أو كما جاءت في شكلها الأجمل على المنصة التواصلية لمؤتمر الاستثمار الثقافي (من ثقافتنا نبني اقتصادنا). مؤتمر الاستثمار الثقافي هو الحدث الأكبر الذي يربط الاقتصاد بالثقافة في وفاء بأحد التزامات (وزارة الثقافة) بتمكين القطاع الثقافي وتحويله إلى رافد اقتصادي، هذه الثقافة التي أثبت تحليل بناها، وتتبع مستوى تأثيرها، ودرجة حضورها في حياتنا وطبيعة تواصلنا وشكل علاقاتنا؛ إنها عنصر حاسم في تشكيل المعنى وتحريك دولاب الاقتصاد وربطها بالسعادة المجتمعية، والحراك التنموي المستدام. الحديث عن المبادرات النوعية كما هو واقع هذه المبادرة يحتاج إلى توصيفات دقيقة وجمل محددة قدر الإمكان حتى لا تتداخل أهدافها مع المبادرات المتنوعة التي تطرحها وزارة الثقافة بالتتابع من خلال هيئاتها الإحدى عشرة أو بشكل مباشر من الوزارة كما هو حال هذه المبادرة، والتي انطلقت من بوابة الوزارة الكبرى، ومن ثم وبأسلوب تنظيمي محكم انضمت عدد من الجهات لها، فمجموعة الأصول الثقافية انضمت لتكون الشريك المؤسس، والصندوق الثقافي انضم ليكون الشريك الرئيس، وجاءت القناة الثقافية لتكون الشريك الإعلامي، وهكذا تتابع منظومة هذه المبادرة، ولأن الهدف ليس تتبعي وإنما وضع إطار تصوري كامل عن هذه المبادرة وآلياتها المحكمة لأن بناء التصور أهم من إعطاء معلومة في فلسفة العامود الصحفي، فلن نسهب في الحديث عن فقرات هذا الحدث. العلاقة بين الثقافة والمال والاستدامة علاقة لا تأتي وفق تتابع خطي وإنما وفق علاقة دائرية تنتظم في حلقة ذات طابع استثماري، وتتصل بحلقات أخرى متصلة بغيرها، ولا يستثنى من هذه العلاقة أي عنصر ثقافي أو اجتماعي أو تنموي، وهي حلقات تناولها عدة علماء وعالجوها من زوايا مختلفة، ومنهم العالم كارل ماركس، والعالم ماكس فيبر، والعالم بيير بورديو، وغيرهم ممن وضعوا تصورات عن طبيعة العلاقة بين الثقافة بمكوناتها المختلفة مادية وغير مادية والنمو الاقتصادي وأشكال الاستثمار المرتبط بالرؤى والتصورات الثقافية وعلاقتها بالهوية، وبالحرف والأنشطة الأساسية للسكان، والتي تشكل جزءا من هويتهم ومن اقتصادهم المعرفي والمالي، وترسم لهم تصوراتهم الكاملة للحياة بكل تفاصيلها ومعانيها، ولذلك نجد أن الدراسات تعنى بجوانب التصور الذي يتشكل من خلال الثقافة في فهم قيم الاستثمار وقيمة المال في صناعة القوة، وتعزيز المكانة. وفي دائرة كل هذه المعطيات نحن على موعد بإذن الله تعالى، وتحت رعاية سمو ولي العهد -حفظه الله- مع مؤتمرٍ للاستثمار الثقافي في دورته الأولى يومي 29 و30 من شهر سبتمبر الحالي 2025، وأهم ما نشير إليه بهذا الخصوص هو ما أكده سمو وزير الثقافة بأن «القطاع الثقافي يشهد حِراكًا نوعيًا مدفوعًا برؤية المملكة 2030 التي أولت اهتمامًا كبيرًا بالاقتصاد الإبداعي وبضرورة تنميته لرفع نسبة إسهام الثقافة في الناتج المحلي، وهذا المؤتمر سيخدم هذا الهدف الوطني».