لم تكن ليلة هادئة كما يتوقعها البعض وأن لا جمهور مع صقيع البرد والطقس الذي هبطت درجاته بشكل مفاجئ، هذا البرد القارص لم يمنع الجمهور من ملء جنبات مسرح «أبو بكر سالم»، بل تعدى أكثر من ذلك في التفاعل مع قيمة ليلة «مخاوي الليل»، والتي جعلتها أكثر دفئاً ومرونة.. وهو ما كان يتوقعه «موسم الرياض 2025» خلال هذه الحشود الجماهيرية، في حفل «تسعينات مخاوي الليل»، إذ كان الحفل الذي أُقيم على مسرح «أبو بكر سالم»، ضمن فعاليات الموسم، من تنظيم «بنش مارك»، أعاد الحنين للجمهور ووجدانيات زمن الأغنية المغلفة بالإحساس والمشاعر. خالد عبدالرحمن: أفكار تركي آل الشيخ حاضرة وعلامة في أرشفة تاريخنا الموسيقي هنا، بدأ الحفل بالفنان الكبير سعد جمعة، والذي يُعد أبرز الأصوات السعودية، متميزاً في مسيرته باللون الشعبي الطروب وأسلوبه الخاص، قدم سعد جمعة عددًا من ذاكرة التسعينات وما قبلها والتي ارتبطت بوجدانيات الشعوب الخليجية، معيداً حضوره الفني وقدرته على التواصل العفوي مع محبيه. وحملت الأمسية حضورًا رائعًا للفنان خالد عبدالرحمن، أيقونة التسعينات وقصصه وصوت تلك الحقبة العاطفية، حيث قدّم مجموعة من أغانيه، والتي تركت بصمة في مسيرته الفنية عند جمهوره العريض المتعاقب. حيث افتتح خالد فقرته بأغنية «بقايا جروح»، قبل أن يواصل بباقة من الأعمال المنوعة التي لا تزال تُردّد حتى اليوم، من بينها «صارحيني»، «تذكار» ،«بلا ميعاد»، «خبّروه» وغيرها. ورغم شدّة الأجواء الباردة، استمر التفاعل الجماهيري حاضرًا طوال الأمسية، حيث قدّم خالد وصلته بكل شغف، وسط انسجام واضح مع جمهوره الذي شاركه الغناء والتصفيق، في ليلة، أكدت أن فن التسعينات لا يزال حيًا وقادرًا على صناعة الدفء مهما قست وتغيرت الظروف. وعقب الحفل قال خالد عبدالرحمن: إن الحفل كان رائعاً في تنظيمه والتجهيزات غير المسبوقة، لا سيما فيما يتعلق أن الجمهور حقق رقماً قياسياً في الحضور رغم شدّة البرد، وهذا هو عمق الوفاء والتفاعل، إضافة إلى جودة الصوت وانتشاره في جميع زوايا المسرح، مؤكداً أن معالي المستشار أ. تركي آل الشيخ، هو الشخص الذي يُشكر، على الفكرة وحسن التنظيم وتهيئة الظروف المساعدة لنجاح ليلة «تسعينات مخاوي الليل» وإبرازها بما يليق بها». وقال خالد عبدالرحمن والذي اشتهر في مجال الأدب تحت اسم «مخاوي الليل»: إن تلك الأشياء التي يقدمها معالي المستشار أ. تركي آل الشيخ، ساعدتنا كثيراً في تخليد أعمالنا وأغانينا رغم الفترة الزمنية التي أعقبت نزولها، وتغير الأجيال والتكنولوجيا المعاصرة، إلا أن أفكاره كانت حاضرة وعلامة مهمة في أرشفة تاريخنا الغنائي والموسيقي. خالد عبدالرحمن أعاد ذاكرة الفن بكل جرأة أحد الجماهير يهدي خالد عبدالرحمن "فروة" يَستدفِئ بها