يشهد «كرنفال بريدة للتمور» حراكاً سياحياً واقتصادياً متزايداً، حيث أصبح وجهة رئيسية لآلاف الزوار من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج والعالم، جامعاً بين النشاط التجاري في مزادات التمور الصباحية، والفعاليات الثقافية والترفيهية المتنوعة التي يحتضنها مركز الملك خالد الحضاري خلال الفترة المسائية. ففي الساعات الأولى من الصباح، يتوافد المزارعون والتجار والمتسوقون إلى سوق التمور، حيث تُعرض أجود الأصناف وتقام المزادات اليومية التي تشكل أكبر تجمع اقتصادي موسمي للتمور في العالم، ما يعكس مكانة بريدة كعاصمة عالمية للتمور ومركزاً محورياً لتجارته وتنتج منطقة القصيم أكثر من (390) ألف طن سنويًا من إجمالي إنتاج المملكة من التمور، مما يعزز من موقعها الريادي على خارطة الأمن الغذائي المحلي والصادرات الزراعية السعودية، حيث يسعى المزارعون إلى كسر هذا الرقم بزراعة أكثر من مليوني نخلة إضافية؛ لزيادة الإنتاج والإسهام في تحقيق رؤية المملكة 2030 في زيادة الإيرادات غير النفطية وتمثل ساحة التصدير بمدينة التمور ببريدة محورًا رئيسًا لتوزيع التمور داخل المملكة وخارجها، حيث تنطلق منها أكثر من 500 شاحنة متوسطة وكبيرة يوميًا محملة بأكثر من 100 صنفٍ من التمور التي تشتهر بها المنطقة، حيث يتم توزيعها على مناطق المملكة وعلى المصانع التحويلية المتخصصة بفرز وتعبئة وتصنيع وتحويل التمور إلى منتج غذائي متكامل، كما تحول أجزاءً أخرى لمصانع الفرز والتغليف لإعطائها المواصفات والمقاييس المطلوبة وضبط الجودة للتصدير الخارجي. أما في المساء، فيتحول مركز الملك خالد الحضاري ببريدة ومحيطه الخارجي إلى وجهة سياحية وثقافية متكاملة، تقدم للزوار تجربة غنية عبر فعاليات مصاحبة تشمل منصات لتسوق وعرض أجود وأندر انواع التمور، وأركاناً توعوية وصحية، وأجنحة للأسر المنتجة، وعروضاً مسرحية للأطفال، وأيضا حضور الفلكلور السعودي (العرضة) التي أضفت حيوية على جنباته، إضافة إلى جلسات خارجية ومناطق للترفيه والمقاهي وعربات الأطعمة، ومما يجعل الكرنفال ملتقىً للعائلات ومقصداً للباحثين عن التجربة السياحية المتنوعة. ويتيح الكرنفال للزوار أيضاً فرصة التعرف على معالم بريدة التاريخية والثقافية عبر جولات «الباص السياحي»، إذ تبدأ الجولة السياحية من مركز الملك خالد الحضاري مقر الكرنفال، إلى سوق للتمور ببريدة، مروراً بمزارع الصباخ التراثية، ثم زيارة محمية تلنتس للطيور، والتوقف عند سوق الجردة التاريخي، تليها جولة في معالم مدينة بريدة، وختاماً بزيارة المعرض الوطني الدائم، قبل العودة مجدداً لمركز الكرنفال، مسلطة الضوء على الإرث المحلي ومكانة المدينة في ذاكرة النخلة والتمر. صينية تمور الكرنفال استهدف الجميع بفعالياته الألوان الشعبية جاذبه لزوار الكرنفال تسوق في منتجات التمور والنخيل