تأتي الفنانة "لولوة الحمود" كباحثة نشطة في "قضايا الفن الإسلامي- ومدارات البصري المحسوس" الذي يتماهى مع (مجإلى الهندسة وفلسفة الحرف العربي) عبر منطق شرقي في أطروحاتها الفنية مزجت فيه بين الرسم والهندسة والشعر مع روابط واتساق مع الثقافات المختلفة، مع حرية التعبير المؤسسة علي استخدام الأسإلىب التي ترتكز على الحروف والأرقام للدلالة علي معانٍ وضمنيات رمزية وتحرير الحرف العربي من دوره التقليدي ويصبح هو ذاته موضوع العمل، واستدعاء التكنولوجيا الحديثة مع تقنيات يدوية في مزاوجة بين (إلىدوي والدقة الرقمية المعاصرة) بما يبرز جمال التراكيب، ويعمق التجربة الجمإلىة، ويخصب طاقة العمل الروحية الداعم للهيكلية الهندسية الرصينة. ولم تنحز الفنانة إلى تلك القوالب التي تلخص المشاعر والانفعالات الوقتية الزائلة، وإنما اتجهت نحو صياغة أزلية وإبداع أشكال مجردة استردفتها من علاقة الروح بالسماء وبالكون، وتسطير فن يستلزم القراءة والتأمل في ماهية وفلسفة الكون وقوانينه العلمية واللامنتاهي، وتجسيد "الأنماط الرياضيةوالهندسة الإسلامية "التي تحمل في طياتها العلاقة بين المحدود واللامحدود والوحدة والتعدد، والجمع ما بين الفن والعلم، كارتكاز منهجي على العلم والرياضيات لفك الأسرار والشفرات للعناصر وتراكيبها دون التقيد بفعل المشاعر فقط، وابتداع "متواليات إيقاعية" كمعادل للتداخل الأبدي بين المعرفة والهندسة والإيمان، لاجترار المتلقي لفك خوارزميات أعمالها وفهم مغزاها وقراءتها. ليعزز ذلك ترابطيه مفاهيمية بين التصميم والحروف والكتابات والأرقام التي تنبثق وفق منهجيه النمو والتوالد في بنائيات الفن الإسلامي، والتقاط (الحرف والشكل الهندسي البسيط) معان كمعادلات مستوحاة من الهندسة الإسلامية وتمثيل للعلاقة بين المخلوق والخالق والتداخل الأبدي بين المعرفة والإيمان، والذي اعتبر قالبا محفزا معبأ بثقافات وتفكير تصميمي فلسفي لأعراق متعددة، لتكمن رسالة الفنانة في تأطير التزاوج بين المعالجات الأسلوبية الفكرية المؤسسة على "الوحدة التناسبية" "الموديول" الأمر الذي أعطى الفرصة لإمكانية إنتاج تصميمات ذات نهج هندسي رياضي، للانتقال بالفعل إلى مساحة تتوازي مع التمكن البنائي المحكم، لتعضيد درجات الاثارة البصرية والحداثية. فاستحضرت نصوص "لولوة الحمود" المرسومة المستوحاة من الفن الإسلامي بلغة أكثر عالميةً، من خلال الرياضيات "ونظرية ابن مقلة للخط المنسوب" أو "نظرية الخط المنسوب" وهي نظرية التناسب الذهبية بين الحروف العربية التي هندسها ابن مقلة، ووضعت أسس رياضية لقياس تناسب الحروف العربية وتحدد أبعادها بدقة، كما تقوم على أساس تناسب الحروف مع بعضها وفق وحدات قياس ثابتة أهمها "النقطة" كوحدة قياس أساسية، "وحرف الألف" الذي يعتبر معياريًا تبنى عليه الدوائر التي تحدد محيط الخط، ويتحدد طوله بعدد النقاط التي يخطها القلم، أو القصبة، وتتناسب جميع الأحرف الأخرى بذلك، وقد مهدت الطريق لتطوير أساليب الخط العربي عبر العصور، وهو ذات المسعي "ليوناردو دافنشي" واستخدام النسبة الذهبية في الجسد البشري وتأسيس التناسب والجمال، عبر نموذجه "الرجل الفيتروفي" ورسومه التوضيحية. وفي مجموعتها "لغة الوجود" انطقت "لولوة الحمود" بنوع من التشفير للفن القديم بطابع عصري ممزوج بالحروف العربية واسترداف الطرق الحسابية، ليسهم (التقاء حسها الفني وخبراتها الأكاديمية مع دراساتها، والفهم لماهية وهندسة فن الخط) في تأسيس الفكرة التي ارتكلت إلى تفكيك الأحرف العربية ثم إعادة صياغتها لينبض الحرف ككائن حي يتحرك ويتنفس ويقص،من خلال طرق ومعالجات حاسوبية وجرافيكية، وذلك فق أساس المربع الرياض "فيدا" "الرياضيات القديمة" الذي استنبط في شمال الهند اعتماد علي الهندسة الإسلامية في القرن العاشر كمجموعة من الصيغ أو "السوترات" التي تساعد في حل المسائل الحسابية والجبر والهندسة ووسيلة لضياغة الزخارف الهندسية، لتطرح الفنانة أبجديات مفعمة في كتاب مجلد، أستلهمت فيه "أسماء الله الحسنى" "الحرف والكلمة" كمثير بصري ذي سيادة في ثوب حداثي يشفر الفن القديم بطابع عصري. وعبر تأمل عميق للخلق وقواعده الجوهرية وحقيقة الوجود والكون الواسع، عمدت الفنانة إلى تدوين مفاهيم بصرية صادقة نابعة من أعماقها ودواخلها وتلمس الحقيقة الداخلية، داخل إطار يتكئ على تقسيم الحروف والكتابات العربية والزخارف إلى أنماط هندسيه مؤسسة على الموديولات الرياضية في تكوين إبداعات بصرية، كعلاقة وثيقة تجمع بين "الفن والهندسةوالرياضيات المجردة" التي تحرر اللغة الخفية للكون والخلق من خلال تجاوز مظهرها الخارجي، لتصدير صور ثابتة ومتحركة ووسائط رقمية، بطريقة ملهمة لعدم فقدان الطاقة التعبيرية المميزة لأسلوبها الفني، وتحريك جمود التكرار المتماثل من خلال الخلخلة والتفكيك والانتشار المركزي والتتابع الإيقاعي المتحرر، مستلهمة ذلك من منهجية وبنائيات الفن الإسلامي والعديد من أعمال الفن التجريدي الحديثة. واستعرضت الفنانة "لولوة الحمود" ومن خلال عدد من أعمالها لمشكلات فكرية قائمة على "الوحدة التناسبية" "الموديول" "Modul" بتأسيس بنائي مرئي مؤسس على تكرار مفردة تشكيلية تبعاً لأنساق تعتمد على المنظومات الرقمية التي تخضع لأسس شبكية وقوانين رياضية دقيقة محسوبة، والاستعانة بعدد من المنطلقات التجريبية مثل عمليات الحذف والإضافة والتداخل والتراكب والتأليف والتصغير فى ظل نظام بنائي. الأمر الذي أعطى الفرصة لإمكانية إنتاج تصورات تتسم بالقيم الفنية والجمالية ذات المنهج الهندسيوالرياضي، لتمثل نموذجاً "للموديول غير المتماثل "الذي يقوم على تكرار الوحدة بصوره متقاربة، ولكن غير متطابقة في كافة الأسس كالاختلاف في بعض التفصيلات الداخلية أو في تراتيب الألوان بشكل غير متماثل، كما أفصحت جملة أعمال أخري حلولاً مبنية على"المديول التبادلي "الذي يحتوي تأسيسه البنائي على نظم وتكرارات وفق ضوابط داخليه غير التي تضبط نوع الموديول ككل، فالعمل الواحد يتضمن أنواع عديده من أشكال التكرار. * الأستاذ بقسم التصميمات البصرية والرقمية المساعد أعمال ذات تكوين خلاق مزجت بين الرسم والهندسة لولوة الحمود تحرير الحرف العربي من دوره التقليدي النمو والتوليد في بناء أعمال الفنانة وفق نسق رياضي وهندسي الحرف العربي طاقة روحية متجددة