في ظل التحوّل الرقمي المتسارع الذي تقوده رؤية السعودية 2030، تبرز "كيتا" كأحد أبرز روّاد قطاع توصيل الطعام والمقاضي، مساهمةً في تسهيل الحياة اليومية وتعزيز جودتها لملايين السكان في مختلف أنحاء المملكة. وتُجسّد "كيتا" مزيجًا فريدًا يجمع بين الخبرة العالمية والالتزام المحلي، لتقديم حلول مبتكرة ومتطورة تواكب تطلعات السوق السعودي. وبصفتها الذراع الدولية لشركة "ميتوان" الصينية، الرائدة في مجال التجزئة المدفوعة بالتكنولوجيا، تستفيد "كيتا" من قاعدة تضم أكثر من 700 مليون مستخدم، ومن خبرة تشغيلية تتجاوز 76 مليون عملية توصيل يوميًا في أكثر من 2800 مدينة حول العالم. واليوم، تمتد خدمات "كيتا" لتغطي أكثر من 20 مدينة سعودية، عبر شراكات مع ما يزيد على 25,000 مطعم، ودعم شبكة تضم أكثر من 30,000 سائق توصيل سعودي نشط. وتشمل أحدث موجات التوسع مدن: حائل، تبوك، أبها، خميس مشيط، جازان، نجران، الجبيل، بريدة، حفر الباطن، ينبع، والطائف. هذا الانتشار يُعزز الوصول إلى الكثير من المنازل بخدمات موثوقة وسريعة، ويدعم في الوقت ذاته نمو الأعمال المحلية ويوفر فرص عمل مرنة لشباب المملكة. وفي هذه المقابلة، تُشاركنا آشلي وانغ، المديرة العامة ل"كيتا" في الشرق الأوسط، رؤيتها حول رسالة الشركة، وخطط التوسع المستقبلية، وكيف تُعيد "كيتا" صياغة تفاصيل الحياة اليومية في المملكة. اختارت "كيتا" السعودية لتكون أول سوق لها خارج الصين. لماذا كان هذا هو الخيار المناسب، وما الذي يُحفّزك شخصيًا لقيادة رحلة "كيتا" هنا؟ المملكة العربية السعودية هي المكان المناسب ودخولنا جاء في الوقت المناسب. فالتغيير هنا يجري بوتيرة متسارعة لافتة، والزخم حاضر في كل زاوية وكل تفاصيل الحياة. في كل مرة أزور المملكة، والآن بعد أن أصبحت جزءًا من هذا المجتمع، أرى ملامح جديدة للتطور؛ سواء في تسارع تبنّي التكنولوجيا، أو في ازدهار الأعمال والمشاريع، أو في الطريقة التي يتبنّى بها الناس ثقافة التغيير. إنها طاقة استثنائية نادرة، ومن الملهم حقًا أن أكون شاهدة ومشاركة فيها. ورؤية السعودية 2030 هي جزء كبير من هذا الزخم. فالتحول الرقمي لا يتعلق بالتكنولوجيا فقط، بل بأسلوب الحياة والعمل والتواصل بين الناس. قد يبدو توصيل الطعام أمرًا بسيطًا، لكنه في الحقيقة عنصر أساسي في هذا النمط الرقمي الجديد. في "كيتا"، لا نرى أنفسنا كمجرد منصة توصيل طعام، بل نُساهم في نمو شركائنا، ونُقدّم للعملاء خيارات متنوعة، ونُشارك في تحقيق هذه الرؤية الكبرى. ما يلفتني أكثر هو الطاقة الإيجابية، سواء في المملكة أو داخل "كيتا". موظفونا، سواء كانوا محليين أو من مناطق أخرى، يجلبون معهم روح الضيافة والتعاون التي تُشكّل ثقافتنا. وأنا أستلهم بشكل خاص من شغف فريقنا المحلي، الذي ينقل هذه الطاقة إلى كل ما يقوم به. كما أن شركاءنا يتميزون بالانفتاح والرغبة في الحوار، والتفكير بعيد المدى، والكرم في مشاركة رؤاهم حول السوق المحلي. وفي كل زيارة ميدانية، أُدهش من استعدادهم لدعمنا وتحسين أدائنا. هذا المزيج من النمو السريع، والانفتاح، والشراكة الحقيقية، هو ما يُحفّزني كل يوم. وبالنسبة لي، فإن مصدر الإلهام يأتي من عاملين: السرعة المذهلة للتغيير في السعودية، والفرصة لبناء شيء مؤثر وملهم من خلال "كيتا" في قلب هذا التحوّل. "كيتا" تتوسع بسرعة في مختلف مدن المملكة. ما الذي يجعل نهجكم فريدًا عند دخول مدن جديدة، وكيف توفّقون بين الخبرة العالمية واحتياجات السوق المحلي؟ في جوهر كل ما نقوم به يقف مبدأ واحد واضح وبسيط: العميل أولًا. فأينما توجهنا، يكون السؤال الأول الذي نطرحه دائمًا: كيف نُضيف قيمة أكبر لعملائنا؟ هذا المبدأ هو البوصلة التي توجه كل قرار نتخذه. عندما دخلنا السوق السعودي، كشف لنا العملاء عن ثلاث تحديات رئيسية: ضعف الاعتمادية في التوصيل، محدودية الخيارات المتاحة، وارتفاع التكاليف. استمعنا جيدًا، وجعلنا هذه الملاحظات أساسًا لاستراتيجيتنا. وخلال العام الماضي، ضاعفنا شبكة السائقين لتقديم خدمة أسرع وأكثر موثوقية، وعقدنا شراكات مع مطاعم محلية محبوبة وعلامات تجارية عالمية لتوسيع الخيارات، كما عملنا بجد للحفاظ على أسعار عادلة ومناسبة. اليوم نسمع من عملائنا تعليقات تعكس هذا التطور مثل: "أخيرًا أستطيع طلب وجبتي المفضلة وتصل في وقتها" أو "كيتا فعلًا تفهم احتياجاتنا هنا". مثل هذه الآراء تمنحنا الثقة بأننا نسير في الاتجاه الصحيح. بالطبع، كل مدينة مختلفة. في بعض المناطق، قمنا بتكييف العروض الترويجية لتتناسب مع تفضيلات السكان، وفي مدن أخرى، طوّرنا نهجنا ليلبّي احتياجات المجتمع المحلي. ليست هناك صيغة واحدة تناسب الجميع، بل لكل مدينة خصوصيتها. على سبيل المثال: في الرياض الموثوقية أساسية، في جدة التنوع هو ما يبحث عنه العملاء، أما في مكة فالسرعة تصبح ضرورية في أوقات الذروة. كل مدينة تعلّمنا شيئًا جديدًا، وهذه الدروس تُشكّل طريقة توسعنا في المنطقة. ورغم أننا نُخصص خدماتنا محليًا، فإننا نستفيد أيضًا من ريادة شركتنا الأم "ميتوان" في التكنولوجيا، والتي كانت سبّاقة في ابتكارات مثل التوصيل عبر الطائرات بدون طيار، والسيارات ذاتية القيادة، والخوذ الذكية. رؤيتنا هي أن تُسهم هذه الابتكارات مستقبلًا في جعل التوصيل في المملكة أسرع وأذكى وأكثر أمانًا. وهذا هو ما يجعل نموذج "كيتا" فريدًا في السعودية: نعم، نحن نحمل خبرة وحجم "ميتوان"، لكننا نُعيد تصميم التجربة بالكامل لتناسب احتياجات السوق المحلي، مع إبقاء العميل دائمًا في قلب كل شيء. كيف تتماشى "كيتا" مع مستهدفات رؤية السعودية 2030؟ يشهد سوق توصيل الطعام في المملكة نموًا استثنائيًا، و"كيتا" تفخر بأنها لا تكتفي بالمشاركة في هذا النمو، بل تُسهم أيضًا في توسيع حجمه وتعزيز أثره. فمن خلال جذب المزيد من العملاء إلى المنصات الإلكترونية، نُسهم في خلق فرص جديدة، وهو ما ينعكس بقيمة أكبر للمطاعم وشركاء التوصيل. كما نُسهم في تمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة وخلق فرص عمل جديدة بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030. ومع توسع منصتنا، يشارك أعداد كبيرة من السعوديين بفعالية في الاقتصاد المحلي، بينما تسهم أنظمتنا الذكية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في رفع كفاءة عمليات التوصيل، مما يساعد المدن على العمل بشكل أكثر ذكاء وتنظيمًا. وسواء كان مطعمًا في الخرج يجد عملاء جدد، أو عائلة في تبوك تستمتع بخدمة أسرع، فإن "كيتا" تفخر بأن تكون شريكًا في دفع عجلة التقدّم اليومي الذي تُجسّده رؤية 2030. ما الذي تودون أن يفهمه الناس في السعودية عن "كيتا" اليوم؟ أننا بالفعل نضع العميل في صميم كل ما نقوم به. نحن نستمع إلى آراء العملاء، نُقدّر ملاحظاتهم، ونعمل بجد لمساعدتهم على تناول طعام أفضل وعيش حياة أفضل، سواء كانوا مستهلكين أو شركاء أو مطاعم. نحن أيضًا شركة تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا. استثماراتنا في التقنيات تعني خدمات أسرع وأكثر موثوقية وأعلى جودة. على سبيل المثال، أنظمتنا اللوجستية المدعومة بالذكاء الاصطناعي تُحسّن الطلبات لحظيًا، مما يضمن للعملاء استلام وجباتهم بسرعة، ويتيح للسائقين زيادة أرباحهم. أما المطاعم، فتستفيد من البيانات والتحليلات وإدارة الطلبات بسلاسة، مما يُساعدها على خدمة عملائها بكفاءة أكبر. وفي الوقت نفسه، نحن ما زلنا شركة شابة وطموحة للتعلّم. لا ندّعي أننا نملك كل الإجابات، لكننا نتحلّى بالتواضع، ونستجيب بسرعة، ونواصل التطوير يومًا بعد يوم. هذه العقلية هي ما يدفعنا للأمام، وهي ما نأمل أن يلمسه الناس عن "كيتا". وأخيرًا، ما هي الرسالة التي تودون توجيهها لعملائكم وشركائكم والمجتمع في السعودية؟ "كيتا" موجودة من أجلكم، اليوم وغدًا، كشريك حقيقي في صناعة المستقبل. نحن ملتزمون بأن نُسهّل تفاصيل حياتكم اليومية و نكون جزءاً منها، وأن نُسهم في رفع جودة الحياة و المعيشة في كل بيت. وبفضل تفاني سائقي التوصيل، وجهود شركائنا من المطاعم والتجّار المحليين، نُسهم معًا في تحقيق طموحات رؤية السعودية 2030 نؤمن بأن رحلتنا في المملكة هي رحلة مشتركة، ومع أبناء وبنات الوطن نتطلع إلى بناء فرص جديدة، وإطلاق ابتكارات مؤثرة، وصناعة أثر حقيقي في كل مدينة، كل يوم.