الذهب يسجل أعلى مستوى مع إغلاق الحكومة الأميركية.. والأسهم تتراجع

ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، أمس الأربعاء، مدفوعةً بإقبال المستثمرين على أصول الملاذ الآمن بعد بدء إغلاق الحكومة الأميركية، وبيانات ضعيفة عن سوق العمل عززت توقعات خفض أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي.
ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.1 % ليصل إلى 3,860.13 دولارًا للأونصة، بعد أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3,875.32 دولارًا. وارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم ديسمبر بنسبة 0.4 % لتصل إلى 3,887.40 دولارًا.
انخفض مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له في أكثر من أسبوع، مما جعل الذهب المُقَيَّم بالدولار في متناول المشترين الأجانب. كما تراجعت العقود الآجلة في وول ستريت.
يستفيد الذهب من "المخاوف بشأن ضعف الدولار، والوضع السياسي الراهن، مع استمرار الجمود بشأن إغلاق الحكومة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين الجيوسياسي العام"، وفقًا لما قاله نيكولاس فرابيل، الرئيس العالمي للأسواق المؤسسية في مصفاة إيه بي سي. وأضاف أن التوقعات لا تزال إيجابية، حيث تشير الأهداف الصعودية إلى ما يزيد عن 3900 دولار، وربما يصل إلى 4000 دولار.
أغلقت الحكومة الأميركية معظم عملياتها، إذ حالت الانقسامات الحزبية العميقة دون توصل الكونغرس والبيت الأبيض إلى اتفاق تمويل، مما أشعل فتيل أزمة طويلة ومرهقة قد تؤدي إلى فقدان آلاف الوظائف الفيدرالية.
وقد يؤدي الإغلاق الحكومي إلى تأخير إصدار بيانات اقتصادية رئيسية، بما في ذلك تقرير الوظائف غير الزراعية المقرر صدوره يوم الجمعة. وأشار تقرير "جولتس" الصادر يوم الثلاثاء إلى نمو طفيف في فرص العمل الأمريكية في أغسطس، إلى جانب انخفاض في التوظيف، حيث يتوقع المتداولون الآن انخفاضًا قدره 25 نقطة أساس هذا الشهر وآخر في ديسمبر. ومن المتوقع أن يقدم التقرير الوطني للتوظيف، رؤى إضافية حول سوق العمل. وقال مايكل هسويه، محلل المعادن الثمينة في دويتشه بنك، إن المخاطر المحتملة التي قد تؤثر على ارتفاع سعر الذهب تشمل اتجاهًا صعوديًا للدولار، وتحولات متشددة غير متوقعة في سياسة الاحتياطي الفيدرالي، والإصلاحات المالية في الولايات المتحدة.
يُعتبر الذهب تحوطًا تقليديًا ضد عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، ويزدهر في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة نظرًا لطبيعته غير المُدرّة للعائد. وقد حقق مكاسب بأكثر من 47 % هذا العام. وظلت الأسواق في الصين، أكبر مستهلك للذهب في العالم، مغلقة بمناسبة مهرجان منتصف الخريف، وستُعاد فتحها في 9 أكتوبر.
وقال محللو السلع النفسة لدى انفيستنق دوت كوم، سجلت أسعار الذهب أعلى مستوى لها في التعاملات الآسيوية يوم الأربعاء مع بدء إغلاق الحكومة الأمريكية بعد فشل الكونغرس في الموافقة على تمويل فيدرالي جديد.
بدأت الحكومة الأميركية إغلاق أبوابها وسط مأزق في الكونغرس بشأن الإنفاق. دخل الإغلاق حيز التنفيذ منتصف ليل الثلاثاء بعد فشل مشروع قانون إنفاق في اللحظات الأخيرة، مدعوم من الحزب الجمهوري، في الحصول على موافقة مجلس الشيوخ، وسط مقاومة مستمرة من الديمقراطيين.
سجّل المعدن الأصفر سلسلة من الارتفاعات القياسية هذا الأسبوع وسط تزايد مؤشرات الجمود السياسي الأمريكي، مما أثر على الدولار وأبقى المتداولين متحيزين نحو الملاذات الآمنة.
كما سجلت أسعار المعادن النفيسة الأخرى مكاسب كبيرة هذا الأسبوع مع امتداد الطلب على الملاذ الآمن من الذهب. ارتفع سعر الفضة الفوري بنحو 0.5 % ليصل إلى 46.90 دولارًا للأونصة، مسجلًا أعلى مستوى له في أكثر من 14 عامًا. وانخفض البلاتين بنسبة 0.7% ليصل إلى 1,563.50 دولارًا، بينما انخفض البلاديوم بنسبة 0.9 % ليصل إلى 1,245.43 دولارًا.
وشهدت المعادن الصناعية أيضًا مكاسب حادة هذا الأسبوع، لكنها شهدت بعض الانخفاضات يوم الأربعاء. انخفضت العقود الآجلة للنحاس القياسي في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.1 % لتصل إلى 10,278.10 دولارًا للطن، بينما انخفضت العقود الآجلة للنحاس في بورصة كومكس بنسبة 0.7 % لتصل إلى 4.8450 دولارًا.
ومن المتوقع أن يؤدي إغلاق الحكومة الأمريكية إلى تأجيل قراءة سوق العمل المرتقبة بشدة والمقررة هذا الأسبوع. كما من المتوقع أن يؤدي الإغلاق المطول إلى تعطيل إصدارات البيانات الأمريكية المستقبلية.
انخفاض الأسهم العالمية
في بورصات الأسهم العالمية، انخفضت العقود الآجلة في وول ستريت، وتراجع الدولار يوم الأربعاء مع إغلاق الحكومة الأمريكية لمعظم عملياتها، مما قد يؤخر إصدار بيانات الوظائف المهمة التي قد تؤثر على توقعات أسعار الفائدة.
في ظل غياب مخرج واضح من المأزق المتعلق باتفاق التمويل، حذرت الوكالات من أن إغلاق الحكومة سيوقف إصدار تقرير التوظيف لشهر سبتمبر الذي يحظى بمتابعة وثيقة، ويؤدي إلى تسريح 750 ألف موظف فيدرالي بتكلفة يومية قدرها 400 مليون دولار.
انخفضت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر ناسداك بنسبة 0.5 % يوم الأربعاء. فيما لم تشهد العقود الآجلة الأوروبية تغيرًا يُذكر.
ومع غياب تقرير الوظائف غير الزراعية الصادر يوم الجمعة، قد يُركز المستثمرون بشكل أكبر على تقرير التوظيف الوطني. وتركز التوقعات على زيادة متواضعة قدرها 50 ألف وظيفة في القطاع الخاص.
وقال كايل رودا، كبير المحللين في كابيتال دوت كوم: "عادةً ما يكون الإغلاق الحكومي غير ذي أهمية للأسواق. في الواقع، شهد إغلاق 2018-2019، الذي استمر لأكثر من شهر، ارتفاعًا في وول ستريت".
ومع ذلك، أضاف رودا أن هناك مشكلتين تواجهان الأسواق، إحداهما تأخير إصدار بيانات الوظائف غير الزراعية. والمشكلة الأخرى هي أن "الرئيس الأمريكي ترمب هدد أيضًا بتسريح العمال بشكل دائم، مما قد يُحوّل الإغلاق الحكومي إلى صدمة مُصغّرة لسوق العمل". إعلان . مرر للمتابعة وتشير العقود الآجلة الآن إلى احتمال بنسبة 96 % لخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في أكتوبر، بزيادة عن 90 % في اليوم السابق، مع احتمال بنسبة 74 % تقريبًا لخفض آخر في ديسمبر.
وانخفض مؤشر نيكي الياباني بنسبة 1%، بعد ارتفاعه بنسبة 11 % في الربع السابق. وارتفعت أسهم كوريا الجنوبية بنسبة 0.8 %، معززةً مكاسبها البالغة 11.5 % في الربع الأخير، بعد أن أظهرت البيانات ارتفاع صادراتها بأسرع وتيرة في 14 شهرًا في سبتمبر.
وارتفعت أسهم تايوان بنسبة 1 %. وصرح كبير مفاوضي التعريفات الجمركية في الجزيرة يوم الأربعاء بأن تايوان لن توافق على اتفاق مع واشنطن يقضي بتصدير نصف إنتاج أشباه الموصلات إلى الولايات المتحدة. وظلت الأسواق الصينية، بما فيها هونغ كونغ، مغلقة في عطلة رسمية.
وخلال الليل، أنهت بورصة وول ستريت الربع الثالث على ارتفاع. وأظهرت البيانات ارتفاعًا طفيفًا في فرص العمل المتاحة في الولايات المتحدة في أغسطس، لكن التوظيف انخفض، وانخفضت ثقة المستهلك بأكثر من المتوقع.
وفي أسواق الصرف الأجنبي، انخفض مؤشر الدولار لليوم الرابع على التوالي، وكان آخر انخفاض له بنسبة 0.2% ليصل إلى 97.62. وانخفض بنسبة 0.3 % ليصل إلى 147.53 ين، بعد أن أظهر استطلاع لبنك اليابان تحسن ثقة الشركات المصنعة اليابانية الكبرى للربع الثاني، مما يزيد من احتمال رفع أسعار الفائدة هذا الشهر.
استقرت الأسهم الأوروبية مع ارتفاع مكاسب قطاع الرعاية الصحية