في لوحة تفيض بالألوان والأنغام، جذب ركن صناعة الأساور الهندية أنظار الزوار في حديقة السويدي بالرياض، ضمن فعاليات الأسبوع الهندي "لانسجام عالمي"، التي يحتفي بها موسم الرياض، حيث تحول المكان إلى ورشة فنية حية تنسج خيوط الثقافة والجمال، وتروي قصة حرفة توارثتها الأجيال في الهند منذ قرون. وقدم الحرفيون الهنود أمام الجمهور تجربة حية لصناعة الأساور يدوياً، مستخدمين الزجاج الملون والخيوط والمعادن الدقيقة، في عملية تتطلب دقة وصبر وفن في تشكيل الألوان والنقوش. وتبدأ الرحلة من صهر الزجاج في أفران صغيرة حتى يصبح سائلًا يُلفّ على قالب معدني لتكوين الحلقة الأولى، ثم يُترك ليبرد ويُلمّع يدويًا حتى يكتسب بريقه النهائي، وفي مرحلة التزيين، تُضاف النقوش والزخارف الدقيقة وتُطعم الأساور بحبيبات الزجاج والفصوص اللامعة، قبل أن تُترك لتجفّ تحت أشعة الشمس. وتُعد هذه المرحلة ذروة الإبداع التي تمنح كل سوار طابعًا فريدًا يعبر عن ذوق فني راسخ في الثقافة الهندية. وأوضح الحرفي جان محمد، أحد المشاركين في الفعالية، أن الأساور تمثل في الهند رمزًا للفرح والأنوثة وتُلبس في المناسبات والأعراس، مشيرًا إلى أن مشاركته في موسم الرياض أتاحت له تعريف الزوار بفنون تقليدية تُجسد روح الصبر والإتقان. وشهد الركن إقبالًا لافتًا من العائلات والأطفال الذين شارك بعضهم في تجارب عملية لتشكيل الأساور بأيديهم، في مشهدٍ تفاعلي يجمع بين التعلم والترفيه ويجسّد قيمة التواصل الثقافي بين الشعوب. وتتواصل فعاليات الأسبوع الهندي في حديقة السويدي لتقدم عروضًا فنية وموسيقية واستعراضات تراثية ومأكولات تقليدية، ضمن أجواء احتفالية تعبّر عن عمق العلاقات الإنسانية والثقافية بين المملكة والهند، وتؤكد مكانة الرياض كمنصة عالمية للفنون والحرف والإبداع.