يُعد نادي النصر السعودي واحدًا من أعرق الأندية في تاريخ كرة القدم السعودية والآسيوية، بتاريخٍ حافل بالبطولات والنجوم، وجماهيريةٍ جارفة تمتدّ داخل المملكة وخارجها. ومع ذلك، فإن ظاهرة خروج النصر المتكرر من البطولات أصبحت مادةً دائمة للجدل بين عشاقه ومتابعي الكرة السعودية، حتى باتت تُطرح تساؤلات حول الأسباب الحقيقية خلف هذا التكرار الذي يُحبط الجماهير عامًا بعد عام. يُجمع كثير من المحللين على أن أولى مشكلات النصر تكمن في تغيّر الأجهزة الفنية والإدارية بشكل متكرر. فكل موسم يبدأ مشروع جديد بفكرٍ جديد، ثم لا يكتمل الطريق حتى تتكرر دوامة الإقالات والتبديلات، مما يخلق حالة من الاضطراب في هوية الفريق وأسلوب لعبه. جماهير النصر لا ترضى إلا بالقمة، وهي جماهير عاشقة ووفية، لكن في بعض الأحيان تتحول الضغوط الجماهيرية والإعلامية إلى عبءٍ ثقيل على اللاعبين، خصوصًا في المباريات الحاسمة، حيث تُفقد الثقة وتُستنزف الأعصاب في وقتٍ يحتاج فيه الفريق إلى الهدوء والتركيز. رغم الإنفاق الكبير، إلا أن ملف التعاقدات الأجنبية والمحلية ظلّ يمثل نقطة ضعف. فبينما تتجه بعض الأندية إلى التعاقد مع لاعبين يحققون التوازن والاحتياج الفعلي للفريق، نجد النصر في فترات كثيرة يضم أسماء لامعة لا تتناسب مع احتياجاته التكتيكية، أو لا تنسجم مع المجموعة. لا يمكن إنكار أن عامل الحظ كثيرًا ما لعب دورًا سلبيًا في مسيرة النصر. من ركلات جزاء ضائعة، إلى أخطاء تحكيمية مؤثرة، أو إصابات مفصلية في أهم المراحل، كلها عوامل جعلت الفريق يخرج من المنافسة في لحظةٍ كان فيها الأقرب للقب. الحاجة إلى مشروع طويل المدى: خروج النصر المتكرر من البطولات ليس نهاية الطريق، بل هو دعوة للمراجعة والتخطيط. فالفريق يمتلك كل مقومات النجاح: قاعدة جماهيرية ضخمة، إدارة طموحة، ونجوم عالميون. لكن ما يحتاجه النصر حقًا هو الاستقرار والرؤية الواضحة، ومشروع طويل الأمد لا يتأثر بنتيجة مباراة أو موسم واحد. خاتمة: يبقى النصر ناديًا لا يعرف الاستسلام، وإن تكررت خيبات الأمل، فإن روح العالمي لا تموت. فالجماهير الصفراء ما زالت تؤمن أن هذا الكبرياء لا يُكسر، وأن العودة إلى البطولات ليست سوى مسألة وقت، متى ما اجتمع الاستقرار مع الرؤية والإيمان بروح النصر الحقيقية. علي سعد النجم