النقيدان يروي تفاصيل لوحة "مبنى إمارة الغاط التاريخي"

رغم أن التقدير المالي مهم للفنانين، إلا أن التقدير المعنوي يعد أكثر أهمية، ولذا لا يقال "شراء" اللوحة الفنية أو فلاناً اشترى اللوحة وإنما يقال "اقتناء"، وهذا يعكس التقدير اللازم للفن وأهله، ومن هنا تعجبت لما حدث للفنان التشكيلي صالح بن علي النقيدان، حيث قام برسم مبنى أثري عبارة عن قصر الإمارة التاريخي بمحافظة الغاط، وكان من المتوقع أن تكون اللوحة معلقة في المبنى بعد ترميمه، لكن بقيت اللوحة حتى هذا اليوم بمرسم الفنان بمدينة عنيزة دون أن يتم التواصل معه، والتي تم الانتهاء منها عام 1438ه.
حول قصة اللوحة يذكر النقيدان تفاصيل قائلاً: "تم اختيار مجموعة من الفنانين (أكثر من عشرة تشكيلين تقريباً) من قبل محافظة الغاط للإقامة لمدة ثلاثة أيام لعمل لوحات فنية، وتم اختياري كي أرسم لوحة عن مبنى إمارة الغاط التراثي، فيما راح كل فنان يرسم جزءاً من مباني الغاط القديمة، وقد اخترت هذا القصر واجتهدت فيه لأنه تحفة معمارية، وكان المبنى قديماً ومتهالكاً ويحتاج إلى إعادة بناء على طرازه القديم، وتعاونت مع المحافظ في ذلك الوقت سعادة الأستاذ عبدالله بن ناصر السديري، وكان يشرح لي شكل المبنى ومكوناته، وتم الرسم المبدئي وبعد فترة أتى إلى عنيزة وتجول في مرسمي وأبدى بعض الملاحظات على اللوحة، وتم التعديل إلى أن أصبحت على هذا النحو وأعجب بها، كما ذكر لي أن هناك غرفة في القصر خاصة بالملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - هو وزوجته الأميرة حصة السديري -رحمها الله-، وكان إذا أتى إلى الغاط أقام فيها طيلة مكوثه بالمحافظة، لذلك كانت اللوحة إرثاً جميلاً للمحافظة.
ويشير النقيدان إلى أن سعادة الفنان تكون بأن يرى لوحته معلقة في المكان الذي يبرزها لا أن تظل عنده، إذ كلما رآها بحالتها هذه تضيق نفسه، لأنها تخلد رمزاً وفترة زمنية مهمة من تاريخ الوطن، يجب أن تراها الأجيال الحالية لتستشعر عظمة هذا الوطن الغالي على قلوب الجميع، ويقول إن إمارة الغاط لم تدخر وسعاً في توفير الإمكانات اللازمة لخروج هذه اللوحة بهذا الجمال، فضلاً عن عنايتها البالغة بزملائه الفنانين، لذا يعتقد أن عدم التواصل معه لم يأت عن عمد وإنما قد تكون هناك آلية معينة لهذا الأمر.
والفنان صالح النقيدان غني عن التعريف، فهو واحد من أبرز الفنانين التشكيليين بالمملكة، وعضو بمجلس إدارة الجمعية السعودية (جسفت)، وقد حصل على عدة شهادات اقتناء، ودروع، وله مقتنيات بعدة جهات حكومية، وسبق له إقامة عدة معارض شخصية.