أكد المختص في التدريب وتطوير الذات حماد السهلي أن ما يُعرف ب «مبدأ باريتو»، الذي قدّمه الاقتصادي الإيطالي فيلفريدو باريتو في أواخر القرن التاسع عشر، لا يزال يمثل أحد أهم المفاهيم الحديثة في الإدارة والحياة، إذ يقوم على قاعدة جوهرية مفادها أن 20% من الجهد تُنتج 80% من النتائج. وأوضح السهلي أن هذا المبدأ لا يقتصر على جانب محدد، بل يمتد أثره إلى مختلف مجالات الحياة، من الإدارة المالية والعلاقات الاجتماعية إلى الصحة والعمل، مشيراً إلى أنه يُعد أداة فعّالة لتحديد الأولويات وتحقيق أعلى مستويات الكفاءة بأقل مجهود ممكن. وفي المجال المالي، أشار إلى أن تطبيق مبدأ باريتو يساعد على تحديد النفقات الأكثر تأثيراً على الميزانية، وإعادة توجيهها أو تقليصها لتحسين الوضع المالي، لافتاً إلى أن بعض المصروفات الصغيرة – مثل الاشتراكات أو المشتريات غير الضرورية – قد تكون السبب الرئيس في استنزاف الدخل. أما على الصعيد الاجتماعي، فيُظهر المبدأ أن 20% من العلاقات تمنح 80% من الدعم النفسي والسعادة، مما يعني أن التركيز على العلاقات الإيجابية والمغذية للروح يُسهم في رفع جودة الحياة وتعزيز الرضا الذاتي. وفيما يتعلق بالصحة واللياقة البدنية، أوضح السهلي أن العادات الصحية البسيطة تمثل الجزء الصغير الأكثر تأثيراً، فالمواظبة على التمارين الأساسية والتغذية السليمة قد تحقق تحسناً يصل إلى 80% من الحالة الصحية العامة، دون الحاجة إلى تغييرات معقدة أو جذرية. واختتم السهلي حديثه بالتأكيد على أن مبدأ باريتو ليس مجرد نظرية اقتصادية، بل أسلوب حياة ذكي يساعد على تعظيم النتائج وتقليل الهدر في مختلف الجوانب الشخصية والمهنية، مشدداً على أن التركيز على "القليل الفعّال" هو الطريق الأقصر نحو النجاح.