عاماً بعد آخر، تؤكد رؤية المملكة 2030 أنها كانت على صواب، عندما راهنت على الجدوى من «الترفيه» ليكون أحد القطاعات الرئيسة في تعزيز الاقتصاد الوطني، وتحقيق مستهدف تنويع مصادر الدخل، وتقليص الاعتماد على دخل النفط، إذ تؤكد الأرقام والإحصاءات أن «الترفيه السعودي» يسير في مساره الصحيح، ويحقق تطلعات القيادة الرشيدة، وطموحات المواطنين، في الوصول بمساهمته إلى 4.2 في المائة من الناتج المحلي بحلول 2030م، مصحوباً ذلك بإيجاد نحو 450 ألف فرصة عمل جديدة لشبان الوطن وفتياته، وهو ما حرصت عليه الهيئة العامة للترفيه، منذ تأسيسها في السابع من مايو عام 2016، وإلى اليوم. نجاحات القطاع، تترجمها على أرض الواقع مواسم الترفيه، التي تنظمها الهيئة في مناطق البلاد، بدعم مباشر من رؤية 2030، وبرنامج جودة الحياة الهادفة إلى إحداث تغيير إيجابي وشامل في المجتمع السعودي، هذه النجاحات تتجلى بشكل أوضح في موسم الرياض، الذي يحقق كل عام، إنجازات فريدة من نوعها، كان آخرها قدرته على جذب نحو عشرين مليون زائر من 135 دولة في العام الماضي، في إشارة إلى إمكانية تجاوز هذا العدد خلال موسم العام الجاري (2025)، الذي ينطلق يوم الجمعة المقبل، بأنشطة وفعاليات مُغايرة. الاهتمام الاستثنائي الذي يسبق انطلاق موسم الرياض في كل عام، تصاحبه توقعات متفائلة، بتحقيق نجاحات كبرى، تتناسب وحجم هذا الاهتمام، وهو ما سوف يتجسد في فعاليات الموسم الجاري، الذي سيعمل على استحداث خيارات ترفيهية جديدة أمام المواطن والزائر، فضلاً عن تعزيز فرص نمو المحتوى المحلي، بجانب القدرة على إبراز عناصر الجذب الترفيهية في المنطقة والعالم، وإمكانية توفير أكثر من 25 ألف وظيفة مباشرة، وما يزيد على 100 ألف وظيفة غير مباشرة، وتبقى هذه التطلعات في المتناول، إذا علمنا أن قيمة شعار موسم الرياض منذ إطلاقه قبل عامين تجاوزت 3.2 مليارات دولار. ولعل ما يشهده موسم الرياض كل عام، من مفاجآت سارة وفعاليات نوعية، اعتاد أن يُعلن عنها معالي رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه، المستشار تركي آل الشيخ، يعزز طموحات ولاة الأمر وتطلعاتهم في أن تصبح الرياض من أفضل عشر مدن اقتصادية في العالم بحلول 2030، تجذب إليها روّاد الأعمال، ومقرات الشركات العالمية، والاستثمارات الأجنبية، لتكون العاصمة مركزاً إقليمياً ودولياً للاستثمارات، وهو ما يتلمسه الجميع من خلال فعاليات دولية كبرى، تحتضنها الرياض، تصبح معها بوصلة اهتمام العالم، لعل أبرزها سيكون معرض إكسبو 2030 العالمي، وكأس العالم لكرة القدم 3034.