صدر حديثاً للكاتب والشاعر السعودي إبراهيم زولي كتاب بعنوان "ما وراء الأغلفة.. روائع القرن العشرين" عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان. يرصد الكتاب ثلاثين عملاً أدبياً وفكرياً صدرت خلال القرن الماضي، لنستكشف معاً كيف شكّلت هذه الأعمال وعي العالم، وكيف استحالت إلى جسور تربط بين الشرق والغرب، والأدب والفلسفة، والفرد والمجتمع، من الرواية إلى الشعر، ومن الفلسفة إلى النقد الاجتماعي والسياسي. يرى زولي في مقدمة كتابه أن "القرن العشرين كان بمثابة مختبر للأفكار"، إذ شهد صعود الأيديولوجيات الكبرى وانهيارها، وتفكك الإمبراطوريات، وولادة حركات التحرر في العالم الثالث. وبحسب الكاتب، فإن أهمية هذا القرن لا تكمن في غنى إنتاجه الفكري والأدبي فقط، بل في كونه فترة تحوّل جذري. ففيه ظهرت الحداثة وما بعد الحداثة، وتعرّضت الأطر التقليدية في الرواية والشعر والفلسفة للتفكيك وإعادة البناء، بما عكس التحولات العميقة في الوعي الإنساني والعلاقات الاجتماعية والسياسية. ينطلق المؤلف من العالم العربي مع "زينب" لمحمد حسين هيكل، أول رواية عربية بالمعنى الحديث، ثم يعبر إلى روسيا مع "الأم" لمكسيم غوركي، أحد أبرز أعمال الأدب الاشتراكي. من هناك، يتوقف في اليونان مع "زوربا" لنيكوس كازانتزاكي، وهي رواية تحتفي بالحرية والروح الإنسانية، قبل أن يصل إلى المكسيك مع "بدرو بارامو" لخوان رولفو، العمل الذي ألهم تيار الواقعية السحرية في أميركا اللاتينية. في "المسخ" لفرانز كافكا، نجد انعكاساً حاداً للاغتراب الفردي في عالم يزداد جموداً وتجريداً، بينما يقدم جيمس جويس في "عوليس" مغامرة لغوية وفكرية تعيد تعريف شكل الرواية الحديثة ومعناها. ومن جهة أخرى، يعبّر عمل "الجنس الآخر" لسيمون دي بوفوار عن صوت المرأة في مواجهة التمييز البنيوي، في حين تجسّد رواية "محبوبة" لتوني موريسون مأساة العبودية وآثارها النفسية والاجتماعية العميقة عبر أجيال متعاقبة. ولا تقتصر القائمة على الأعمال الأدبية، بل تمتد لتشمل نصوصاً فكرية أثارت جدلاً وتحولات كبرى، مثل: "الإسلام وأصول الحكم" لعلي عبد الرازق، و"الاستشراق" لإدوارد سعيد، و"تكوين العقل العربي" لمحمد عابد الجابري، بوصفها محاولات لإعادة فحص الهوية الثقافية والفكرية في مواجهة الاستعمار والحداثة، فيما يقدم ميشيل فوكو في "تاريخ الجنون" تأملاً عميقاً في كيفية تعامل المجتمعات مع الآخر، سواء كان المجنون أو المنبوذ أو المهمّش. من الكتب التي يقف عندها زولي أيضاً: "الأرض اليباب" لإليوت، و"في انتظار غودو" لصمويل بيكيت، و"المياه كلها بلون الغرق" لإميل سيوران، و"اسم الوردة" لأمبرتو إيكو، و"مائة عام من العزلة" لغابرييل غارسيا ماركيز. "في قلبي هيام" صدر حديثاً للكاتبة نورة عبدالرحمن رواية بعنوان "في قلبي هيام" عن متجر نضد. وكتبت على غلاف الرواية.. أطوي ذكرياته كما يطوى کتاب انتهت صفحاته، أخبئ الحنين في زاوية قصية لا تطالها الذاكرة وأتقدم، رغم الوجع، نحو النور الذي كنت أظنه بعيداً لأجمع ما تبقى مني. "وحدي حيث لا يعرفني أحد" صدر حديثاً للكاتبة نسرين صافي عودة كتاب بعنوان "وحدي حيث لا يعرفني أحد" عن دار أروقة الفِكر للنشر والتوزيع. وجاء على غلاف الكتاب.. وحدي، أطفو في فراغ لا نهاية له، لا أسماء هنا ولا وجوه مألوفة، المجرات تمر من حولي كعابرين في شارع غريب، يرمقونني دون أن يتوقفوا. في هذا البعد السحيق، سرت غريبًا حتى عن نفسي، أبحث عن صوت أعرفه عن ظل يشبه ظلي، فلا أجد سوى صدى خطواتي يضيع في العدم. "أيزات" صدر حديثًا للكاتب السوري الدكتور عبدالحكيم شباط رواية بعنوان "أيزات" عن منشورات ضفاف في لبنان ودار سامح للنشر في السويد ومنشورات الاختلاف في الجزائر. تحكي الرواية قصة رجل في منتصف العمر يجد نفسه، وسط عزلته وذكرياته، يلتقي بفتاة قيرغيزية تدعى أيزات، تعمل في مدينة الدوحة. من خلال هذا اللقاء العابر تنكشف عوالم إنسانية عميقة، حيث يواجه كلٌّ منهما بطريقته الغربة والوحدة وضغوط الحياة. تكشف الرواية صراع الراوي الداخلي بين مشاعره المتناقضة، وإحساسه بالمسؤولية الأخلاقية، ورغبته في حماية أيزات دون استغلال فارق العمر والظروف التي تعيشها. بأسلوب يجمع بين السرد الذاتي والتأمل الفلسفي، ترصد الرواية رحلة إنسانية مؤثرة عن الحب المستحيل، وقسوة الحياة، والحنين الدائم إلى وطنٍ وأمانٍ مفقودين.