قدم الباحث الأدبي سفيان البراق وقفة لغوية على مضامين المستويات اللغوية التي تشكل وفقها السرد الروائي إلى تمثل الفضاءات المعبرة داخل النصوص الروائية في مجال القصة والنقد العميق للروائي المغربي عبدالله العروي، مبيناً أن هذا التنوع على مستوى الشكل الإبداعي قد قاد إلى تكسير التقليدية التي طبعت الرواية العربية المغربية، واستطرد يقول: إن هذا النزوع الذي قام بدراسته وتحليله للناقد العروي قد استوقفه كثيراً عند المستويات اللغوية التي تشكل وفقها السرد الروائي العميق للعروي، وهو ما أسماه بهاجس التحديث الذي جسد الإبدال المغاير لأنماط الشكل المألوف، وعن منهجية التلقي الجديد للكتابة الروائية والمفهوم المخالف لجنس الرواية وفن اليوميات، مشيراً البراق أن الكتابة الذاتية للنقاد العروي، قد تجسدت في خواطر الصباح التي تمتد من 1967 إلى 2007، ويستكمل الباحث سفيان، دراسته وتحليل المنجز الأدب للأديب العروي، عندما نستعرض التداخل التي وسمت هذه الدراسة لهذا المنجز الروائي وخاصة بين الرباعية واليوميات، الذي يستلزم إفراد بحث يركز فيه على المقارنة والامتداد، وتطرق إلى القضايا والأحداث التي تأصلت في ثقافة الروائي العروي، وأردف سفيان، قائلاً: «لقد تميزت هذه الدراسة في محاولة الناقد العروي في استجلاء خصوصية اللغة التي تبناها في سبك رواياته، أيضاً سعيه لاستنباط التقنيات الحديثة التي وظفها في ابتداع الفضاء الشاهد على التوتر في هذه الحبكة القصصية من نصوصه وخاصة في الفصل الأول من الدراسة، أما الفصل الثاني من دراسته كان مداره حول استيضاح التقاطع الحاصل بين المجالات الفكرية والسياسية والاجتماعية التي شكلت مشروعه الفكري ونصوصه الروائية؛ حيث تعقب الطريقة التي اتّبعها العروي في اختلاق شخوص نصوصه، فضلاً عن محاولة استجلاء خصوصية اللغة التي تبنّاها في سبك رواياته، ثم الانغمار في استنباط التقنيات الحديثة التي نزع إليها في ابتداع الفضاء الشَّاهد على توتر الأحداث وصراع الشخوص. أمّا الفصل الثاني َفكان مداره ُ استيضاح التقاطع الحاصل بين المعضلات الفكرية والسياسية واالجتماعية التي شكّلت مشروعه الفكري، وبين نصوصه الروائية التي تنضح بالهموم نفسها رغم سعيه الدائم إلى مخاتلة المتلقّي؛ حيث كان دائم التأليف للمُباشَرة الفجّة التي تغتال ُجودة النّص وتُرغم القارئ على تعطيل قدراته الذهنية في التحليل والتأويل، وكان حريصاً أيضاً، على منح القارئ مساحة رحيبة لاستشفاف المضمر والمخفي، وقراءة النص بكل ّأريحية مستندًا إلى فهمه الخاص الذي سيكون بلا شك متنابذاً مع فهم قارئ آخر، وهذا ما سيمنح للنص قراءات وتأويلات متعددة. وأظهرت دراسة في النصوص الأدبية لعبدالله العروي أن نزوعه أديباً إلى التنويع على مستوى الشكل الإبداعي، قاد تكسير التقليدية التي طبعت مسار الرواية العربية والمغربية. والأصل أن هذا النزوع مثل المسعى الذي رام دراسته وتحليله الباحث سفيان البراق، حيث أقدم على الوقوف عند المستويات اللغوية التي تشكل وفقها السرد الروائي، إلى الفضاءات المعبر عنها داخل النصوص الروائية، وهو ما دعاه أساساً بهاجس التحديث الذي جسد الأبدال المغاير لأنماط الشكل المألوفة. وفي الآن ذاته هي خطوة البحث عن التلقي الجديد للكتابة الروائية كما للمفهوم المخالف لجنس الرواية. وبالانتقال إلى فن اليوميات، أو الوجه الآخر للكتابة الذاتية مجسدة في خواطر الصباح التداي تمتد من (1967) إلى (2007)، يستكمل الباحث سفيان البراق دراسة وتحليل المنجز الأدبي للأستاذ عبدالله العروي، إذا ما ألمحنا لطبيعة التداخل التي تسم المنجز، وبخاصة بين الرباعية واليوميات، وهو ما يستلزم إفراد بحث يركز فيه على المقارنة والامتداد، والمقارنة من حيث القضايا والأحداث المتناولة التي خبرت الذات تفاصيلها، والامتداد إلى ما يجاوز نص أوراق بحكم كونه الختم الأدبي للرباعية التي تمتد زمنياً من قصة الغربة (1971)، إلى أوراق بما هي سيرة إدريس الذهنية (1989).