ارتفعت أسعار النفط، في افتتاح تداولات الأسبوع، أمس الاثنين، مدعومةً بالتوترات الجيوسياسية في أوروبا والشرق الأوسط، على الرغم من أن احتمال زيادة إمدادات النفط والقلق بشأن تأثير الرسوم الجمركية التجارية على الطلب العالمي على الوقود، قد أثرا سلبًا على السوق. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 45 سنتًا، أو 0.67 %، لتصل إلى 67.13 دولارًا للبرميل، بينما بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي لشهر أكتوبر 63.15 دولارًا للبرميل، بزيادة قدرها 47 سنتًا، أو 0.75 %. يأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه المملكة لتعزيز شراكاتها واستثماراتها المتبادلة مع آسيا، لدعم خططها تنويع الاقتصاد المحلي بعيدًا عن النفط. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أفادت تقارير بأن الجهة المنظمة لمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار السعودي تعتزم تنظيم نسخة جديدة من الفعالية في طوكيو، في إطار مساعي المملكة لتعزيز علاقاتها مع المؤسسات المالية اليابانية. ينتهي عقد غرب تكساس الوسيط لشهر أكتوبر يوم الاثنين، بينما ارتفع عقد نوفمبر الأكثر نشاطًا بمقدار 36 سنتًا، أو 0.58 %، ليصل إلى 62.76 دولارًا للبرميل. وقال مايكل مكارثي الرئيس التنفيذي لمنصة الاستثمار "مومو أستراليا ونيوزيلندا": "لقد ذكّرتنا التقارير التي صدرت خلال عطلة نهاية الأسبوع حول تهديدات روسيا عبر الحدود البولندية، في الوقت المناسب، بالمخاطر المستمرة على أمن الطاقة الأوروبي من الشمال الشرقي". نُشرت طائرات بولندية وأخرى تابعة لحلفائها في وقت مبكر من صباح السبت لضمان سلامة المجال الجوي البولندي بعد أن شنت روسيا غارات جوية استهدفت غرب أوكرانيا بالقرب من الحدود مع بولندا، وفقًا لما ذكرته القوات المسلحة للدولة العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو). جاء هذا النشر بعد أن انتهكت ثلاث طائرات عسكرية روسية المجال الجوي لإستونيا التابعة لحلف شمال الأطلسي لمدة 12 دقيقة يوم الجمعة، بينما أفادت القوات الجوية الألمانية يوم الأحد بدخول طائرة عسكرية روسية المجال الجوي المحايد فوق بحر البلطيق. وقال دبلوماسيون إن من المقرر أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين بشأن اتهام إستونيا بأن طائرات مقاتلة روسية انتهكت مجالها الجوي. في الأسابيع الأخيرة، صعّدت أوكرانيا هجماتها بطائرات بدون طيار على البنية التحتية للطاقة في روسيا، حيث ضربت محطات ومصافي، بينما حث الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاتحاد الأوروبي على وقف مشتريات النفط والغاز الروسية. استقر خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط على انخفاض بأكثر من 1 % يوم الجمعة، مسجلين انخفاضًا طفيفًا الأسبوع الماضي، حيث طغت المخاوف بشأن وفرة الإمدادات وتراجع الطلب على التوقعات بأن أول خفض لأسعار الفائدة هذا العام من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيحفز المزيد من الاستهلاك. وأعلنت شركة تسويق النفط العراقية (سومو) يوم الأحد أن العراق زاد صادراته النفطية عقب التراجع التدريجي عن تخفيضات الإنتاج الطوعية بموجب اتفاق أوبك+. بلغ متوسط صادرات النفط العراقية 3.38 مليون برميل يوميًا في أغسطس، وفقًا لوزارة النفط. وتتوقع سومو أن يتراوح متوسط صادرات سبتمبر بين 3.4 مليون و3.45 مليون برميل يوميًا. وقال تيم إيفانز في نشرة "إيفانز أون إنرجي": "إن ارتفاع المخزونات خلال الأشهر الستة الماضية يؤكد أيضًا أن العرض يفوق الطلب". وقال إيفانز "إن الاحتياطيات الاستراتيجية المتزايدة التي تراكمت في الصينوالولاياتالمتحدة ساعدت في امتصاص الفائض، لكن المخزونات الإضافية لا تزال تقلل من إمكانات ارتفاع الأسعار في الأمد القريب وتترك الجانب السلبي مفتوحا". في تطورات الطاقة، السعودية تعزز حضورها في آسيا بزيارة وزير الاستثمار إلى اليابان لاستكشاف فرص استثمارية جديدة، ما من شأنه تعميق حضور المملكة الاقتصادي في آسيا. تشمل الزيارة عقد اجتماعات ثنائية مع مسؤولين حكوميين يابانيين وكبرى الشركات اليابانية، بالإضافة إلى عقد منتدى استثماري سعودي ياباني سيكون الأكبر من نوعه في مدينة أوساكا، ومن المتوقع أن يحضره أكثر من 1500 شخص من مختلف القطاعات الاستثمارية ذات الأولوية للجانبين. وسيقد معهد مبادرة مستقبل الاستثمار "قمة الأولوية-آسيا" في العاصمة اليابانية بين 30 نوفمبر والأول من ديسمبر، بحسب متحدث باسم المعهد، وأضاف أن الحدث الذي يطلق عليه البعض "دافوس الصحراء" سيستقطب شركات كبرى بينها "ميتسوبيشي يو إف جيه فايننشال غروب"، و"سوميتومو ميتسوي فايننشال غروب". من جهة أخرى، تدشن شركة الفارابي للكيميائيات مُجمعًا لإنتاج "ألكيل البنزين" باستثمارات 3.6 مليار ريال في مدينة ينبع الصناعية في المملكة، لترسّخ مكانتها كأكبر منتج لهذه المادة على مستوى العالم. ويُعد المُجمّع الجديد إضافة نوعية للطاقة الإنتاجية للشركة وذلك عبر رفع القدرة السنوية بمقدار 120 ألف طن متري من مادة الكيل البنزين الخطي. ويستفيد المُجمّع من قربه من مصافي "أرامكو" في ينبع، مما يضمن تكاملًا عالمي المستوى في سلسلة الإمداد وكفاءة تشغيلية عالية، إلى جانب الالتزام بأعلى معايير الاستدامة. وتنتج شركة الفارابي أكثر من 1.2 مليون طن سنويًا، من المواد البتروكيميائية الوسيطة، وسوائل تشغيل المعادن، والزيوت، والتعدين، وتوليد الطاقة وسوائل النقل، وتوليد الطاقة الشمسية، وعمليات حقول النفط والتعدين إضافة إلى تصنيع مادتي البارافين العادي وألكيل البنزين الخطي. من جهتها تخطط شركة معادن لمضاعفة إنتاج الذهب وتطوير سلسلة توريد المعادن النادرة، بحسب تصريحات الرئيس التنفيذي للشركة بوب ويلت الذي كشف أن عملاق المعادن السعودي يخطط لإنفاق حوالي 2.5 مليار دولار سنويًا على مدى السنوات الخمس المقبلة، لتطوير مواردها المحلية من النحاس والذهب والمعادن النادرة. تجاوز إنتاج الذهب لدى "معادن" 494 ألف أونصة العام الماضي، وهو أعلى معدل إنتاج للمعدن الأصفر في تاريخ الشركة، ولعب منجم منصورة ومسرة دورًا أساسيًا في تحقيقه، بحسب تقرير مجلس الإدارة لعام 2024. وسجل سهم "معادن" خلال تعاملات الأحد أعلى سعر منذ الإدراج في يوليو 2008، بوصوله إلى 57.85 ريالاً. وأضاف ويلت: "قصتنا تتمحور حول النمو العضوي. سنُدهش الناس بحجم الاحتياطي وسرعة الوصول إلى مستويات الإنتاج المستهدفة"، وسط سباق عالمي لتأمين الوصول إلى المعادن الحيوية لصناعات متنوعة، من السيارات الكهربائية إلى الصناعات الدفاعية. في الولاياتالمتحدة جدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضغطه على أوروبا لوقف شراء نفط روسيا في خطوة تهدف إلى زيادة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال ترمب، خلال خطاب ألقاه في مأدبة عشاء أُقيمت السبت في ماونت فيرنون بولاية فيرجينيا قرب واشنطن: "الأوروبيون يشترون النفط من روسيا، بينما من المفترض ألا يحدث ذلك، أليس كذلك؟" ويُوجه ترمب انتقادات متكررة للدول الأوروبية بسبب اعتمادها على الطاقة الروسية. وبعد لقائه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يوم الخميس، أعلن أنه مستعد لتكثيف الضغط الاقتصادي على موسكو؛ "لكن ليس عندما يكون أولئك الذين أحارب من أجلهم يشترون النفط من روسيا". في حين قال الرئيس الفرنس ماكرون أن واردات أوروبا من الطاقة الروسية ضئيلة، معارضًا بذلك دعوات دونالد ترمب للتكتل لتقليل وارداته من الطاقة الروسية إذا كان يرغب في أن تعزز الولاياتالمتحدة ضغوطها على موسكو لوقف الحرب في أوكرانيا. وقال ماكرون في مقابلة مع برنامج "فيس ذا نيشن" على قناة "سي بي إس" يوم الأحد: "هذا ليس عاملًا رئيسيًا اليوم، فقد خفضنا استهلاكنا للنفط والغاز بنسبة تزيد عن 80 %". في الكويت، كشف وزير النفط رئيس مجلس إدارة مؤسسة البترول الكويتية، طارق سليمان الرومي، أن الكويت أصبحت ركيزة محورية في استقرار سوق النفط العالمية، مؤكداً أنها برزت في الآونة الأخيرة كأحد الأعمدة الرئيسية في جهود استعادة التوازن والاستقرار بأسواق الطاقة. وأوضح الرومي، في لقاء خاص مع القبس، أن نجاح اتفاق الدول الثماني في تحالف «أوبك+» ضمن الخفض الطوعي للإنتاج، يعكس مرونة القرار النفطي وقدرته على التكيف مع تطورات السوق، حيث يمكن تعليق قرارات زيادة الإنتاج أو عكسها بما يضمن استقرار الأسواق العالمية. وأشار إلى أن الكويت مستعدة ابتداء من أكتوبر المقبل رفع إنتاجها النفطي إلى 2.559 مليون برميل يومياً، تماشياً مع قرار الدول الثماني بزيادة إجمالي الإنتاج بمقدار 137 ألف برميل يومياً، لتكون حصة الكويت منها 11 ألف برميل يومياً. وأضاف الرومي أن الكويت تفخر بالتزامها الدائم تجاه استقرار السوق العالمي، مؤكداً: «نواصل العمل والتنسيق مع شركائنا في «أوبك+» من أجل تبنِّي سياسات إنتاج متوازنة، وإطلاق مبادرات تسهم في ضبط معادلة العرض والطلب وتعزز استقرار الأسواق». ولفت إلى أن الطاقة الإنتاجية الحالية للنفط الخام في الكويت والمنطقة المقسومة تبلغ 3.2 ملايين برميل يومياً، مع خطط واضحة لزيادتها إلى 4 ملايين برميل يومياً خلال السنوات المقبلة. وتابع قائلاً: «صحيح أن الاقتصاد الكويتي يعتمد بدرجة كبيرة على النفط، لكن القطاع النفطي ليس قطاعاً جامداً، بل يشهد تطوراً مستمراً وفق استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية، وهي استراتيجية متكاملة تضمن استدامة دوره وتعزز مساهمته في التنمية المستقبلية».