أعلنت قوات الدعم السريع السودانية الاثنين هدنة إنسانية من طرف واحد تستمر ثلاثة أشهر، غداة إعلان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبدالفتاح البرهان رفضه مقترحا دوليا بالهدنة قدمته الرباعية الدولية ولم يتم إعلان تفاصيله. وقال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو في كلمة مسجلة "انطلاقا من مسؤوليتنا الوطنية واستجابة للجهود الدولية المبذولة وعلى رأسها مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومساعي دول الرباعية... نعلن هدنة إنسانية تشمل وقف الأعمال العدائية لمدة ثلاثة أشهر" والموافقة على تشكيل آلية مراقبة دولية. وطوال العامين الماضيين، قام طرفا الحرب في السودان بخرق كل اتفاقات الهدنة ما أدى إلى فشل جهود التفاوض. وكان عبدالفتاح البرهان أعلن الأحد رفضه لمقترح الهدنة معتبرا أنه يلغي وجود القوات المسلحة ويطالب بحل جميع الأجهزة الأمنية ويبقي قوات الدعم السريع في مناطقها. وأكد دقلو في كلمته "التزامنا بمسار سياسي يشارك فيه الجميع ما عدا الحركة الإسلامية الإرهابية والإخوان المسلمين والمؤتمر الوطني لأنهم يتحملون كل المأساة التي يعيشها شعبنا طيلة ثلاثة عقود". وكان الموفد الأميركي مسعد بولس قدم المقترح نيابة عن الرباعية الدولية. من جهتها اتهمت منظمة العفو الدولية الثلاثاء قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين في السودان ولا سيما في الفاشر، في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين. واندلعت الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان وحليفه السابق محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع في أبريل 2023، متسببة في "أسوأ أزمة إنسانية" مع نزوح أكثر من 12 مليون شخص ومقتل عشرات الآلاف. وأعلنت قوات الدعم السريع نهاية الشهر الماضي سيطرتها على الفاشر في شمال دارفور ما نتج عنه نزوح أكثر من 100 ألف مدني مع توالي شهادات تحدثت عن إعدامات جماعية ميدانية وعنف جنسي ونهب. وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار "ينبغي على العالم ألا يغض الطرف بينما تتزايد المعلومات عن هجوم الدعم السريع على الفاشر" مشيرة إلى أن شهادات الناجين تفيد ب"أهوال لا يمكن تخيلها". هذا وأكد المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك، أن عقد فريق الأممالمتحدة في السودان أول اجتماع له في الخرطوم منذ اندلاع النزاع، يُعد خطوة مهمة ومؤشرًا على تعزيز التنسيق الإنساني وعودة الوجود الأممي تدريجيًا إلى العاصمة السودانية. وأوضح دوجاريك، في مؤتمر الصحفي الاثنين، أن وكالات الأممالمتحدة وصناديقها وبرامجها، البالغ عددها (28) وكالة، حافظت على وجودها وعملياتها من بورتسودان منذ اندلاع النزاع، مشيرًا إلى أن العودة التدريجية للمنظمات الأممية إلى العاصمة تمثل خطوة مهمة، تعزز تنسيق الأممالمتحدة ومشاركتها على أرض الواقع. وبين أن الأوضاع الإنسانية في البلاد لا تزال متردية، لا سيما بالنسبة للنازحين من ديارهم بسبب الحرب واستمرار الانتهاكات.