ستة آلاف فلسطيني من قطاع غزة في عداد المفقودين والمختفين قسريًا كشف استطلاع ل"رويترز-إبسوس" أن معظم الأميركيين - بما في ذلك 80 في المئة من الديمقراطيين و41 في المئة من الجمهوريين - يعتقدون أن على الولاياتالمتحدة الاعتراف بدولة فلسطينية؛ في إشارة إلى أن معارضة الرئيس دونالد ترمب هذه الخطوة لا تتماشى مع الرأي العام. وأظهر الاستطلاع، الذي استمر ستة أيام حتى يوم الاثنين الماضي، أن 59 في المئة من المشاركين فيه أيدوا اعتراف الولاياتالمتحدة بدولة فلسطينية، بينما عارضه 33 في المئة، أما البقية فلم يكونوا واثقين، أو لم يجيبوا على السؤال. وفي نفس السياق، يستمر الحراك الدولي بقيادة الولاياتالأمريكيةالمتحدة لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والانتقال إلى المراحل التالية من خطة الرئيس دونالد ترمب. وفي إطار هذه الجهود، تتواصل الزيارات الأميركية المكثفة إلى إسرائيل، إذ من المتوقع أن ينضم وزير الخارجية ماركو روبيو، إلى نائب الرئيس جيه دي فانس، لمتابعة تنفيذ اتفاق إنهاء الحرب على غزة، مع تكثيف واشنطن ضغوطها لتثبيت الهدنة وتشكيل قوة دولية تحل محل الجيش الإسرائيلي. وأعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، افتتاح مركز التنسيق المدني العسكري في إسرائيل، ليكون المركز الرئيسي لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتنسيق المساعدات إلى غزة. وقال قائد "سنتكوم" براد كوبر إن المركز يضم قاعة عمليات تتيح للطاقم تقييم التطورات في غزة لحظة بلحظة لضمان استقرار القطاع. وعلى صعيد الأسرى، أعلنت إسرائيل تسلمها جثماني أسيرين من غزة ونقلهما إلى معهد الطب العدلي لتحديد هويتهما، فيما أكدت حماس التزامها بوقف إطلاق النار وجديتها في استخراج باقي الجثث. وبذلك تكون حماس قد سلمت 15 جثمانا من أصل 28 أسيرا إسرائيليًا منذ بدء تنفيذ الاتفاق. وأكدت حماس، أنها تعمل بجدية على استخراج جثامين الأسرى الإسرائيليين رغم الصعوبات الكبيرة. وفي مجال الإغاثة، دعا نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق إلى السماح بدخول كميات أكبر من مواد الإيواء إلى غزة قبل حلول فصل الشتاء، محذرا من المخاطر الإنسانية، ومطالبا إسرائيل بمنح المزيد من تصاريح إدخال المواد الإغاثية للمنظمات الإنسانية. إعادة الأعمار يعتبر جهاز الأمن الإسرائيلي أن دفع الإدارة الأميركية إجراءات من أجل تقدم خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، لإنهاء الحرب على غزة من شأنها أن "تصطدم" بالمصالح الأمنية الإسرائيلية. والتقى نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مرة أخرى أمس. والتخوف في جهاز الأمن هو أن "مجموعة مصالح إسرائيلية حيوية، مثل الخطوط التي تموضع فيها الجيش الإسرائيلي (في قطاع غزة)، وتعليمات إطلاق النار، وكذلك شكل إدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع، لن تتقرر من جانب إسرائيل"، حسبما ذكرت القناة 12 العبرية. وأضافت القناة أن التخوف الأساسي في جهاز الأمن هو من أنه "سيكون بإمكان الولاياتالمتحدة تقييد إسرائيل بكل ما يتعلق بهذه المواضيع، الأمر الذي سيكون على حساب قدرة الجيش الإسرائيلي على إطلاق النار وعلى قدرة المستوى السياسي فرض عقوبات على حماس". وتأتي المخاوف الإسرائيلية بعد بدء عمل مركز التنسيق العسكري – الأمني من أجل الحفاظ على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي أقامه الجيش الأميركي في مدينة كِريات غات في جنوب البلاد، وسيشرف منه على تطبيق الاتفاق وعلى القوات الدولية التي ستدخل إلى القطاع، وكذلك على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وافتتح فانس والمبعوثان الأميركيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنير، مركز التنسيق العسكري – المدني، أمس، والذي سيتواجد فيه قرابة 200 ضابط أميركي. وقال فانس إن "هذا واقع صعب. يوجد هنا شعبان، وتوجد هنا حماس والجيش الإسرائيلي وبينهما سكان مدنيون أبرياء في غزة. ويوجد في هذا المقر طواقم أميركية وإسرائيلية تحاول أن تعمل سوية من أجل إعادة إعمار غزة. ونحن نتحدث عن سلام طويل الأمد". وحسب صحيفة "هآرتس" العبرية فإن فانس رفض خلال تصريحه ذكر موعد نهائي لنزع سلاح حماس. وأشارت الصحيفة إلى أن الولاياتالمتحدة تدرس في هذه الأثناء البدء في إعادة إعمار مناطق في القطاع لا تزال إسرائيل تحتلها بشكل كامل، وقال كوشنير خلال افتتاح مركز التنسيق العسكري – المدني إنه "توجد اعتبارات أنه سيجري في مناطق تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، وعلينا أن نتيقن من أن سكان غزة سيتمكنون من العيش في مكان مزدهر وآمن". في هذا السياق، تحدث مسؤولون في إدارة ترمب، الأسبوع الماضي، حول "حياة مدنية لطيفة" في مناطق مثل رفح، على اعتبار أنه لا تتواجد فيها قوات لحماس ولكنها تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي. ولفتت الصحيفة إلى أنه إذا خرجت عملية إعادة الإعمار إلى حيز التنفيذ في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، فإن من شأنها أن "ترسخ الوضع الميداني ومنع انسحاب مستقبلي للجيش الإسرائيلي من أكثر من نصف أراضي القطاع لسنوات طويلة"، وفقا للصحيفة. 6 آلاف فلسطيني أفاد مدير المركز الفلسطيني للمفقودين والمختفين قسريا، أحمد مسعود، أمس، أن تقديراتهم الأولية تشير إلى أن نحو 6 آلاف فلسطيني من قطاع غزة في عداد المفقودين والمختفين قسريا منذ الحرب الأخيرة. وأوضح مسعود أن المركز وثق حتى الآن 1300 حالة، ويعمل على جمع تفاصيل دقيقة عن المفقودين، لكنه يواجه صعوبات كبيرة في عمليات البحث والوصول إلى المعلومات الموثوقة. وأشار إلى أن الفئة الأكبر بين المفقودين هم من الشباب، مما يزيد من حجم التحديات الإنسانية والاجتماعية التي يواجهها القطاع جراء هذه الظاهرة. إلى ذلك، أعلن مجمع ناصر الطبي في خانيونس جنوب قطاع غزة، عن وصول جثامين 15 شهيدا فلسطينيا كانت محتجزة لدى الاحتلال الإسرائيلي. وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة في تقريرها اليومي بأنها تسلمت هذه الجثث غير المعروفة الهوية، ليصبح إجمالي الجثث المستلمة من الاحتلال 165 جثة منذ بدء الحرب. وأوضحت وزارة الصحة أن الطواقم الطبية والعائلات تواجه صعوبات بالغة في التعرف على هوية الجثامين، مشيرة إلى تعرض الشهداء لتعذيب وحشي وإعدام بدم بارد، وهو ما بدا واضحا من العلامات الظاهرة على أجسادهم. وتسلط عمليات الإفراج عن جثامين الشهداء في قطاع غزة الضوء على ممارسات التعذيب والإعدامات الميدانية التي ارتكبت داخل منشأة الاحتجاز العسكري "سدي تيمان" بصحراء النقب، والتي يواجه القائمون عليها اتهامات متكررة بانتهاكات جسيمة بحق الأسرى الفلسطينيين. الاحتلال يواصل حملات الاعتقال في الضفة الغربية