في إطار مشاركة أوزبكستان كضيف شرف في معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، برز الحضور الأوزبكي هذا العام بروحٍ فنية متفرّدة تعكس عمق تراثها الحضاري وجمالياتها البصرية. ففي ندوة "تصميم الروح الإبداعية لأوزبكستان" تجلّى الحوار حول العمارة الأوزبكية التقليدية التي تمزج بين الزخرفة والرمز، وحول الصحون الخزفية التي تحكي بلونها الأزرق وأشكالها الهندسية حكاية أمة متجذرة في الفن والجمال. كانت الندوة رحلة بين التاريخ والإبداع، كشفت كيف يمكن للهوية أن تتحوّل إلى تصميم ينبض بالحياة ويُخلّد الثقافة في تفاصيلها الصغيرة. تحدثت dr .Shakhlo Akhmedova عن الفنون الأوزبكية، مشيرةً إلى أن الأواني المزخرفة تُعدّ جزءًا أصيلًا من هوية كل منزل في بلادهم، إذ تتميز الصحون الخزفية لديهم بزخارف دقيقة يغلب عليها اللون الأزرق بدرجاته المتعددة. وأضافت قائلةً: "نجد اختلاف الألوان في كل قطعة، فكل لون يرتبط بمدرسة فنية وثقافة محلية مختلفة، كما تناولت الدكتورة الحديث عن الأنسجة والأقمشة، موضحةً أن الدقة في حياكة المنسوجات لديهم تُعد من سمات الحرف اليدوية الأوزبكية الأصيلة، وأن خيوطها تصنع من الحرير الطبيعي المعروف عالميًا بجودته. وأشارت إلى أن هذا التقليد يمتد جذره إلى أكثر من ألفي عام منذ العصور الصينية القديمة، واستمرّ عبر ستة أجيال تناقلت هذه الحرفة حتى أصبحت جزءًا من الحياة اليومية في أوزبكستان. وذكرت dr .Shakhlo Akhmedova ان أوزبكستان تعرف بتاريخ عريق في الحرف اليدوية المعدنية والمجوهرات، فانتشرت فيها الحُلي الفضية وتقنيات النقش والتذهيب والتزيين منذ العصور القديمة، بل إن بعض الأدلة الأثرية تعود إلى الألفية قبل الميلاد. أما الصناعات المعدنية المتطورة مثل صناعة الفولاذ ومعالجة المعادن بالطرق المتقدمة فبدأت تظهر بوضوح من أواخر القرن الثامن الميلادي. تجارب الحضور في أروقة المعرض قالت إحدى الزائرات، تجربتي في جناح أوزبكستان كانت مميزة فعلًا، أكثر ما شدّني هو تنوّع الفنون لديهم، من الزخارف على الأواني الخزفية إلى الأقمشة المنسوجة يدويًا بخيوط الحرير الطبيعي، كل زاوية من الجناح تحكي قصة حضارة قديمة ما زالت تنبض بالجمال، حضور ندوة تصميم الروح الإبداعية لأوزبكستان جعلني أرى كيف يمكن للفن أن يكون لغة مشتركة بين الشعوب، وكيف تعبّر الألوان والزخارف عن هوية بلدٍ بكامل تاريخه، وذكر أحد الزوار عن تجربتة في معرض الكتاب، زيارة المعرض كانت تجربة ثقافية مختلفة تمامًا، من لحظة الدخول تشعر بأنك في عالمٍ مليء بالألوان والكتب والقصص من كل مكان، التنظيم كان رائع، والزوايا المتنوعة أعطت فرصة لاكتشاف ثقافات جديدة، أعجبني بشكل خاص جناح أوزبكستان ضيف الشرف، لأنهم قدموا فنونهم بطريقة ساحرة تمزج بين التاريخ والحداثة، أكثر ما أثر فيّ هو كيف يمكن لقطعة فنية أو نقش على صحن أن يحكي حكاية شعب كامل، خرجت من المعرض وأنا محمّل بطاقة جميلة وشغف أكبر بالقراءة والفن.