كشفت نتائج تحليل لتقرير حديث للخطاب المتطرف الرقمي خلال الربع الثالث من عام 2025 عن تمركز غير مسبوق في المشهد الاتصالي للتطرف، حيث أنتجت خمس تنظيمات متطرفة مصنّفة إرهابية أكثر من 97% من إجمالي المواد المتطرفة المنشورة بين شهري يوليو وسبتمبر من العام الجاري. ووفقًا لتقرير، المركز العالمي لمحاربة الفكر المتطرف "اعتدال"يعكس هذا التركّز أن الفضاء الرقمي المتطرف بات تحت سيطرة كيانات محدودة ذات قدرات تنظيمية عالية وتأثير اتصالي واسع، ما يعزز من خطورة المحتوى المتداول ويزيد من فرص وصوله إلى فئات أوسع من الجمهور الرقمي. بنية الخطاب وتماسك رسائله وأشار التحليل إلى أن الخطاب المتطرف خلال هذه الفترة أظهر تصاعدًا في مستوى التنسيق والتماسك بين التنظيمات الإرهابية، سواء في التوقيت أو المضمون، مقابل تراجع معدلات التناقض والانقطاع في الرسائل المنشورة. ويُعدّ ذلك مؤشراً على ارتفاع كفاءة التنظيمات في إدارة دعايتها الرقمية وتوجيهها نحو أهداف فكرية وإعلامية محددة، بما يعكس انتقالها من النشر العشوائي إلى مرحلة التخطيط الاتصالي المنهجي. تشابك رقمي عابر للحدود ورغم التباينات الجغرافية بين التنظيمات الإرهابية، فقد رصدت الدراسة تشابهاً لافتاً في أنماط النشر والزمن واللغة، خصوصاً في فترات الذروة، مما يشير إلى وجود بيئة رقمية مشتركة أو قنوات تواصل غير مباشرة تعمل على توحيد الخطاب المتطرف وتسهيل انتشاره عبر الحدود. تحريض معنوي كما لاحظ التقرير تصاعداً في الرمزية داخل المحتوى المتطرف خلال نهاية الربع الثالث، حيث ارتفعت مفردات "التهديد" و"التحريض" مقابل انخفاض الدعوات التنفيذية المباشرة، في ما يبدو أنه تحوّل نحو التعبئة النفسية والمعنوية تمهيداً لمراحل لاحقة من العنف. وتؤكد نتائج التحليل أن التنظيمات المتطرفة المصنّفة إرهابية باتت تتعامل مع الفضاء الرقمي كمنصة استراتيجية لإدارة خطابها وتوسيع تأثيرها، مستفيدة من تقنيات النشر الحديثة وأساليب التأثير البصري واللغوي. ويحذّر التقرير من أن هذا التطور في الخطاب المتطرف يستدعي مزيداً من الرقابة الرقمية، والوعي المجتمعي، والتعاون الدولي للحد من قدرته على الانتشار.