شاركت المملكة المجتمع الدولي ممثلةً في وزارة التعليم في الاحتفاء باليوم العالمي لمحو الأمية، الذي يوافق 8 سبتمبر من كل عام، وذلك تعبيراً عن التزامها بتحقيق التعليم للجميع ومحو الأمية، وتبذل وزارة التعليم جهوداً كبيرة في دعم مجالات التعليم المستمر، والتعلّم مدى الحياة، في جميع مناطق ومحافظات المملكة. وتأتي مشاركة المملكة بهذا اليوم إدراكاً منها لخطورة الأمية وضرورة التغلّب عليها حتى أثناء الأزمات والجوائح، بما يسهم في تحسين نوعية حياة الأفراد، حيث تولي وزارة التعليم اهتماماً بالغاً بتعليم الكبار ومحو الأمية بجميع أشكالها القرائية والكتابية والثقافية والحضارية والرقمية، محققةً قفزات في هذا المجال، كما نجحت في خفض نسبتها بشكل ملحوظ منذ أن انطلقت مسيرة تعليم الكبار عام 1374ه، وتوالت بعدها الجهود من خلال إقرار مشروع نظام محو الأمية عام 1392ه إلى أن استحدثت الإدارة العامة لتعليم الكبار عام 1431ه، وتمت إعادة تسميتها في عام 1439ه إلى الإدارة العامة للتعليم المستمر. وتعد المملكة من أوائل الدول التي اهتمت بمكافحة الأمية، وتحرص على أن تربط بين تعليم الكبار وخطط التنمية، وتبذل كل وسعها في سبيل مكافحة الأمية، وتأتي هذه الجهود انسجاماً مع رؤية 2030 وبرنامج تنمية القدرات البشرية الذي يسعى لتعزيز تنافسية المواطن عالمياً، وبناء استراتيجية وطنية طموحة لتنمية قدرات المواطن، بدءاً من مراحل الطفولة المبكرة، مروراً بالتعليم العام، والتعليم الجامعي والتدريب التقني والمهني، ووصولاً إلى التدريب والتعلّم مدى الحياة، بمشاركة الجهات الحكومية والقطاع الخاص والقطاع غير الربحي. تسريع التقدم ويسلط اليوم العالمي لمحو الأمية الضوء على الدور الذي يؤديه الإلمام بالقراءة والكتابة والحساب في بناء مجتمعات أكثر سلاماً وعدلاً واستدامة، إلى جانب كونه فرصة لتوحيد الجهود نحو تسريع وتيرة التقدم؛ لتحقيق الهدف أربعة من أهداف التنمية المستدامة الذي يُعنى بالتعليم والتعلم مدى الحياة، ولقد مرت جهود المملكة في سبيل مكافحة الأمية وتعليم الكبار بالعديد من المراحل، ويمكن تقسيمها إلى المرحلة الأولى وهي الجهود الفردية، وهي الجهود التي بذلها أفراد من المعلمين بالقرى والمدن، من خلال تخصيص حلقات المساجد، أو حجرة أو بيت المعلم، يدرس به مجموعة من الصغار والكبار، لتعليم أساسيات القراءة والكتابة، ومع الوقت تطورت تلك الجهود وأخذت طابعاً أكثر تنظيماً، ومن تلك الجهود مدرسة النجاح الليلية بمكة المكرمة، تأسست عام 1350ه لإتاحة الفرصة لمن حرموا التعليم النهاري لظروف خاصة بهم، وكانت تسير وفق منهج المدرسة الابتدائية الحكومية. مساعدة مالية وإدارية وكانت هناك مدارس التشجيع الليلية بمكة المكرمة عام 1358ه، والتي أوجدت بناءً على طلب الأهالي لمديرية المعارف لتكوين لجنة لتشجيع المدارس الليلية ولمساعدتها مالياً وإدارياً، ومدارس الشيخ عبدالله القرعاوي بجنوب غربي المملكة، وقد شاركت المدارس الأهلية القديمة بجهود في هذا المجال ومنها الصولتية 1291ه، الفلاح في جدة 1323ه، ومكة 1330ه، والفخرية العثمانية، ودار الحديث 1353ه، ومدرسة العلوم الدينية 1353ه، وكانت الدولة تمد تلك المدارس بالعون، والمرحلة الثانية: كانت في جهود الدولة قبل عام 1369ه، حيث افتتحت مديرية المعارف العمومية عام 1335ه قسم ليلي بالمعهد العلمي السعودي لتعليم الموظفين الذين لديهم الرغبة ولا تساعدهم ظروفهم، وهي أول الجهود للتعليم الليلي ويمكن اعتبارها أول الجهود لتعليم الكبار ومحو الأمية، وفي رجب 1356ه افتتحت مدرسة لتعليم اللغة الانجليزية، وفي 1368ه افتتحت مدرسة لتحسين الخطوط والآلة الكاتبة، وفي 1369ه افتتحت مدرسة المعلمين الليلية وكانت تصرف لكل طالب 60 ريالاً. موافقة كريمة وكانت جهود الدولة في المرحلة الثالثة بعد عام 1369ه، حيث أنشأت وزارة المعارف إدارة خاصة بتعليم الكبار ومحو الأمية عام 1374ه، وأطلق عليها إدارة الثقافة الشعبية، وربطت بإدارة التعليم الابتدائي، وبلغ عدد مدارس محو الأمية وتعليم الكبار 13 مدرسة عام 1375ه، وفي عام 1378ه انفصلت وأصبحت إدارة مستقلة بذاتها، عرفت باسم إدارة الثقافة الشعبية، وفي عام 1392ه صدرت الموافقة الكريمة على نظام تعليم الكبار ومحو الأمية، وعدل اسم الإدارة عام 1397ه إلى الإدارة العامة لتعليم الكبار ومحو الأمية، ليتناسب مع طبيعة عملها وأنشطتها، وفي 1405ه أصبح اسمها الأمانة العامة لتعليم الكبار ومحو الأمية، وبلغ عدد مدارس محو الأمية وتعليم الكبار 88 مدرسة عام1381ه. قراءة وكتابة وتحتفي وزارة التعليم باليوم العالمي لمحو الأمية محققة زيادة معدل القراءة والكتابة لدى الكبار بنسبة 9793 %، والذي أقرته منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة -اليونسكو- في الثامن من سبتمبر كل عام؛ تعزيزاً للجهود العالمية للقضاء على الأمية بأشكالها كافة، وترسيخاً لمفهوم التعلّم مدى الحياة، وتحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة، بما يواكب مستهدفات رؤية 2030، واحتفاءً بهذه المناسبة التي تحمل هذا العام شعار: "تعزيز محو الأمية في العصر الرقمي"، أطلقت الوزارة ممثلةً بالإدارة العامة للتعليم المستمر مجموعة من البرامج التعليمية والمهنية والمهارية والتوعوية، إضافةً إلى فعاليات متنوعة في مدارس التعليم المستمر بمراحلها الثلاث، وكذلك عززت الوزارة شراكاتها مع القطاع غير الربحي في مجال التعليم المستمر وبرامج محو الأمية. توعوية وتثقيفية وحققت وزارة التعليم إسهامات بارزة في مجال التعليم المستمر ومحو الأمية، ومنها انضمام خمس مدن سعودية للشبكة العالمية لمدن التعلّم، وإتاحة فرص التعلّم مدى الحياة لأكثر من 54.202 طالب وطالبة عبر مدارس التعليم المستمر البالغ عددها 1.738 مدرسة في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية بالمناطق، فيما بلغ عدد مراكز الحي المتعلّم 105 مراكز، استفاد منها 20,295 مستفيداً ومستفيدة من خلال تقديم 652 برنامجاً تدريبياً، ونظمت الوزارة أربعة حملات صيفية خلال عام 2025 تخللتها برامج تعليمية وتوعوية وتثقيفية، استفاد منها 2.165 دارساً ودارسة في المناطق النائية، من خلال 75 مركزاً، مما أثمر عن زيادة معدل القراءة والكتابة لدى الكبار بنسبة 97,93 % وفقاً لتقرير الهيئة العامة للإحصاء؛ وذلك في إطار التوعية ومحو الأمية والالتزام بتعزيز التعليم المستمر والتعلّم مدى الحياة. العمل على تنمية الإنسان كأولوية وطنية واستثمار في المستقبل منجزات نوعية وتهدف المملكة إلى خفض نسبة الأمية إلى صفر في المائة مع حلول عام 2030 وذلك من خلال عدة برامج تطويرية تستهدف النسبة الأكبر من الأميين وهم كبار السن، بالإضافة إلى تقديم كافة السبل المساعدة لتسهيل العملية التعليمية لهم وتقديم مكافآت تشجيعية للمتفوقين منهم، وتبذل المملكة جهوداً كبيرة نحو عالم أكثر تعليماً وتقدماً، ويبرز حرص الوزارة في توفير فرص التعلم لمحو أمية الأفراد المستهدفين، وحقّقت المملكة من خلال وزارة التعليم منجزات نوعية في مجال محو الأمية والتعليم المستمر، حيث نجحت في تخفيض نسبة الأمية وتشجيع الأميين من الجنسين للالتحاق ببرامج تعليم الكبار في مناطق ومحافظات المملكة المختلفة، وأسهمت جهود وزارة التعليم المستمرة في تطوير مشروعات ومبادرات التعليم المستمر، وتعزيز مفهوم التعلّم مدى الحياة. موارد معرفية وتعمل وزارة التعليم على تأمين فرص التعلّم للجميع؛ إيماناً بأحقية كل فرد في الانضمام إلى رحلة التعليم، وتمكين المتعلمين من مهارات القراءة والكتابة والحساب، واستخدام التقنيات الحديثة؛ وصولاً إلى الموارد المعرفية المفتوحة من أجل تحقيق التنمية المستدامة، إضافةً إلى إتاحة العديد من البرامج التعليمية والتدريبية التي تتوافق مع استراتيجية التعليم المستمر، وتتلاءم مع احتياجات السوق، كذلك تطوير معايير مناهج وبرامج مجتمع بلا أمية، وتطوير الخطط والمناهج الدراسية للتعليم المستمر؛ حيث أضافت مقررات جديدة، كالمهارات الرقمية والمهارات الأسرية والحياتية، والتربية البدنية والدفاع عن النفس، وتنفّذ الوزارة حملات صيفية للتوعية ومحو الأمية بالشراكة مع عدد من القطاعات الحكومية والخاصة، يستفيد منها مئات الدارسين والدارسات من كبار السن في العديد من مناطق ومحافظات وقرى المملكة، ويتلقون تعليمهم في العديد من المراكز على أيدي معلمين ومعلمات متخصصين، خاصةً فيما يتعلق بمحو الأمية القرائية والرقمية والحضارية لدى الدارسين، وتطوير مهاراتهم الحياتية، إلى جانب مساعدتهم على التكيّف مع التحوّل الرقمي وحسن التعامل مع متطلبات العصر واحتياجاته. مفهوم أوسع ومن خلال التعليم المستمر انتقل الاهتمام إلى مفهوم أوسع تمثل في التعليم المستمر والتعلم مدى الحياة لمساعدة جميع الفئات المستهدفة لمحو أميتهم تماشياً مع رؤية 2030، ويهدف التعليم المستمر ومحو الأمية إلى توفير فرص التعليم النظامي وغير النظامي للمتعلمين الكبار، لتطوير مهاراتهم القرائية والرقمية والمهنية وغيرها، وقد عملت وزارة التعليم في وقت مبكر خارطة طريق واضحة لمكافحة الأمية الهجائية في مختلف مناطق ومحافظات المملكة، ساهمت تلك الخطط في الحد من الأمية وخفض نسبتها، كما حققت المملكة الريادة في دعم مشروع العقد العربي لمحو الأمية الذي يهدف إلى القضاء على الأمية بكافة أشكالها، وترسيخ مفهوم التعلم الجيد مدى الحياة، وتحقيق التنمية المستدامة وفق رؤية 2030، وتشجيع الأميين من الجنسين للالتحاق ببرامج تعليم الكبار، لبناء مواطن واع قادر على مواكبة التطورات والمنافسة عالمياً، من خلال وضع سياسات تعليمية جديدة تراعي حاجات الأميين، وخدمة المستفيدين في التعليم المستمر بكافة المناطق والمحافظات، وتفعيل العمل عبر المنصات الإلكترونية وقنوات عين التعليمية، وتنفيذ برامج محو الأمية وتعليم الكبار، وتطوير الخطط والمناهج الدراسية، إضافةً إلى تنفيذ دورات تدريبية تسهم في تطوير أشكال التقييم وأهدافه، وبناء شراكات قوية لتجويد التخطيط والتنسيق والتنفيذ. استدامة التعلّم وبما أن التعليم حق أساسي لكل فرد على أرض هذا الوطن المعطاء، وهو ما أدركته حكومتنا الرشيدة؛ فقد عملت على مدار الأعوام الماضية وما زالت على مكافحة الأمية والقضاء عليها بشتى الوسائل؛ فتوسعت بافتتاح المدارس الابتدائية المسائية في المدن والقرى والهجر النائية لمحو الأمية بين الذكور والإناث، كما أتاحت الفرصة للطالب المتخرّج من هذه المدارس الالتحاق بالمدارس المتوسطة والثانوية لإكمال التعليم الأساسي، ومن ثم الالتحاق بالدراسة الجامعية إن رغب. ولاستدامة التعلّم سبق وأطلقت وزارة التعليم عدداً من المبادرات، ومنها استدامة التعلّم مدى الحياة، وهي إحدى مبادرات برنامج تنمية القدرات البشرية، لتعزيز إمكانية القضاء على الأمية من خلال برامج تعزز مفهوم التعلّم المستمر والتعلّم مدى الحياة، والتي تشدد عليها خطة التنمية المستدامة لعام 2030م كبرنامج الحي المتعلّم الهادف إلى تزويد فئة الشباب من الجنسين من عمر 15 - 60 عاماً بالمهارات الحياتية والمهنية التي تمكنهم من دخول سوق العمل والمشاركة في التنمية، مما أدى إلى انخفاض نسبة الأمية. أولوية وطنية وفي مسيرة تنموية رائدة، نجحت المملكة في خفض معدلات الأمية من نحو 60 % في سبعينيات القرن الماضي إلى أقل من 3.7 % اليوم، وفق إحصاءات رسمية.، وتعكس هذه القفزة النوعية التزام الدولة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله-، بتنمية الإنسان كأولوية وطنية واستثمار في المستقبل، وحول البرامج والآليات التنفيذية، فإن مدارس التعليم المستمر تقدم تعليماً نظامياً مجانياً للكبار على المستويات الثلاثة، والحملات الصيفية للتوعية ومحو الأمية تستهدف القرى والهجر وتجمع بين التعليم والتوعية الصحية والاجتماعية، كذلك توجد المنصات الرقمية التي أبرزها "عين للتعليم المستمر" التي توفر دروساً مباشرة ومسجلة للكبار، وقد بلغت نسبة الإلمام بالقراءة والكتابة لدى السكان 15 عام فأكثر 97.93 %، بينما بلغت لدى الشباب 15 - 24 عام 99.89 %، وفي 2025، بلغ عدد مدارس التعليم المستمر 1,738 مدرسة، إلى جانب 105 مراكز حي متعلم، و54,202 فرصة تعلم مدى الحياة، وأربع حملات صيفية شملت 75 مركزاً واستفاد منها 2,165 دارساً. تعمل وزارة التعليم على تأمين فرص التعلّم للجميع صغاراً أو كباراً