أعلنت قوات الدعم السريع بسط سيطرتها الكاملة على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان، بعد أكثر من عام من الحصار والمعارك العنيفة مع الجيش السوداني، في تطور ميداني يعيد رسم خريطة السيطرة غرب البلاد. وقالت قوات الدعم السريع، في بيان، إنها تمكنت من «السيطرة الكاملة على مدينة الفاشر بعد معارك بطولية وعمليات نوعية، أدت إلى انهيار خطوط دفاع الجيش»، مشيرة إلى أن الحصار الطويل على المدينة «أنهك العدو وأدى إلى انهياره التام». جاء هذا الإعلان بعد ساعات من إعلان آخر للقوات نفسها بشأن سيطرتها على المقر الرئيسي للجيش في المدينة. وأظهرت مقاطع مصورة، نشرتها حسابات تابعة للدعم السريع، مقاتلين يحتفلون أمام لافتة كُتب عليها «مقر الفرقة السادسة»، بينما ظهرت مركبات عسكرية للجيش وهي تغادر الموقع. تقسيم السودان لم يصدر حتى الآن أي تأكيد رسمي من الجيش السوداني بشأن التطورات في دارفور، حيث يواصل غياب الاتصالات والانقطاعات الميدانية تعقيد التحقق من الوضع على الأرض. كما أظهرت مقاطع أخرى احتفالات في مدينة نيالا، عاصمة جنوب دارفور، التي تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع منذ أشهر. وفي حال تأكدت سيطرة الدعم السريع على الفاشر بشكل كامل، فستكون قد أحكمت قبضتها على ولايات دارفور الخمس، ما يعني فعليًا تقسيم السودان إلى منطقتين: شرق يسيطر عليه الجيش، وغرب يخضع لسيطرة الدعم السريع. ويُعد إقليم دارفور، الذي يمتد على أكثر من ربع مساحة السودان، البالغة 1.8 مليون كيلومتر مربع، ذا أهمية إستراتيجية قصوى، لوقوعه على حدود أربع دول، هي: ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان، بالإضافة إلى ثرواته الطبيعية وموقعه الرابط بين وسط القارة وغربها. مرحلة جديدة يأتي هذا التطور بينما تواصل واشنطن، بالتنسيق مع السعودية ومصر والإمارات، جهودها لإحياء المفاوضات بين الطرفين. وقد استضافت العاصمة الأميركية أخيرًا اجتماعًا للمجموعة الرباعية بشأن السودان، بهدف دفع الطرفين إلى وقف إطلاق النار، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، خصوصًا إلى الفاشر التي تواجه أزمة مجاعة وتفشي الأوبئة. وعلى الرغم من الضغوط الدولية والمطالبات الأممية بوقف القتال، لم تسفر المحادثات حتى الآن عن أي اختراق، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من أن تؤدي سيطرة الدعم السريع على دارفور إلى مرحلة جديدة من الصراع في السودان المُنهك بالحرب والانقسام.