في زمن السوشيال ميديا، أصبح كل شخصٍ يملك هاتفًا ذكيًا كأنه يملك قناة فضائية وبرنامجًا يوميًا اسمه "تابعوني"! من "صباح الخير يا متابعيني" إلى "دعواتكم يا جماعة".. تحوّلت حياتنا إلى بث مباشر لا ينتهي، حتى كوب القهوة صار "محتوى"، ونومنا صار "سناب قبل النوم"! لكن المضحك في الأمر، أن بعض الناس يعيش في عالمٍ آخر داخل هاتفه. يبتسم أمام الكاميرا، ثم يعبس في الواقع، يكتب عن الإيجابية وهو غاضب من إشارة المرور، وينشر عن السعادة وهو ينتظر زيادة المتابعين! السوشيال ميديا اليوم ليست مجرد تطبيقات، بل هي "ساحة تمثيل" كبرى؛ هناك من يمثل السعادة، وهناك من يمثل الثراء، وهناك من يمثل الحكمة وهو لا يعرف الفرق بين "الضمير" و"الإيموجي". ومع ذلك، تبقى الحقيقة الجميلة: أن هذه المنصات ليست شرًّا مطلقًا. فهي منبر لمن يُبدع، ويُلهم، ويُعبّر عن ذاته بصدق. الفرق فقط بين "المؤثر الحقيقي" و"المؤثر الافتراضي"، أن الأول يصنع أثرًا حتى لو أغلق الهاتف، أما الثاني فتنتهي قصته بانتهاء البث المباشر. فيا صديقي المتابع.. قبل أن تضغط على زر "نشر"، اسأل نفسك: هل ما أقدمه يُضيف قيمة أم مجرد "فلتر جديد" للحياة؟