يدرس مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي ترتيبات أولية لعقد اجتماع محتمل بين دونالد ترمب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، وذلك بالتزامن مع الزيارة المقررة للرئيس الأمريكي إلى آسيا الشهر المقبل، في خطوة قد تعيد إحياء المسار الدبلوماسي المتجمد بين واشنطن وبيونغ يانغ منذ سنوات. وبحسب مصادر مطلعة نقلت عنها شبكة"سي إن إن" الأمريكية، أمس (السبت)، فإن المناقشات ما تزال في مراحلها التمهيدية، وتهدف إلى تقييم إمكانية عقد لقاء"رمزي وفعّال" يفتح الباب أمام استئناف الحوار حول الملف النووي الكوري الشمالي، بعد توقف طويل أعقب فشل قمة هانوي في عام 2019. وفي سياق متصل، كان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قد صرّح في سبتمبر الماضي بأن بلاده "لا تمانع الدخول في حوار مع الولاياتالمتحدة"، شريطة أن تتخلى واشنطن عن مطلبها المستمر بنزع السلاح النووي الكامل من شبه الجزيرة الكورية. ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية عن كيم قوله خلال اجتماع مجلس الشعب الأعلى في بيونغ يانغ: "لا تزال لدي ذكريات طيبة مع الرئيس ترمب"، في إشارة إلى العلاقات الشخصية التي نشأت بين الزعيمين خلال فترة حكم ترامب الأولى. ويُعد ملف الأسلحة النووية الكورية الشمالية أحد أبرز أسباب التوتر بين واشنطن وبيونغ يانغ منذ عقود. وقد فرض مجلس الأمن الدولي عدة حزم من العقوبات على كوريا الشمالية بسبب برامجها النووية والصاروخية المحظورة، بينما ترفض الأخيرة التخلي عن قدراتها العسكرية وتعتبرها"ضمانة للبقاء وردعاً لأي تهديد خارجي". وكان ترمب قد عبّر في أغسطس الماضي عن رغبته في لقاء كيم مجددًا قبل نهاية العام الحالي، مؤكداً انفتاحه على مواصلة المحادثات الاقتصادية مع كوريا الجنوبية بالتوازي مع الجهود السياسية المتعلقة بشمالها. يُذكر أن أولى القمم بين ترامب وكيم عقدت في سنغافورة عام 2018، وأسفرت عن إعلان نوايا بشأن نزع السلاح النووي، تلتها قمة هانوي في 2019 التي انتهت دون اتفاق بعد خلاف حول رفع العقوبات. أما اللقاء الثالث فتم في قرية بانمونجوم الحدودية في يونيو من العام نفسه، حين عبر ترامب الخط الفاصل بين الكوريتين ليصافح كيم في مشهد رمزي لقي صدى عالميًا واسعًا.