قادت شجرة "السمح" التي لا يتجاوز طولها أكثر من خمسة وعشرين سم منطقة الجوف ممثلة في بلدية محافظة دومة الجندل، إلى إقامة أول مهرجان استهدف التعريف بهذه النبتة البرية، بمشاركة أسر منتجة، ومعارض منتجي السمح وفعاليات أخرى متنوعة، بالإضافة إلى المشغولات الحرفية اليدوية والتراثية. هذه النبتة غريبة الأطوار لا تعيش نهائياً إلاّ بمنطقة الجوف وهي من الأمور المحيرة، وتنمو على شكل سيقان خضراء لا يزيد طولها على 15 سم، وبعد انتهاء موسم الصيف وسقوط الأمطار تزهر وتحمل العديد من الحبوب سوداء اللون يستفاد منها في طهي البكيلة وهي من أشهر وجبات منطقة الجوف التي تعتمد على التمر والسمن وتحمل قيمة غذائية عالية. وينتج من ثمار هذا النبات العديد الصناعات التحويلية ومن منها خبز السمح والكيك والمعمول، وقد ورد ذكر هذه النبتة على لسان العلامة حمد الجاسر -رحمه الله- الذي قال: "لما قاربنا الجوف شاهدنا أرضًا مكسوة بنوع من النبات قريبة الشبه مما نسميه عندنا في نجد الصمعا، وهو نوع من النصي" تجدر الإشارة إلى أن أي أكلة تقليدية يدخل فيها السمح، فهي بكل تأكيد تنتمي إلى منطقة الجوف؛ لأن السمح نبتة لا توجد إلاّ في الجوف، وهي نبتة محلية مهددة بالانقراض لاعتمادها على مياه الأمطار حتى تنمو.