يعد قطاع النفط والغاز أساس الاقتصاد في المملكة العربية السعودية، وهو مصدر أساسي لإمدادات الطاقة العالمية. وفي ظل خطوات المملكة الطموحة للتحول الرقمي وفق رؤية 2030، يشهد هذا القطاع نموًا متسارعًا، متبنياً تقنيات متقدمة لتعزيز الكفاءة، والاستدامة، والقدرة التنافسية. وتشهد التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء الصناعي (IIoT)، والروبوتات، والتوائم الرقمية، وشبكات الجيل الخامس (5G) اعتمادًا متزايدًا عبر مختلف مراحل الإنتاج. وتشير دراسة حديثة من كاسبرسكي إلى أن ما يقرب من ثلثي المؤسسات الصناعية تتجه نحو تحقيق "التحول الرقمي الكامل" خلال العامين المقبلين، ما يعكس تحولًا بارزًا نحو الأتمتة والعمليات الذكية. لكن مع تلك التطورات، تزداد المخاطر. فمع تبني شركات النفط والغاز في السعودية للتحول الرقمي، يتعين عليها أيضًا مواجهة التهديد المتزايد للهجمات الإلكترونية التي قد تُعطّل العمليات، أو تضرّ بنيتها التحتية، أو تُعرّض السلامة العامة وبيئة العمل للخطر. ت كما أن أنظمة التحكم الصناعية (ICS) باتت تتولى إدارة حقول النفط، وخطوط الأنابيب، والمصافي الحديثة،، وهي غالبًا ما تكون متصلة بشبكات تكنولوجيا معلومات على نطاق واسع. وبينما يُمكّن هذا الاتصال من زيادة الكفاءة، فإنه يُنشئ أيضًا ثغرات أمنية جديدة. إذ يُمكن لجهاز أو نقطة وصول مُعرّضة للخطر أن تُشكّل بوابةً لبيئة صناعية بأكملها. كما بدأت تبرز مجموعة من التحديات في قطاع الطاقة في السعودية بالتزامن مع التحول الرقمي. فلا تزال العديد من المنشآت تعتمد على أنظمة قديمة تفتقر إلى أساسيات الأمن السيبراني، وعند دمجها مع منصات سحابية حديثة أو أدوات الأتمتة قد تنكشف ثغرات أمنية خطيرة. فإذا قررت الشركات دمج تقنية المعلومات مع التكنولوجيا التشغيلية ضمن مساعيها للتحديث، فربما ينجم عنها مناهج أمنية مجزأة، مما يجعل من الصعب الحفاظ على حماية موحدة ومستدامة. وعلاوة على ذلك، ظهرت مخاطر إضافية جرّاء الاعتماد المتزايد على أدوات الوصول عن بعد عند المقاولين والشركات الخارجية. وتتفاقم هذه المشكلات بسبب النقص في المتخصصين في الأمن السيبراني ذوي الخبرة في كل من العمليات الصناعية والحماية السيبرانية. وفي الوقت نفسه، يتواصل العمل على تطوير أطر تنظيمية وطنية لحماية البنية التحتية الحيوية، وبذلك يصبح الامتثال أولوية استراتيجية لا واجباً قانونياً فقط. أصبحت الهجمات السيبرانية على البنية التحتية الحيوية أمراً واقعاً لا مشهداً افتراضياً. فقد شهدنا على الصعيد العالمي هجمات تسببت بعواقب وخيمة تفاوتت بين توقف الإنتاج، وتسرب المواد الملوثة للبيئة، والحوادث المهددة للسلامة. لذلك فإنّ حماية البنية التحتية للطاقة في المملكة العربية السعودية أولوية قصوى تتجاوز الاعتبارات التجارية؛ إذ إنها مسألة أمن وطني واستقرار اقتصادي. نؤمن في كاسبرسكي بأنّ أساس الحماية السيبرانية اعتماد حلول أمنية متخصصة مصممة للبيئات التشغيلية: خدمة تقييم الأمن من كاسبرسكي: نعين المؤسسات على اكتشاف علامات الاختراق في شبكاتها، وتحديد مصدر الهجمات بسرعة كبيرة ومدى تأثيرها. وتكتشف هذه الخدمة الهجمات السيبرانية الجارية والتهديدات التي تعذر اكتشافها سابقاً، والتي تفادت الأدوات والإجراءات الأمنية المعتمدة. وتقدم الخدمة تحليلات مستقلة أجراها خبراء متخصصون، وبذلك توفر الخدمة مستوى عاليًا من الضمان بشأن ما إذا كانت الشبكة قد تعرضت للاختراق وتقدم رؤى شاملة حول الوضع الأمني العام للمؤسسة. وتقدم أدوات المراقبة الفورية للأصول والشبكات صورة واضحة للوضع الأمني عبر بيئات التكنولوجيا التشغيلية. في حين تعمل حلول حماية نقاط النهاية المصممة خصيصًا لأجهزة تكنولوجيا التشغيل على اكتشاف التهديدات ومنعها واحتوائها قبل أن تتسبب في حدوث أي خلل. كما أن خدمات استخبارات التهديدات السيبرانية والاستجابة للحوادث والتدريب على الأمن السيبراني تضاهي في أهميتها الخطوات السابقة؛ إذ تزود فرق الأمن بالقدرة اللازمة على مواجهة التهديدات الناشئة ومواجهتها. مع تبنّي قطاع الطاقة في المملكة العربية السعودية للتقنيات الذكية والأتمتة، يجب أن يكون الأمن السيبراني جزءًا لا يتجزأ من منظومة العمل. لم يعد بإمكان شركات النفط والغاز تجاهل الأمن السيبراني، فالمخاطر قائمة وواقعية، وكذلك الحلول الأمنية. يرجى زيارة موقعنا الإلكتروني للاطلاع على معلومات إضافية عن المخاطر السيبرانية المحدقة بقطاع النفط والغاز، ومعرفة الوسائل التي توفرها كاسبرسكي لدعم مسيرة التحول الرقمي في مؤسساتكم. محمد هاشم المدير العام لكاسبرسكي في المملكة العربية السعودية والبحرين