قُتل شخصان وأصيب 11 آخرون بجروح الجمعة جراء غارتين إسرائيليتين في جنوبلبنان، وفق ما أفادت وزارة الصحة، غداة غارات واسعة النطاق قالت إسرائيل إنها استهدفت مخازن أسلحة تابعة لحزب الله. وأفادت وزارة الصحة اللبنانية بمقتل شخص جراء "غارة العدو الإسرائيلي على سيارة أمام مدخل مستشفى تبنين الحكومي"، كما أفادت أيضا بأن غارة إسرائيلية "على سيارة في بلدة أنصار أدت إلى سقوط قتيل". وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه قتل القيادي في "حزب الله" عمار هايل قصيباني في جنوبلبنان، دون ذكر مكان استهدافه بالتحديد. وأضاف أنه قتل أحد عناصر قوة الرضوان في تبنين وأصاب قطعة بحرية "استخدمها حزب الله لجمع معلومات استخباراتية" عن القوات الإسرائيلية في بلدة الناقورة الجنوبية. يأتي ذلك غداة ضربات اسرائيلية استهدفت خمس قرى في جنوبلبنان، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، جاءت بعد تحذيرات اسرائيلية للسكان بإخلاء المباني التي قصفت. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف "مستودعات أسلحة تابعة لقوة الرضوان"، في إشارة الى وحدة النخبة في "حزب الله". وأضاف "شكّل وجود الوسائل القتالية المستهدفة انتهاكا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان معرضا سكان المنطقة للخطر"، مؤكدا أنه سيواصل "العمل لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل". وندّد لبنان بهذه الغارات. وانتقد رئيس الجمهورية جوزيف عون في بيان "صمت الدول الراعية" لاتفاق وقف النار باعتباره "تقاعسا خطيرا يشجع على هذه الاعتداءات". أضاف "آن الأوان لوضع حد فوري لهذه الانتهاكات السافرة لسيادة لبنان". تبادلت إسرائيل والحزب القصف عبر الحدود لنحو عام عقب اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر 2023. وتحولت المواجهة في أواخر سبتمبر 2024، حربا مدمّرة استمرت نحو شهرين تكبد فيها الحزب خسائر باهظة على صعيد بنيته العسكرية والقيادية. وعلى رغم الاتفاق على وقف لإطلاق النار، تواصل إسرائيل غاراتها. نصّ اتفاق وقف إطلاق النار الذي يسري منذ 27 نوفمبر وتمّ التوصل إليه برعاية أميركية وفرنسية، على تراجع "حزب الله" من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالى 30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل) وتفكيك بنيته العسكرية فيها، وحصر حمل السلاح في لبنان بالأجهزة الرسمية. ونصّ الاتفاق كذلك على وقف العمليات الحربية وانسحاب إسرائيل من المواقع التي تقدّمت اليها. إلا أن الدولة العبرية أبقت قواتها في خمس تلال، وتشنّ غارات تقول إنها تستهدف عناصر ومخازن أسلحة لحزب الله، مؤكدة أنها لن تسمح له ببناء قدراته بعد الحرب. من جانبها اعتبرت قوة الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" في بيان الجمعة أن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت عددا من المناطق في جنوبلبنان هي انتهاك واضح لقرار مجلس الأمن رقم 1701، ودعت الجيش الإسرائيلي للتوقف الفوري عن شن أي غارات إضافية. وقالت "اليونيفيل" في بيانها "إن الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مناطق في جنوبلبنان الليلة الماضية تُعد انتهاكاً واضحاً وصريحاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701، وتشكل تهديداً مباشراً للاستقرار الهش الذي تحقق في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي. كما أنها تقوّض ثقة المدنيين في إمكانية التوصل إلى حل سلمي لهذا النزاع." وأضاف البيان "إننا ندعو جيش الدفاع الإسرائيلي إلى التوقف الفوري عن شن أي غارات إضافية، والالتزام بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية. كما نؤكد ضرورة أن تلتزم جميع الأطراف بتجنب أي انتهاكات أو خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد إضافي". وأعلنت "اليونيفيل" أن وحدات من قوات حفظ السلام "اضطرت في موقعين بمنطقة دير كيفا، بالقرب من برج قلاوية، إلى الانتقال إلى أماكن آمنة نتيجة هذه الاعتداءات، التي عرّضت بشكل خطير حياة الجنود اللبنانيين وعناصر اليونيفيل، والمدنيين، للخطر". وأضافت "يستمر جنود حفظ السلام في تقديم الدعم لكلا الطرفين لضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، فيما تواصل اليونيفيل والجيش اللبناني عملهما الميداني اليومي لتعزيز الاستقرار في جنوبلبنان وعلى طول الخط الأزرق". ودعت "اليونيفيل" جميع الأطراف "إلى الالتزام الكامل بأحكام قرار مجلس الأمن رقم 1701 وبتفاهم وقف الأعمال العدائية، إذ إن هذه الآليات وُضعت خصيصاً لمعالجة الخلافات وتجنب اللجوء إلى العنف من جانب واحد، ويجب الاستفادة منها إلى أقصى الحدود. كما يشكّل استمرار التصعيد تهديداً للتقدم الذي أحرزته الأطراف في جهودها لاستعادة الاستقرار."