في الوقت الذي تتجه فيه الأندية السعودية إلى صرف الملايين من الريالات لجلب النجوم وصناعة دوري قوي يواكب الطموحات، يظهر عنصرٌ يُفترض أن يكون عامل توازن وعدل وهو الحكم الأجنبي كأحد أبرز مسببات الجدل في الملاعب. أخطاء فادحة، قرارات مثيرة، وتناقضات تُفقد الثقة في العدالة التحكيمية داخل المستطيل الأخضر. منذ السماح بالتحكيم الأجنبي في دوري روشن السعودي، كانت الفكرة قائمة على رفع مستوى العدالة والحد من الشكوك، إلا أن ما نشاهده اليوم من بعض الحكام القادمين من الخارج لا يختلف كثيرًا، بل في بعض الحالات أسوأ من الأداء المحلي الذي كان يُنتقد بشدة. فالقرارات الغريبة، والتردد في استخدام تقنية الVAR، واحتساب ركلات جزاء مثيرة للسخرية، كلها مظاهر باتت تتكرر بصورة تثير الاستغراب. ما يدعو للقلق أن هذه الأخطاء لا تمر مرور الكرام على جماهير الأندية، التي تشعر أن فرقها تُظلم بصافرة يفترض أن تكون محايدة. وحين يكون الحكم الأجنبي فوق المساءلة، فإن ذلك يفتح الباب للتساهل والاستهتار، وكأنّ وجوده في دوري قوي هو مجرد نزهة مدفوعة الأجر. نعم، نرحب بالتحكيم الأجنبي من حيث المبدأ، لكن بشرط أن يكون منضبطًا، عادلًا، خاضعًا للمحاسبة. العدالة لا تتحقق بالهوية، بل بالكفاءة. لذلك فإننا نقولها بوضوح: -عاقبوا الحكام الأجانب الذين يخطئون كما يُعاقب المحليون. * قيموا الأداء بصرامة، فسمعة الدوري ومصداقيته أغلى من أي اسم أوروبي أو لاتيني. * واجعلوا الشفافية قاعدة، لأن الصمت على الأخطاء هو أول خطوة نحو فقدان الثقة بالتحكيم ككل. في النهاية، العدالة ليست شعارًا يُرفع، بل ممارسة تُطبّق داخل الميدان، والكرة السعودية اليوم تستحق تحكيمًا يوازي تطورها، لا صافرات تُعيدها إلى الخلف. أحمد الجمعان