بعد أن أُسدل ستار البطولة العربية، وتمكّن المنتخب المغربي من تحقيق اللقب بكل جدارة واستحقاق، وبعد انتهاء البطولة الإقليمية، من المؤكد أننا سنعود إلى أجواء الدوري، وهذا أمرٌ مفروض بحكم الواقع. إلا أننا، في الوقت ذاته، لا بد أن نؤكد على نقطة غاية في الأهمية موجّهة لأصحاب القرار، خصوصًا بعد حالة الزعل والغضب التي وصلت إلى حدّ طفح الكيل، فنقول لهم: لا تنسوا معالجة مشاكل المنتخب. ليس من المعقول أن نرى منتخبات أقل منا إمكانيات ودعمًا تحقق نتائج إيجابية، وتمتلك هوية فنية واضحة داخل الملعب، بينما نقف نحن موقف المتفرّج، نتحسر على تراجعنا، في الوقت الذي نراهم فيه يتطورون بشكل ملحوظ. الصبر لن ينفع، ولن يجدي نفعًا مع اتحاد كرة القدم الذي يتولى المسؤولية منذ سبع سنوات. ومن باب أولى أن يتم حلّه بالكامل، وجلب أسماء بديلة تقود هذه الأزمة الطاحنة التي يعيشها المنتخب، سواء من اللاعبين السابقين الذين يمتلكون حسًا فنيًا وإداريًا في آنٍ واحد، أو من الأشخاص الفاهمين في اللعبة، ممن سبق لهم قيادة الأندية. الحلول كثيرة ولا حصر لها إن أردنا النهوض بالمنتخب وإعادة هيبته المفقودة، لكننا نحتاج إلى تحرك جاد، وإلى جرأة في اتخاذ قرارات صارمة. ولو قمنا بكل ما يجب فعله، فصدقوني سنرى منتخبنا في المونديال القادم بصورة إيجابية ومثالية تُعجبنا جميعًا، بشرط تغيير الأشخاص الباردين الذين لا يُرجى منهم شيء؛ ففاقد الشيء لا يعطيه. ومن بين الأشخاص الذين لا نتمنى استمرارهم في منظومة المنتخب المدرب هيرفي رينارد، الذي ظهر من خلال تصريحاته أنه غير مبالٍ ومستهتر. فقد بات واضحًا وضوح الشمس أنه ينتظر الإقالة، بعد أن قال في أحد المؤتمرات الصحفية: «إن مصير يليس بيدي»، ثم أردف واثقًا: «لو أقالوني سترونني سريعًا في مكان آخر». وكأنما يقول: لا أتعطّل عليكم، وهو تصريح يحمل إهانة صريحة، ولا يليق أن يبقى في منصبه بعد هذه التصريحات المخجلة والمعيبة. وقبل الختام، لا بد من إيصال رسالة واضحة للمسؤولين القادمين عن الكرة السعودية: لقد مللنا من الاجتهادات الشخصية التي تصيب مرة وتخيب مرات، وهذا أحد أسرار إخفاقاتنا الممتدة لسنوات. الأفضل أن نرسم خطة نجاح واضحة، تبدأ بصقل مواهبنا بالفئات السنية التي حققت مستويات مرضية في المونديال، ونجاحات وإنجازات إقليمية مشهودة مؤخراً. وهذا دليل قاطع على أن كرتنا لم تنضب مواهبها، ولم تندثر، بل تحتاج إلى عمل صحيح يبدأ من القاعدة، لا من القمة.