أعلنت السلطات الليتوانية، السبت، إغلاق مطار العاصمة فيلنيوس مؤقتاً، إثر دخول مناطيد خاصة بالأرصاد الجوية قادمة من الأراضي البيلاروسية إلى المجال الجوي للبلاد، في رابع حادث من نوعه خلال شهر واحد. وأوضح المركز الوطني لإدارة الأزمات في ليتوانيا في بيان، أن المجال الجوي للعاصمة أُغلق بشكل كامل حتى الساعة الثانية صباحاً بالتوقيت المحلي (2300 بتوقيت غرينتش)، مؤكداً أن القرار اتُخذ لأسباب تتعلق ب"سلامة الطيران المدني" بعد رصد الأجسام الطائرة المجهولة على الرادار. وأضاف البيان أن السلطات فتحت تحقيقاً موسعاً بالتعاون مع هيئة أمن الطيران الأوروبي لتحديد طبيعة هذه المناطيد ومسارها، مشيراً إلى أن التحقيقات الأولية تُرجّح انطلاقها من داخل الأراضي البيلاروسية المحاذية للحدود الشرقية. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الحادث أدى إلى إرباك واسع في حركة الطيران الأوروبية، إذ حُوّلت عدة رحلات قادمة من كوبنهاغن وفرانكفورت إلى مطارات بديلة، فيما عُلّقت الرحلات الداخلية مؤقتاً. وتتهم ليتوانيا شبكات تهريب السجائر عبر الحدود بالوقوف وراء إطلاق تلك المناطيد لاستخدامها في عمليات المراقبة الجوية، لكنها لمّحت في الوقت نفسه إلى ضلوع السلطات البيلاروسية في غضّ الطرف عن هذه الأنشطة. وقالت الحكومة في بيانها إن "هذه الخروقات تمثل تهديداً مباشراً لأمن الطيران ولسيادة الدولة". من جانبها، صرّحت رئيسة الوزراء إنغا روجينينيه بأن لجنة الأمن القومي والدفاع ستعقد اجتماعاً طارئاً هذا الأسبوع لتقييم الموقف، مضيفة أن "تكرار هذه الحوادث يشير إلى وجود اختبارات أو رسائل سياسية غير مباشرة من الجهة الشرقية". يُذكر أن منطقة البلطيق شهدت في الأسابيع الأخيرة عدة حوادث مشابهة شملت رصد طائرات مسيّرة ومناطيد مجهولة في أجواء كل من كوبنهاغن وميونيخ وفيلنيوس، ما أثار قلقاً متزايداً لدى دول الاتحاد الأوروبي من أنشطة استخباراتية روسية أو بيلاروسية محتملة تستهدف اختبار جاهزية الدفاعات الجوية.