يأتي اليوم الوطني السعودي كل عام ليجسد ذكرى عزيزة على قلوب أبناء الوطن، ويُعيد إلى الذاكرة لحظة تاريخية أسست لوحدة وطنية راسخة، جعلت المملكة العربية السعودية رمزًا للريادة والتقدم بين دول العالم. إنه يوم تتجدد فيه مشاعر الولاء للقيادة الرشيدة التي أخذت بأيدي شعبها نحو التنمية المستدامة والنهضة الشاملة، وجعلت من هذه البلاد المباركة نموذجًا يُحتذى به في التميز والإنجاز. الوطن ليس مجرد بقعة جغرافية، بل هو هوية وانتماء وفخر متأصل في القلوب. المواطنة هنا فعل ومسؤولية، تبدأ من الأسرة والمدرسة والشارع، لتنمو مع الأجيال وتغرس فيهم حب العطاء والبذل من أجل الوطن. إنها قيمة تجعل الفرد جزءًا لا يتجزأ من نسيج وطني متماسك، يحمي مكتسباته ويصون وحدته. لقد أنعم الله على المملكة بشرف احتضان الحرمين الشريفين، ومكانة رفيعة جعلتها قبلةً للعالم الإسلامي، كما حباها بقيادة حكيمة وشعب وفيّ، فاستحقت أن تنعم بالأمن والاستقرار والرخاء. وما حققته من إنجازات تنموية وحضور عالمي بارز يعكس قدرتها على الجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين الثبات على القيم والانفتاح على العالم، مع مبادرات إنسانية وخيرية تتجاوز حدودها لتصل إلى كل محتاج. ويظل سر قوة هذا الوطن في تلاحمه الفريد بين القيادة والشعب، ذلك التلاحم الذي يشبه الشجرة الراسخة، لا تزيدها العواصف إلا ثباتًا ونماء. وفي يوم الوطن، يقف السعوديون صفًا واحدًا، مجددين العهد والوفاء، ومعلنين أن وحدتهم مصدر اعتزازهم، وعزيمتهم سبيلهم نحو مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا. إنه وطن استثنائي، صادق في مقاصده، عظيم في إنجازاته، وماضٍ بخطى واثقة نحو الغد المشرق، مستندًا إلى تاريخ عريق وطموحات لا تعرف المستحيل.