أغلق ستار عروض "أوبرا كارمن" يوم أمس في مركز الملك فهد الثقافي، والذي نظمته الهيئة الملكية لمدينة الرياض، بالتعاون مع دار الأوبرا الوطنية الصينية، وقد انطلقت عروض "أوبرا كارمن" الشهيرة للموسيقار الفرنسي جورج بيزيه، وسط حضور مهيب، يتقدمهم سفير جمهورية الصين الشعبية تشانغ هوا، ونائب الرئيس التنفيذي لقطاع نمط الحياة في الهيئة المهندس خالد الهزاني، والسيد جاسبر هوب المشرف العام على مشروع مسار العروض الحية. وكانت "أوبرا كارمن" تمثل حدثاً فنياً استثنائياً، لكونها العرض الأول لهذا العمل الأوبرالي العالمي في المملكة العربية السعودية وذلك بالتزامن مع العام الثقافي السعودي الصيني. حيث شهد افتتاحه إقبالاً كبيرًا من الضيوف وكبار الشخصيات، الذين تجاوز عددهم "2500" شخص. وقدّمت الأوركسترا أداء أوبرالياً ساحراً، ساهم في نجاح هذه الأمسية، والتي امتدَّ عرضها الافتتاحي من النغمات الشهيرة لمقطوعة "الهابانيرا" وصولاً إلى المشهد الختامي المذهل، ليأسر الجمهور بمزيج من الموسيقى الدرامية، والسرد الفني العاطفي، والأداء الاستثنائي؛ حيث أبدع فريق العمل العالمي في تقديم القصة عن الشغف والغيرة والمصير، من خلال الديكورات المتقنة والأزياء النابضة بالحياة، وعرض رفيع المستوى الذي أخرجه وقدّمه فريق دار الأوبرا الوطنية الصينية. بينما جاءت "كارمن" إحدى أشهر روائع الفنّ الأوبرالي منذ عرضها الأول في باريس عام "1875"، متقدّمة على التقاليد السائدة آنذاك، حيث أظهرت أنها امتداد لمولد الموسيقى في فرنسا، متناولة مواضيع مختلفة وطبقات غير المرئية في المجتمعات وبعدها الموسيقي الذي دمج فلكلور ثقافات متعدّدة. واقتُبست أوبرا "كارمن" عن رواية قصيرة تحمل الاسم نفسه للكاتب الفرنسي بروسبير ميريميه، المنشورة عام "1845"، محققة في عروضها الأولى شعبية هائلة لم يخفت ضوؤها مع الزمن، بل محتفظة بمكانتها ضمن أبرز الأعمال في تاريخ الأوبرا وأهمها. هذا وقدمت "أوبرا كارمن" عروضها في الرياض بمشاركة فرقة كاملة من المغنين والعازفين الدوليين، لتجربة أوبرالية متكاملة تُحاكي ما يقدم على أكبر المسارح العالمية، في أجواء راقية تليق بالجمهور. وتُعدُّ كارمن إحدى أشهر روائع الفن الأوبرالي منذ عرضها الأول في باريس عام "1875"، حيث منّذ ذلك الحين، يتابعها أجيال متعاقبة من عشاق هذا الفن حول العالم. ويمثل تقديمها في الرياض محطة مهمة تُضاف إلى مسيرة الحراك الثقافي والفني الذي تشهده المملكة، بما يعكس التواصل المتنامي مع الفنون العالمية، وإثراء المشهد الثقافي المحلي بعروض نوعية. ما يتيح فرصة للجمهور في معايشة تجربة الأوبرا العالمية عن قرب، تعكس مكانة الرياض المتنامية، والتي أصبحت وجهة عالمية وقبلة للفنانين من كل مكان، وذلك في إطار مستهدفات رؤية السعودية 2030 لتعزيز القطاع الثقافي والإبداعي.