في خطوة رائعة ومدروسة، تدرج وزارة التعليم منهجاً للذكاء الاصطناعي في جميع مراحل التعليم العام، حيث اضطلعت وزارة التعليم منذ أمد بعيد بتطوير المناهج على تنوعها وخاصة مناهج الحاسب الآلي والتقنية الرقمية التي تحظى ومازالت بهذا التطوير فخلال كل خمس أو ست سنوات نجد تغييراً أو تطويراً لمناهج الحاسب الآلي تواكب التقدم التقني المتلاحق عالمياً وذلك وفق رؤية ثاقبة بالاحتياج الفعلي لأبناء هذا الوطن المعطاء. ويعتبر إدراج مقرراً للذكاء الاصطناعي من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية نقلة نوعية في المعرفة وبناءً للمهارات وتطويرها وفق المستجدات التقنية، حيث تأتي هذه الإضافة النوعية جنباً إلى جنب للجهود التي تقدمها الوزارة من خلال تدريب المعلمين وتقديم حقائب في الذكاء الاصطناعي التوليدي بأدواته المتنوعة لخدمة المعلم في تسريع عملية التعلم وتجويدها، ونقل هذا الأثر للطلاب والطالبات ليتقنوا هذه الأدوات ويستفيدوا منها في عملية التعلم وفق منظومة تعليمية متكاملة. وإذا ما نظرنا للذكاء الاصطناعي وأهميته في العملية التعليمية فهو يساعد على التعلم الذاتي للطلبة وتنمية مهاراتهم وفق مستويات كل طالب وطالبة ونقاط قوتهم وضعفهم بحيث يعزز لديهم ما يحتاجون إليه ويقدم الدعم اللازم للطلبة خلال رحلة تعلمهم والتفاعل مع المحتوى التعليمي من خلال المساعدات الذكية وروبوتات المحادثة وغيرها، ويعتبر الذكاء الاصطناعي عنصراً فاعلاً في عملية تشويق الطلبة وتحفيزهم خلال عملية التعلم لما يتميز به من تفاعلية في رحلة التعلم بالإضافة لإتاحة تطبيقات وبرامج الذكاء الاصطناعي التعلم للطلاب ذوي الإعاقة من خلال تحويل النص المكتوب إلى مقروء ووجود واجهات تدعم تعلمهم. ويعتبر الذكاء الاصطناعي من أهم التقنيات المساعدة للمعلم في عملية الإعداد وتقديم الدروس وتقييمها من خلال عدد من الخدمات ومنها تشخيص مستويات الطلبة وتحديد احتياجاتهم التعليمية ومساعدة المعلم على تقويم الطلبة وتقديم التغذية الراجعة وتقديم محتوى ثري يتسم بالتفاعلية والشمول وتقديم توصيات تساعد على تقديم الدروس بشكل مغاير ومميز بالإضافة لمساعدة المعلم على تطوير قدراته ومهاراته وفق أحدث الممارسات التعليمية العالمية. ختاماً: العالم الرقمي متسارع الخطى وتأتي إشادة مجلس الوزراء بجهود الجهات الحكومية المشاركة في إطلاق منهج الذكاء الاصطناعي وإدراجه في المراحل التعليمية الثلاث إيماناً من القيادة الرشيدة بأهمية التحول نحو مجتمع المعرفة ودعماً للجهود التقنية التي يبنيها أبناء الوطن المعطاء.