صدر حديثاً للمؤلف والباحث والمؤرخ الأستاذ عبدالله بن عبدالعزيز الضويحي كتابه الجديد (مرات.. على طرق قوافل الحج)، ويقع الكتاب في مئة وست وعشرين صفحة من القطع المتوسط، وقد بدأ المؤلف الكتاب بكتابة إهداء إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - حيث قال: ( أهدي هذا السفر المتواضع إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - صاحب اليد الطولى في الاهتمام بطريق الحج - طريق الحجاز القديم - بحاضره وماضيه، والاعتناء بسالكيه، الطريق الذي أسسه وسلكه جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - )، وبعد الإهداء كتب المؤلف مقدمة لطيفة قال فيها: (عزيزي القارئ هذا السفر الذي بين يديك ما هو إلا خلاصة بحث جمعت فيه نبذة من تاريخ حقبة انقضت من ماضي مرات القديم ومما شجعني على هذا البحث وجود معالم تاريخية تزخر بها مدينة مرات منذ الأزل، معالم ظاهرة للعيان ومغيب تاريخها، تنبئ بأن التاريخ مر من هنا، وتستحق البحث والتقصي والدراسة، لإبراز هذه المعالم التاريخية، لا سيما أن دولتنا الرشيدة -حفظها الله- تهتم بالسياحة الداخلية في بلادنا الغالية)، وقد قسم المؤلف الكتاب إلى ثلاثة أبواب ففي الباب الأول من تاريخ مرات تحدث فيه عن موقعها الجغرافي وذكرها في كتب التاريخ والديار في العصر الجاهلي وصدر الإسلام، وذكر معالم وشواهد على أن نشأتها جاهلية بوجود سد (المشيرف) و(تلة العروس) وهو مكان مرات الجاهلية وبجوارها تقع قرية (القصيبة) المجاورة لمرات القديمة من الشرق، كما تطرق في هذا الباب إلى ذكر مرات في صدر الإسلام، أما الباب الثاني من الكتاب فقد جاء بعنوان مرات على طرق قوافل الحج حيث أورد المؤلف العديد من الطرق التي يسلكها الحجاج إلى مكةالمكرمة وتمر بمرات وقد أورد ابن عساكر ثلاث طرق لقوافل الحجيج تلتقي جميعها في مرات، وذلك في معرض حديثه عن وثيقة عثمانية تخص طرق القوافل والحجيج، وفي عهد المؤسس الراحل جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - فقد كانت مرات أولى محطات الإقامة لرحلة الحج الملكية، وكانت أول رحلة له على ظهور الجمال عام 1343ه، ومرات أولى محطاته التي يتوقف بها للراحة يومين أو ثلاثة، ويذكر السبيت أن جلالته حدد يوماً من كل سنة يغادر فيه الرياض إلى مكةالمكرمة بعائلته الكريمة وحاشيته وخدمه والحرس الملكي لحضور الحج، هذا اليوم هو الخامس والعشرون من ذي القعدة من كل عام، وكان جلالته يقيم على الطريق في عدة مراكز الأول منها في مرات، وقد أمر جلالته ببناء قصر خاص لجلالته في كل بلد من هذه البلدان الثلاثة، وخصصه ليكون مقراً للدوائر الحكومية المهمة آنذاك،، وقبيل وصول جلالته إلى مرات بأيام يهيأ المكان الخاص لإقامة جلالته، وتضرب الخيام أمام قصر الملك عبد العزيز، وهو المكان الذي اعتاد جلالته الإقامة فيه عدة أيام، حيث توجه البرقيات عن قرب وصول الموكب الملكي لإعداد بعض المستلزمات الضرورية، لإقامة جلالته، وتعد العدة الخاصة من قبل رجاله بمساعدة أمير مرات وبعض وجهائها، كالشيخ عبدالرحمن بن ضويحي، وقد أورد المؤلف عدداً من نماذج البرقيات التي كانت ترسل حينها بشأن قدوم الملك، أما الباب الثالث فقد خصصه المؤلف للحديث عن بركة غدير كميت التاريخية (الجفرة) حيث قال: يرجح بأن تكون (بركة مرات إحدى البرك التي حفرت في العصر العباسي، حيث تحمل نفس الخصائص والمواصفات المعمارية التي تتميز بها البرك في ذلك العصر كمساحتها الكبيرة والواسعة، وشكلها شبه الدائري ووقوعها بجوار واد يجلب الماء إليها شعيب الجفرة)، والأهم من ذلك وقوعها على طريق الحج القديم الذي يمر بقرية القصيبة بمرات، وقد أثرى المؤلف كتابه بالعديد من الوثائق والصور التي تؤكد المعلومات الواردة فيه، ويعد الكتاب وبحق مرجعاً مهماً للمتتبع طرق الحج في العصر القديم والحديث من الباحثين، وهو إضافة مهمة للمكتبة العربية.