ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" الأحد أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب حث نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على قبول شروط روسيا لإنهاء الحرب بين موسكو وكييف خلال اجتماع في البيت الأبيض يوم الجمعة، محذرا من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هدد "بتدمير" أوكرانيا إذا لم تمتثل. ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على الأمر قولهم إن ترمب أصر خلال الاجتماع على أن يسلم زيلينسكي منطقة دونباس في الشرق بأكملها إلى روسيا، مكررا نقاط الحديث التي طرحها الرئيس الروسي خلال اتصالهما في اليوم السابق. وقالت الصحيفة إن أوكرانيا تمكنت في نهاية المطاف من إقناع ترمب بالعودة إلى تأييد تجميد الخطوط الأمامية الحالية. وقال ترمب بعد الاجتماع إن على الجانبين وقف الحرب عند خط القتال الراهن، وذكر زيلينسكي أن هذه نقطة مهمة. ولم يرد البيت الأبيض بعد على طلب من رويترز للتعليق على تقرير فاينانشال تايمز. وكان زيلينسكي وصل إلى البيت الأبيض يوم الجمعة سعيا للحصول على أسلحة لمواصلة القتال في الحرب التي تخوضها بلاده، لكنه اجتمع مع ترمب الذي بدا أكثر تصميما على التوسط في اتفاق سلام. وأضاف تقرير الصحيفة أن بوتين عرض خلال اتصال يوم الخميس مع ترمب التنازل عن بعض الأجزاء الصغيرة من منطقتي خيرسون وزابوريجيا الواقعتين على خط المواجهة الجنوبي مقابل الأجزاء الأكبر بكثير من دونباس التي تخضع الآن للسيطرة الأوكرانية. وهذا أقل من مطلبه الأصلي لعام 2024 بأن تتنازل كييف عن دونباس بأكملها بالإضافة إلى خيرسون وزابوريجيا في الجنوب، وهي مساحة تقارب 20 ألف كيلومتر مربع. ولم يرد المتحدث باسم زيلينسكي بعد على طلب للتعليق عما إذا كان ترمب ضغط على زيلينسكي لقبول السلام بشروط روسيا. واتفق ترمب وبوتين يوم الخميس على عقد قمة ثانية، في بودابست بشكل مبدئي، بشأن الحرب في أوكرانيا في غضون الأسبوعين المقبلين، وذلك بعد اجتماع 15 أغسطس في ولاية ألاسكا الأميركية الذي فشل في تحقيق تقدم ملموس. من جهته حضّ الرئيس زيلينسكي، ترمب على ممارسة مزيد من الضغط على بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لافتا إلى أن الرئيس الروسي "أقوى من حماس"، في مقابلة بثّتها الأحد قناة "ان بي سي". تعهد بإبقاء الرسوم على الهند مالم توقف شراء النفط الروسي وسُئل زيلينسكي في برنامج "ميت ذا برس" عمّا إذا يتعيّن على ترمب أن يكون أكثر صرامة مع بوتين بعدما قدم خطة لوقف إطلاق النار في غزة، فأجاب بالإنكليزية "نعم، بل وأكثر من ذلك، لأن بوتين وضعه مشابه، ولكنه أقوى من حماس". وأضاف "إنها حرب أوسع نطاقا، وهو ثاني أكبر جيش في العالم". وتابع "لهذا السبب، يجب زيادة الضغط". وبُثّت المقابلة بعد عودة زيلينسكي من رحلة إلى واشنطن فشل خلالها في الحصول على صواريخ توماهوك البعيدة المدى. من جهة أخرى، أكد الرئيس الأميركي أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أبلغه بأن الهند ستتوقف عن شراء النفط الروسي، وحذر في الوقت نفسه من أن نيودلهي ستستمر في دفع رسوم جمركية "ضخمة" إذا لم تفعل ذلك. وقال ترمب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة "تحدثت مع رئيس الوزراء الهندي مودي، وقال إنه لن يتعامل مع النفط الروسي". وردا على سؤال حول تأكيد الهند أنها ليست على علم بأي محادثة بين مودي وترمب، قال الرئيس الأميركي "لكن إذا أرادوا قول ذلك، فسيستمرون في دفع رسوم جمركية باهظة، وهم لا يريدون فعل ذلك". ويُعدّ النفط الروسي أحد مصادر الإزعاج الرئيسة لترمب في محادثاته التجارية المطولة مع الهند، حيث إن نصف رسومه الجمركية البالغة 50 بالمئة على السلع الهندية جاءت ردا على تلك المشتريات. وتقول الحكومة الأميركية إن عائدات النفط تُموّل حرب روسيا في أوكرانيا. هذا وأعلن الرئيس ترمب إنهاء المساعدات المالية لكولومبيا، متهما رئيسها غوستافو بيترو بعدم مكافحة المخدرات. وكتب ترمب على منصته الاجتماعية تروث سوشال "من الآن فصاعدا، لن يتم تقديم هذه المدفوعات، أو أي شكل آخر من أشكال المدفوعات أو المساعدات" إلى كولومبيا، من دون أن يحدد المدفوعات المعنية. وقال إن نظيره الكولومبي "لا يفعل شيئا لوقف" إنتاج المخدرات، واتهمه بأنه "زعيم مخدرات يشجع بقوة الإنتاج الضخم للمخدرات" في بلاده. وكولومبيا هي الدولة اللاتينية التي تتلقى أكبر قدر من المساعدات المالية من الولاياتالمتحدة، وفق بيانات الحكومة الأميركية، مع تلقيها أكثر من 740 مليون دولار عام 2023. ويخصص نصف هذا التمويل لمكافحة المخدرات، بينما يخصص الباقي أساسا لدعم برامج إنسانية وغذائية. كما هدّد الرئيس ترمب بإرسال قوات إلى مدينة سان فرانسيسكو في كاليفورنيا، وذلك في مقابلة بُثت الأحد، في حين يسعى إلى نشر الجيش في مزيد من المدن التي تعد معاقل للديموقراطيين. وأتت التصريحات في حين نشر الرئيس الحرس الوطني في مدن لوس أنجلوس وواشنطن وممفيس، خلافا لإرادة السلطات المحلية في غالب الأحيان، فيما منع قضاة نشر القوات في شيكاغو وبورتلاند. وقال ترمب في تصريح لمحطة فوكس نيوز إن "الوجهة التالية" لنشر القوات هي سان فرانسيسكو، موضحا "الفرق هو أنني أعتقد أنهم يريدوننا في سان فرانسيسكو. كانت سان فرانسيسكو واحدة من أعظم مدن العالم. لكن قبل 15 عاما، ساءت الأمور". وتابع "سنذهب إلى سان فرانسيسكو وسنجعلها عظيمة".