لم يعد اليوم الوطني يوماً عابراً ضمن أيامنا المعتادة، ومناسبة لا تحمل صفة الاهتمام بها، وإنما هو يوم خالد في تاريخ المملكة العربية السعودية، يحمل ذكرى عن تجربة وحدوية لا مثيل لها، يوم يجسد إرادة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، أراد أن يخلّص وطنه من التمزق والتشتت والضياع، وأن يعيد له وحدته وقوته ومكانته تحت قيادته. ندلف مع الوطن عامنا الخامس والتسعين ونحن أكثر تطوراً مجتمعياً، راسمين شخصيتنا التي نسجتها سنوات النماء وسنين العمل الجاد، قوامها المعرفة والتحديث، ورَسَمَ شكلَها وسمتَها قيادةٌ تبدأ بالعمل لتجسد الانتماء في أرفع وأسمى تجلياته، نأخذُ من أمسنا ثباتَ الخطوة الواثقة، ومن راهن أيامنا أملَ القادم، حريٌ بكل سعودي أن يقف في ذكرى اليوم الوطني وقفة تأمل يسترجع فيها مسيرة سنوات من البذل والعطاء يشحذ بها همته ويوطن بها نفسه عزة وشموخاً ليكون امتداداً للأوائل من الذين رصفوا بداية الطريق وأفسحوا لنا الفرصة لمدّه إلى آفاق المستقبل. اليوم، هو يوم ذكرى عزيزة على قلوبنا جميعاً في مملكتنا الغالية ألا وهي ذكرى التأسيس الذي امتد الآن إلى 95 عاماً.. واحتفاء بهذا اليوم على كل سعودي أن يقف في ذكرى اليوم الوطني وقفة تأمل يستعيد فيها أبعاد توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس -رحمه الله-، وانعكاساتها على المجتمع السعودي اقتصاداً وأفراداً.. لقد غرس توحيد هذه الأرض الطيبة أول بذور النماء التي تشكَّل منها عصب الاقتصاد السعودي، إذ أثبتت تجارب الأمم أن الأمن الوطني والاستقرار السياسي شرطان أساسيان للنمو الاقتصادي. يومنا الوطني يوم الوحدة وبداية البناء، ويوم قراءة التاريخ لأخذ الدروس والعبر مما ارتبط بهذا اليوم الخالد، وهي مناسبة نسعد بها ونرفع لمقام والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله-، ولجميع المواطنين، أسمى التهاني والتبريكات، سائلاً الله أن يديم على بلادنا ما ننعم به من خير وأمن واستقرار، وأن يحفظ لنا ولاة أمرنا ويوفقهم لخدمة الدين والوطن والمواطنين، سائلاً الله أن يتغمد الملك عبدالعزيز وأبناءه الملوك الذين انتقلوا إلى رحمة الله، وكل من شارك في إقامة وبناء المملكة من المواطنين ممن توفاهم الله، بواسع رحمته ورضوانه، وأن يسكنهم فسيح جناته، وكل عام وأنتم والوطن بخير وعطاء ونماء. خاتمة مع الشاعر صالح الشادي: للوطن غنت مشاعرنا جميع واشتعل جمر الوفاء بقلوبنا كلنا شيخ وفتى وطفل رضيع كلنا جيناك يامحبوبنا حاملينك في صحارينا ربيع ناسجينك لابسينك ثوبنا ذاكرينك بالدعاء والله سميع ونافحينك عطرنا وطيوبنا رافعينك فوقنا شان رفيع نفتديك بسلمنا وحروبنا