمقراطية بالاتفاق. وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الأسبوع الماضي إن أنقرة تأمل في تجنب اللجوء إلى العمل العسكري ضد قوات سورية الديمقراطية لكن صبرها بدأ ينفد. وذكر مصدر في وزارة الخارجية أن فيدان ووزير الدفاع يشار غولر ورئيس جهاز المخابرات التركي إبراهيم كالين يشاركون في المحادثات بدمشق، وذلك بعد عام من سقوط الرئيس السابق بشار الأسد. وقال المصدر إن اتفاق الدمج "يرتبط بشكل وثيق بأولويات الأمن القومي التركي"، وإن الوفد يناقش آليات تنفيذه. وتقول تركيا إن عملية الدمج يجب أن تضمن تفكيك التسلسل القيادي لقوات سورية الديمقراطية. وفي وقت سابق، قالت مصادر لرويترز إن دمشق أرسلت مقترحاً إلى قوات سورية الديمقراطية تعبر فيه عن انفتاحها على إعادة تنظيم مقاتلي قوات سورية الديمقراطية، البالغ عددهم نحو 50 ألفاً، في ثلاث فرق رئيسة وألوية أصغر، شريطة التخلي عن جزء من التسلسل القيادي وفتح أراضيها أمام وحدات الجيش السوري الأخرى. وتعتبر تركيا قوات سورية الديمقراطية امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور. وتطالب بنزع سلاحها وحلها، تماشياً مع عملية نزع السلاح الجارية حالياً بين تركيا وحزب العمال الكردستاني. وسبق لأنقرة أن نفذت عمليات عسكرية عبر الحدود ضد قوات سورية الديمقراطية في الماضي. وتتهم تركيا الجماعة بمحاولة الالتفاف على اتفاق الدمج، معتبرة ذلك تهديداً لها وأيضاً لوحدة سورية.