الأستاذ الإعلامي المميز بتال القوس، في برنامجه الرياضي الرائد "في المرمى"، يستضيف كل أربعاء من قادوا الرياضة السعودية في السابق لمناقشة رؤاهم حول واقع الدوري السعودي اليوم. وقد بدأ ذلك برئيس الاتحاد السعودي السابق أحمد عيد، وكان حديثاً ممتعاً وهادئاً ورزيناً، ينمّ عن شخصية واثقة ورؤى مهمة، غير أنه –وبكل صراحة– لا يبدو الأنسب لشغل منصب مستشار رياضي يمكن الاستفادة من أفكاره في مستقبل كرتنا السعودية. لكن من دون مجاملة أو مبالغة، كشف لقاء الأمير عبدالله بن مساعد عن خبرته العميقة في مجالات التسويق والاستثمار والاستحواذ والاقتصاد الرياضي، بما لها من أسباب ومزايا وما عليها من ملاحظات. ومن أبرز ما طرحه في البرنامج تشخيصه الدقيق لمشكلة العزوف الجماهيري التي حيّرت الإعلاميين طويلاً، موضحاً أن من أسبابها زيادة عدد فرق الدوري إلى 18 فريقاً، وهو أمر يستحق الدراسة الجادة للحد من هذا التراجع المقلق في الحضور الجماهيري، لما له من آثار معنوية ومالية، فالجمهور داعم أساسي للمنظومة الرياضية، وشريك نجاح لا يمكن تجاهله. ومن هذا المنطلق، ومن حبّنا الخالص لكرة القدم السعودية وتطلعنا الدائم لتطورها وتحقيقها المكتسبات، ينبغي الاهتمام بأصحاب الخبرات العريضة في مجالهم، ممن يمكن أن يثري المنظومة الرياضية بقرارات نافعة تخدم المصلحة العامة، ومن بينهم –وبرؤية شخصية أضعها أمام القارئ– أرى أن منصب المستشار الرياضي للأمير عبدالله بن مساعد سيكون خطوة مهمة نحو حلول جذرية تتلافى أخطاء الماضي، ويقودها شخص يعرف التفاصيل، ومن أبناء الوطن. ختاماً: المستشار الحقيقي هو من تشبعت تجربته بالخبرات الإدارية المتراكمة؛ لذا لا غنى عن الاستفادة من تجاربه ونصائحه، فكما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "ما خاب من استشار". وهنا تتجلى أهمية الاستشارة... والأهم معرفة من نستشير.