أنهت أسعار النفط الأسبوع على انخفاض طفيف مع تزايد المخزون الأميركي، وتفوق مخاوف فائض المعروض على خفض سعر الفائدة الذي طال انتظاره من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. ولم يُحقق خفض سعر الفائدة دفعةً صعوديةً جديدةً لأسعار النفط، حيث سرعان ما قُوبل هذا الخبر بزيادةٍ أكبر من المعتاد في المخزون الأميركي، وتجدد المخاوف بشأن سياسة أوبك+ التي ستؤدي حتمًا إلى فائض في المعروض العام المقبل. شهدت أسعار النفط انخفاضًا طفيفًا أسبوعيًا، حيث أغلق خام برنت القياسي العالمي الأسبوع عند حوالي 67 دولارًا للبرميل، وقد اتسمت أسعار سبتمبر حتى الآن بنطاقٍ ضيقٍ للغاية، حيث تراوحت بين 65.5 و69.0 دولارًا للبرميل طوال الشهر. في تطورات الأسواق، اجتمع مندوبو أوبك+ الأسبوع الماضي في فيينا لمناقشة منهجية تقييم قدرات إنتاج النفط الخام لكل عضو، سعياً لاستخدام هذه القراءات كمرجع لخطوط الإنتاج الأساسية لعام 2027 لإعادة تعديل حصص الدول المتراجعة. وكانت أمانة أوبك تلقت خطط تعويضات محدثة من روسياوالعراقوالإمارات والكويت وكازاخستان وسلطنة عمان. ووفقًا لما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع الافتراضي الذي عقدته الدول الثماني التي أجرت تعديلات طوعية إضافية، وهي السعودية وروسياوالعراقوالإمارات والكويت وكازاخستان والجزائر وسلطنة عمان، في 3 أغسطس 2025، تلقت أمانة أوبك خطط تعويضات محدثة بداية من أغسطس 2025 وحتى يونيو 2026 بمجموع تعويضات تبلغ 4,779 مليون برميل وزعت على ستة دول تشمل العراق 1,400 مليون برميل، والكويت 59,000 برميل، والإمارات 309,000 برميل، وكازخستان 2,630 مليون برميل، وعمان 70,000 برميل، وروسيا 311,000 برميل. في تطورات أخرى، تناقش المفوضية الأوروبية مقترحاً لتسريع حظرها الخاص على واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي، ربما حتى قبل الموعد النهائي المفترض في يناير 2028، مع بدء حظر العقود قصيرة الأجل في يونيو المقبل. في الصين، تُشدد كبرى الشركات الصينية قبضتها على جولة تراخيص ترينيداد. وتلقت ترينيداد وتوباغو أربعة عروض فقط ل 26 منطقة معروضة حالياً في المزاد، ثلاثة منها من شركة التنقيب البحرية الصينية سي ان أو او سي، مما يعيق مساعي الدولة الكاريبية لوقف سنوات من الانخفاض المستمر في إنتاج الغاز. في ناميبيا تستعد البلاد لطفرة نفطية كبيرة، مع احتياطيات بحرية تقدر بنحو 20 مليار برميل، ومعدل نجاح ينافس الطفرة النفطية في غيانا، شهد حوض أورانج في ناميبيا اكتشافات ضخمة بقيادة بعض من أكبر الأسماء في هذا القطاع. كما تسعى شركات ناشئة مثل أوريجين إنرجي إلى ترسيخ مكانتها في هذا المجال، مما قد يجعل ناميبيا واحدة من أكبر 10 منتجين للنفط في العالم بحلول عام 2035. في الولاياتالمتحدة، نفت شركة إكسون موبيل الأميركية العملاقة للنفط شائعات إعلامية حول تفكيرها في العودة إلى مشروع سخالين-1 الروسي، الذي انسحبت منه في عام 2022، مؤكدةً أن محادثاتها مع المسؤولين الروس كانت حول استرداد 4.6 مليارات دولار من الاستثمارات المفقودة. في النرويج، أوقفت شركة النفط النرويجية الحكومية "إكوينور" جميع الأنشطة غير الضرورية في مصفاة مونغستاد التابعة لها، والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية 230 ألف برميل يوميًا، بعد حادث مميت أثناء عمليات الرفع في الموقع، وذلك بعد أقل من ثلاثة أشهر من اضطرار نفس المصفاة إلى إيقاف الإنتاج بسبب انقطاع التيار الكهربائي. في توسعات شركات التجارة العالمية في قطاع التكرير، من المتوقع أن تقدم شركتا التجارة العالميتان "فيتول" و"جلينكور" عروضًا رسمية لشراء حصة 50 % من شركة "شيفرون" في ثاني أكبر مصفاة في سنغافورة، وهي مصفاة جزيرة جورونغ، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 290 ألف برميل يوميًا، والتي كانت شركة النفط الأميركية العملاقة تُشغّلها حتى الآن بالاشتراك مع "بتروتشاينا". في الإمارات، سحبت أدنوك، شركة النفط الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، عرضها البالغ 18.7 مليار دولار أميركي للاستحواذ على شركة سانتوس الأسترالية لإنتاج النفط والغاز بعد أشهر من الخلافات حول تقييم الشركة، مسجلةً بذلك ثالث محاولة فاشلة لشرائها خلال سبع سنوات. في اليابان، تسعى البلاد لمزيد من الغاز الصخري الأميركي. وأفادت التقارير أن شركة المرافق اليابانية الرائدة "جيرا" تجري مفاوضات متقدمة مع شركة جيوساذرن إنرجي، المدعومة من بلاكستون، وشركة خطوط الأنابيب "ويليامز كومبانيز"، لشراء أصول إنتاج غاز طبيعي بقيمة 1.7 مليار دولار أميركي في حوض هاينزفيل. في ليبيريا، تتطلع البلاد إلى ازدهار في الاستكشاف بصفقة كبرى. ومُنحت شركة النفط الفرنسية العملاقة "توتال إنرجيز" أربع مناطق استكشاف قبالة سواحل ليبيريا، تغطي حوالي 12,700 كيلومتر مربع (3.1 ملايين فدان)، حيث تسعى هذه الدولة الأفريقية - التي لم تُكتشف نفطها بعد - إلى محاكاة نجاح ساحل العاج المجاور. في سريلانكا، تأمل البلاد في تدخل صيني في قطاع التكرير، حيث تتوقع سريلانكا أن تبدأ شركة النفط الحكومية الصينية "سينوبك" بناء مصفاة هامبانتوتا، التي تبلغ طاقتها 200 ألف برميل يوميًا، هذا العام، بعد تخصيص الأرض للمشروع الذي تبلغ تكلفته 3.7 مليارات دولار، على أمل أن يُحتفظ بما بين 20 % و30 % من إنتاجها محليًا. في بنما، فتحت هيئة قناة بنما باب تقديم العروض لشركات هندسية لبناء خط أنابيب جديد لغاز البترول المسال، بقيمة 6 مليارات دولار، يربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ، بهدف الوصول إلى طاقة إنتاجية تبلغ مليوني برميل يوميًا لاستيعاب تدفقات البروبان والبيوتان الأميركية المتزايدة إلى آسيا. في الكونغو، تدرس البلاد تمديد حظر تصدير الكوبالت. وتدرس جمهورية الكونغو الديمقراطية، أكبر منتج للكوبالت في العالم، تمديد حظر تصديره لمدة شهرين على الأقل، مستفيدةً من ارتفاع أسعاره بعد ارتفاع العقود الآجلة في بورصة كومكس بنسبة 60 % منذ بدء الحظر في فبراير، ليصل سعرها الآن إلى 16 دولارًا للرطل. وفي تحدٍّ لضغوط العقوبات، ارتفع سعر النفط الخام الروسي، حيث ارتفع سعر خام الأورال، وهو خام روسي متوسط الحموضة، للتحميل في أكتوبر، خلال الشهر الماضي ليصل إلى خصم دولارين للبرميل مقابل خام برنت، بزيادة دولار واحد عن الشهر السابق، مما يعكس ارتفاعًا متزامنًا في أسعار الشحن. في السعودية، تصدرت الشركات السعودية مرتفعة المديونية، المستفيدين من خفض الفائدة بعد قرار البنك المركزي السعودي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. وتستعد الشركات السعودية المدرجة المثقلة بالديون، للاستفادة من هذا القرار، لكن مدى الاستفادة من هذه القرار ستختلف من قطاع لآخر وأيضًا من شركة لأخرى. وتشير بيانات رسمية إلى أن إجمالي ديون الشركات المدرجة في مؤشر السوق السعودية الرئيسية "تاسي" وصل إلى أكثر من 1.8 تريليون ريال، بما فيها ديون طويلة وقصيرة الأجل. وقرر بنك الاحتياط الفيدرالي الأميركي الأربعاء الماضي خفض أسعار الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية، في أول خفض خلال ولاية دونالد ترامب الثانية، والأول كذلك خلال عام بعد أن الخفض السابق في سبتمبر 2024، وتبعته في ذلك البنوك المركزية الخليجية ومنها البنك المركزي السعودي. وسيختلف مدى استفادة الشركات من أسعار الفائدة المنخفضة على أساس هيكل توزيع الديون بحسب نسبة الديون بفائدة ثابتة أو متغيرة، وكذلك حصص الديون طويلة وقصيرة الأجل، فيما ستستفيد الشركات عمومًا من الديون الجديدة بفائدة أقل. ووفقا لبيانات من شركة تداول، تجاوزت ديون 18 شركة مدرجة ضعفي حقوق المساهمين بنهاية الربع الثاني من العام الجاري، فيما هناك 20 شركة تعادل ديونها أكثر من نصف أصولها. وشهدت الأسهم المثقلة بالديون في السوق السعودية ارتفاعات شبه جماعية خلال آخر جلستين الأسبوع الماضي أبرزها مكاسب أسهم أرامكو، وأكوا باور، وسينومي ريتيل، وكيمانول. وتأثرت النتائج المالية للشركات المدرجة بالسوق السعودية بشكل كبير بارتفاع أسعار الفائدة لأعلى مستوياتها في أكثر من عقدين التي سادت خلال الفترة الماضية، وهو ما أعلنته بالفعل غالبية هذه الشركات في إفصاحاتها المالية في صورة زيادات كبيرة في تكلفة التمويل. وتأتي شركات قطاعات الطاقة والمرافق والتعدين والاتصالات والبتروكيماويات في مقدمة الشركات الأعلى مديونية في السوق السعودية بسبب حجم وطبيعة الأنشطة التي تعمل فيها والتي تحتاج لأموال ضخمة. على صعيد الشركات، تحتل الصدارة شركة أرامكو السعودية بديون تفوق 348 مليار ريال بنهاية الربع الثاني من العام الجاري، ثم الكهرباء السعودية نحو 179 مليار ريال، وسابك 42 مليار ريال، ومعادن 35 مليار ريال، وأكوا باور 30 مليار، ثم بترورابغ، وإس تي سي، وسينومي سنترز، ومرافق، والمملكة القابضة ما بين 29 و13 مليار ريال. وذكرت شركة أرامكو السعودية في تقرير مجلس الإدارة لعام 2023 أنه في 31 ديسمبر 2023 و2022، قد يؤدي التغير ب1 % في أسعار الفائدة في السوق، مع بقاء جميع المتغيرات الأخرى ثابتة، إلى صافي تغير بنحو 1.28 مليار ريال و2.16 مليار ريال، على التوالي، في دخل الشركة قبل ضرائب الدخل والزكاة نتيجة لأثر ارتفاع أو انخفاض أسعار الفائدة في السوق. كنسبة لحقوق المساهمين، تتجاوز الديون لدى 18 شركة ضعفي حقوقق مساهميها، بينها 3 شركات ديونها أكثر من 3 أضعاف حقوق المساهمين لديها، وهم، بان القابضة وساسكو والزامل للصناعة، بنيما هناك 7 شركات أخرى تبلغ ديونها أكثر من 2.5 ضعف حقوق مساهميها وهم، بترورابغ، الدريس، كيمانول، طباعة وتغليف، المتقدمة، ومرافق، والمطاحن الحديثة. من جهة أخرى، انتهت شركة أرامكو من طرح صكوك دولية بقيمة 3 مليارات دولار على شريحتين، بموجب برنامج إصدار الصكوك الدولية. وستكون هذه الصكوك المقوّمة بالدولار الأميركي، مباشرة ذات أولوية وغير مضمونة مع حق محدود للرجوع على الأصول والتي تشكل التزامًا على شركة إس أيه جلوبال صكوك ليمتد. وبلغ العدد الإجمالي للصكوك 15 ألف صك، بقيمة اسمية 200 ألف دولار أميركي، وبلغ العائد على هذه الصكوك 4.125% للصكوك المستحقة خلال 5 سنوات، و4.625 % للصكوك المستحقة خلال 10 سنوات. في أوروبا، يدرس الاتحاد الأوروبي تدابير تجارية تستهدف خط "دروجبا" النفطي الروسي الذي يمد المجر وسلوفاكيا، علمًا بأن الإجراء قيد البحث سيؤثر بشكل مباشر على هذه الإمدادات إذا لم يتم إيقافها تدريجيًا. وحتى الآن، أبدت بودابست وبراتيسلافا ترددًا في تنويع مصادر إمداداتهما بعيدًا عن نفط موسكو، وعرقلتا إجراءات تقولان إنها تهدد أمنهما في مجال الطاقة. في صعيد متصل، نفذت أوكرانيا هجمات بطائرات مسيرة على مصفاتي نفط روسيتين في منطقة الفولغا يوم السبت، في إطار سلسلة من الهجمات التي تستهدف البنية التحتية للنفط داخل عمق الأراضي الروسية. وأوضحت هيئة الأركان العامة الأوكرانية عبر صفحتها على "فيسبوك" أن الانفجارات وقعت في مصفاتي ساراتوف ونوفوكويبيشيفسك التابعتين لشركة روسنفت، واللتين تبعدان عن كييف نحو 1100 كيلومتر (680 ميلًا) و1800 كيلومتر على التوالي. كما ذكر التقرير أن هجومًا آخر استهدف "محطة إنتاج يُخلط فيها النفط عالي ومنخفض الكثافة من حقول مختلفة لتكوين خام الأورال المخصص للتصدير"، وتقع هذه المحطة في منطقة سامارا. من جانب أخر، ستطال عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا مشتري نفط موسكو، في وقت يسعى التكتل لتشديد الضغط على قدرة الكرملين على الوصول إلى عائدات النفط. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين للصحفيين يوم الجمعة إن التدابير الأخيرة للاتحاد ستركز على كيانات في ما يُعرف بالدول الثالثة. وبحسب أشخاص مطلعين، سيشمل ذلك نحو عشر جهات صينية وعددًا من الهيئات الهندية. يأتي هذا الإعلان بعد أيام فقط من دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاتحاد الأوروبي إلى تكثيف الضغط على تجارة الطاقة الروسية، وحثّه التكتل على فرض رسوم ثانوية على مشتري النفط الروسي. وأضافت فون دير لاين: "نحن الآن نستهدف أولئك الذين يغذون حرب روسيا من خلال شراء النفط في خرقٍ للعقوبات. نستهدف المصافي وتجار النفط وشركات البتروكيماويات في دول ثالثة، بما في ذلك الصين. في العراق، تطمح رؤية 2050 إلى عراق متحرر من الريع النفطي وتحقيق اقتصاد متنوع ومستقر إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من التعافي والنهوض وفق ما كشفته "رؤية 2050". وأكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، يوم السبت، خلال حفل إطلاق "رؤية العراق 2050 نحو التنمية والمستقبل"، أن البرنامج يستهدف التركيز على تأسيس مجتمع حي منتج واقتصاد تنموي سيادي متنوع ومستدام وحكومة ذكية رشيدة وتموضع إقليمي ودولي متوازن، وجعل الشباب كمحور وهدف بالاعتماد على هيئات متابعة رقمية وآليات تمويل طويلة الأمد بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، والتعاون الدولي الفعّال. وقال: "رؤية 2050 رسالة للعالم بأن العراق بدأ ينهض ويستعيد دوره كقوة منتجة وفاعلة نحو السلام والاستقرار والازدهار"، وفق ما أوردته وكالة الأنباء العراقية. في الولاياتالمتحدة، سجلت حيازات الأجانب من سندات الخزانة الأميركية، مستوى قياسيًا خلال يوليو، بدعم من زيادة الحيازات في المملكة المتحدة وفرنسا التي عوضت بشكل كبير التراجع المسجل في الصين. وأظهرت بيانات وزارة الخزانة الأميركية الصادرة يوم الخميس أن إجمالي الحيازات الأجنبية من سندات الخزانة بلغ 9.16 تريليون دولار في يوليو، بزيادة قدرها 31.9 مليار دولار عن يونيو. وانخفضت حيازات الصين من سندات الخزانة، ثالث أكبر مالك أجنبي لها، بمقدار 25.7 مليار دولار خلال يوليو لتسجل 730.7 مليار دولار، وهو أدنى مستوى لها منذ عام 2008، كما تراجعت حيازات بلجيكا، التي تضم حسابات وصاية صينية وفقًا لمحللي السوق، بمقدار 5.2 مليارات دولار لتصل إلى 428.2 مليار دولار.