الكليتان تقومان بتنقية الدم والتخلّص من المواد السامّة الناتجة من عملية الهضم والتمثيل الغذائي معظم أعراض المرارة تبدأ مع ألم في منطقة البطن العلوية ماهي العلاقة بين حصى الكلى وحصى المرارة او العكس؟ وهل حدوث احداها علامة استباقية لحدوث الأخرى؟ أسئلة تكرر بين فترة وأخرى .. وقد رأينا انه من المناسب تخصيص هذه العيادة للحديث عن العلاقة بين هذين النوعين من الحصى الشائع لدى البشر. الكليتان والمرارة عند الإنسان: الكليتان هما احد اهم مكونات الجهاز البولي في الجسم البشري وتقومان بتنقية الدم والتخلّص من المواد السامّة التي تنتج من عملية الهضم والتمثيل الغذائي، كما تساهم الكليتان في الحفاظ على التوازن المائي في الجسم، والمحافظة على معادلة الوسط القاعدي بالوسط الحمضي في الدم. ويوجد لدى كل شخص طبيعي كليتان تقعان على طرفي العمود الفقري وتشبهان في شكلهما حبّة الفاصوليا، ويصل وزن الكلية الواحدة إلى 150 غراماً. من ناحية اخرى فإن المرارة أو الحويصلة الصفراوية أحد أجزاء الجهاز الهضمي، وهي تشبه في شكلها حبّة الكمثرى وتقوم بتخزين الصفراء التي يفرزها الكبد لاستخدامه وقت الحاجة. وقد تصاب الكلية او المرارة بتجمع الحصى فيها مسبّبةً عددا من المشكلات في الجسم. ومن ناحية الأهمية، فقد يستطيع الإنسان ان يتمتع بحياة طبيعية بعد ازالة المرارة من جسمه، حيث ان الكبد يقوم بإفراز مادة تكفي من الصفراء، لإتمام عملية الهضم الطبيعي، وعند إزالة المرارة، تتدفق هذه المادة الصفراء مباشرة نحو الأمعاء الدقيقة عبر القنوات الصفراوية المشتركة، لكن الإنسان حتما لن يستطيع العيش بدون كلية سليمة واحدة على الأقل او ما يعوض عمل الكلى مثل جلسات الغسيل الكلوي. الفرق بين حصى الكلى وحصى المرارة: تختلف طريقة تشكل الحصى في الكلى عن الحصى التي تتجمع في المرارة، فالحصى في الكلى تتكون من تجمع بلورات الأملاح، لذلك عند تحليلها تظهر بعض الأنواع من الأملاح المكونة لهذه الحصوات مثل الأوكسالات والسيستين والكالسيوم، وحمض اليوريك، ويعزى وجود الكالسيوم إلى عدم مقدرة الجسم على امتصاصه بسبب خلل في عمليات الأيض ما يؤدي إلى طرحه مع البول للتخلّص منه إلى الخارج وعندئذ قد يتجمع في الكلى. اما حصى المرارة فيتشكل من تجمع الدهون، لذلك يطلَق عليها حصى الكولسترول، أو يمكن أن تنتج من تجمع المادة الصفراوية ويطلق عليها في تلك الحالة حصى البيليروبين، كما يمكن أن تنتج من تجمّع الدهون والمادة الصفراوية، والكالسيوم، والدهون الفسفورية، والبروتينات الدهنية، ويطلق عليها في تلك الحالة اسم الحصى المزيجية. وتختلف الأعراض الناتجة عن الإصابة بحصى الكلى عن الأعراض المرافقة لحصى المرارة، حيث يكون الألم في حصى الكلى من الخلف في الخاصرة عند مكان وجود الكلى في الجسم، وقد يمتد هذا الألم إلى الحالب في المنطقة الإربية، وإذا نزلت الحصى في الحالب فإنّ ذلك قد يسبّب احتباس البول في ناحية الكلية المصابة، كما قد يصاحبه نزول دم مع البول، ولا يتأثر هذا الألم بنوعية الغذاء الا انه قد يزداد مع تقليل شرب الماء وفقدان التروية في الجسم. من ناحية اخرى، تختلف أعراض حصوات المرارة حسب وضعها في الجسم من حيث حجمها وعدد الحصى والمدة الزّمنية التي تراكمت وتشكلت فيها، ولكن معظم أعراض المرارة تبدأ مع ألم في منطقة البطن العلوية إما في الجزء العلوي الأيمن أو في الوسط مع الشعور بألم تحت الكتف الأيمن أو الظهر، ويزداد هذا الألم بشكل سيئ بعد تناول وجبات الطعام خاصة الأطعمة الدهنية مثل البيض، أو اللبن، أو الحليب، مع الشعور بامتلاء البطن وعسر الهضم وزيادة الغازات واحيانا الإسهال المزمن الذي يحدث عادة بعد وجبات الطعام ويصل إلى عشرة مرات في اليوم الواحد. العلاقة بين حصى الكلى وحصى المرارة: على الرغم من أنّ طريقة تشكّل الحصى في الكلى تختلف تماماً عن طريقة تشكّل الحصى في المرارة إلّا أنّ الدراسات الحديثة أثبتت أنّ من يعاني من حصى الكلى يكون أكثر عرضةً للإصابة بحصى المرارة، والعكس صحيحٌ أيضاً، وفي هذا السياق جمع فريق بحثي بقيادة الدكتور إريك تيلور من مركز ماين الطبى ببورتلاند بيانات من ثلاث دراسات مطولة على عينة من الأشخاص ملأوا قوائم استبيان عن الصحة وأسلوب الحياة، ثم قاموا بتسجيل أية مشكلة صحية جديدة كل عامين بعد ذلك، وتم متابعة ما يقرب من 240 ألف شخص لفترة تراوحت بين 14 إلى 24 سنة. وخلال تلك الفترة، وجد الباحثون أنه كان هنالك ما يقرب من 5100 حالة جديدة مصابة بحصوات الكلى، ونحو 18500 حالة إصابة بحصوات المرارة. وبينت الدراسة أن الأشخاص الذين كان لديهم تاريخ مرضي مع حصوات المرارة كانوا أكثر عرضة للإصابة بحصوات الكلى بنسبة تتراوح بين 26 - 32% أكثر من الأشخاص الذين لم يصابوا بحصوات المرارة. كما بينت الدراسة كذلك العلاقة بين المرضين فى الاتجاه المعاكس، فالأشخاص الذين لهم تاريخ مرضي مع حصوات الكلى كانوا أكثر عرضة للإصابة بحصوات المرارة بنسب تتراوح بين 17- 51% أكثر ممن لم يصابوا بالمرض، وهذا بعد أخذ عوامل أخرى فى الاعتبار، مثل السن والإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن والنظام الغذائي ومخاطرها على كلا النوعين من الحصوات. وأرجع الباحثون السبب الارتباطي بين هذين النوعين من الحصوات الى أنه من الممكن أن يعود الى حدوث تغير في نوع البكتيريا فى الأمعاء الدقيقة، ما يعرض الشخص لتكّون حصوات الكلى والمرارة معا. بريد القراء بعد التبول دم * لدي طفل عمره 10 سنوات يخرج منه بعد التبول دم في فترات متفرقة، ويعاني من ألم أسفل البطن أحياناً، ما السبب؟ * إن ظهور دم في البول أو كبقعات على الملابس الداخلية يحدث عند بعض الأطفال مع أو من دون ألم في البطن أو عند التبول، وسببه عادة التهاب مزمن في الإحليل. هذه الحالة لا تحتاج أكثر من تحليل للبول وزرعه، وأحياناً أشعة صوتية للمثانة والكليتين. يمكن إعطاء المضاد الحيوي المناسب في حالة وجود التهاب بكتيري في تحاليل البول، لكن أفضل علاج لها هو الصبر والاطمئنان أنها لا تشكل أي خطر على الطفل، وقد تزول تلقائياً بعد عدة أشهر من دون علاج. ومع هذا من المستحسن استشارة طبيب متخصص في جراحة المسالك البولية للتأكد من التشخيص واستثناء حالات مرضية أخرى قد تسبب ذات الأعراض. عروق خضراء وزرقاء * سؤالي هو إني أرى بعض العروق الخضراء والزرقاء البارزة على العضو والخصيتين. أحد أصدقائي قال إنها تسمى دوالي وإنها خطيرة وتزول بعملية جراحية ما صحة هذا الكلام؟ وأريد أن أعرف هل هذه العروق دوالي أم لا لأني لا أعرف شكل الدوالي، وهل هناك علاج لحالتي وبماذا تشيرون علي أن أفعل؟ * الدوالي أخي السائل كناية عن تضخم أوردة الخصية القادمة مع الحبل المنوي وهي حالة خلقية تصيب حوالي 15 % من الرجال وقد تسبب العقم لدى حوالي 30 % منهم. هذه الحالة ليست خطيرة ولا تأثير لها على الصحة عامة. والدوالي يمكن جسها بسهولة في كيس الصفن خصوصاً على الجهة اليسرى عندما تكون من الدرجة الثانية أو الثالثة. وللتشبيه يصفها بعض الاختصاصيين ككيس من الديدان تحت جلد الصفن. علاج الدوالي المرضية يكون إما بالربط الجراحي بتقنية الميكروسكوب أو من خلال إغلاقها بالقسطرة الإشعاعية. وأما بالنسبة إلى الأوردة المتضخمة الموجودة على العضو التناسلي المذكورة في السؤال فلا علاقة لها بالدوالي ولا خطر منها إلا إذا حصل - نادراً - تخثر في أحدها وهي لا تستدعي إلى أي علاج عادة. الضعف الجنسي * هل للضعف الجنسي علاج نهائي؟ وهل يؤدي إلى العقم عند الرجال؟ * مع الأسف أخي السائل، لا يوجد حتى الآن علاج نهائي دائم للضعف الجنسي، وكل الوسائل العلاجية قد تعطي نتائج ممتازة، ولكن من دون شفاء المريض من مرضه، حيث إنها تمثل وسائل مساعدة، كسماعات الأذن لمن يعاني الصمم أو ضعف السمع. ومع هذا فإن النتائج الأولية للعلاج الجيني على الحيوانات أو النتائج الأولية للعلاج بالخلايا الجذعية على البشر قد أعطت نتائج مشجعة، وستستعمل في المستقبل على الرجال، مع أمل كبير في النجاح، وستكون بمنزلة علاج نهائي لبعض حالات الضعف الجنسي. أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال، فإن الضعف الجنسي من أسباب ضعف القدرة الإنجابية الطبيعية عند الرجل، لكن بشكل غير مباشر، ويجب علاجه للحصول على نتائج جيدة لتحقيق الحمل الطبيعي. التهابات مزمنة * أعاني من التهابات مزمنة في البول اكتشفت بعد التحليل أنه دم وصديد بالبول، عملت منظاراً وأشعات في المستشفى، وعملوا لي جلسات إشعاعية كثيرة من أجل الدم يروح، صح أنه خف الدم بالبول، لكن يظهر بالتحليل دم، وقالوا لي هذا نتيجة لالتهابات مزمنة سابقة، وأنه لا يوجد علاج غير بالإشعاع، فهل يؤثر الدم صحياً ؟ * إن لحصول الالتهابات البولية المتعددة والمتكررة عدة أسباب منها تشريحية ومنها استقلابية خصوصاً عند النساء، فإذا لم تظهر التحاليل والأشعة أية آفات في الكليتين أو في المسالك البولية أو ارتجاع البول من المثانة إلى الكلية فيمكن في تلك الحالات معالجة الالتهاب المتكرر بالمضادات الحيوية بجرعات مخفضة يومياً لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر، أو أخذ جرعات كاملة من مضاد حيوي تتفقين عليه مع الطبيب المعالج لمدة 3 أيام عند بداية الشعور بعوارض الالتهاب، أو أخذ جرعة واحدة من نفس المضاد بعد كل عملية اتصال جنسي. وبصفة عامة ينبغي الإكثار من شرب السوائل خاصة في أوقات الصيف، وعدم التأخر في إخراج البول وعلاج الإمساك إن وجد، والحرص على الممارسة الجنسية الصحيحة. من ناحية أخرى لم أفهم المقصود من جلسات إشعاعية لعلاج دم البول، وإن كان هذا ما تم لك بالفعل فلا أصل علمي أو طبي لهذا الإجراء في علاج التهابات البول المتكررة. حصى في الكلى * أبلغ من العمر 37سنة أعاني من حصى في الكلى وقد أتاني عدة مرات علماً أن نسبة حمض اليورك 7.3 وعندي سكري والآن عندي حصوة في الحالب كيف الطريقة لتجنب هذه الحصوات علماً أن الدكتور يقول جسمك قابل يكون حصوات ؟ o بالنسبة لحصوة الحالب فعلاجها يعتمد على حجمها وموقعها في اعلى او اسفل الحالب ومدي تسببها في حدوث انسداد في مسار البول من الكلية، والعلاج قد يكون دوائيا او جراحيا تحدده العوامل المذكوره سابقا. اما بالنسبة للجزء الثاني من السؤال فهنالك عدة اسباب للاصابة بحصيات الكلى والمسالك البولية ومعاودتها أبرزها الوراثة وكمية السوائل الذي يشربها المرء ونوع المأكولات وانخفاض نسبة مثبطات تكوين الحصيات في البول ووجود التهابات بولية متكررة او عيوب خلقية في الجهاز البولي او وجود امراض استقلابية وزيادة تركيز البلورات مثل الكالسيوم والاوكسالات وحمض اليوريك والسستين وغيرها. ويمكن القيام بالتحاليل المخبرية على الدم والبول المجمع لمدة 24ساعة لكشف سبب تكوينه . ويمكن القول ان 10 % من الاشخاص المصابين بحصوات المسالك البولية لديهم القابلية لتكرار تكوين الحصوة في السنة الاولى بعد العلاج وحوالي 50 % خلال 5 سنوات من العلاج. ومعالجة تكرار تكون الحصوات يكون حسب اسبابها ونوعها وذلك بالعقاقير والحمية الغذائية والاكثار من شرب السوائل خصوصاً الماء وعصير الليمون الحامض إذا ما كانت الحصيات مكونة من الكالسيوم والاوكسالات وذلك مع نتائج ممتازة للوقاية من معاودة تلك الحصيات. إعداد: أ. د. صالح بن صالح إشراف: عبدالرحمن محمد المنصور