لا مشكلة لو عاش الغني مع الفقير في بيئة واحدة، ولكن المشكلة تكمن لو تعالى الغني على الفقير، هنا تكون ردة فعل الفقير تجاه الغني، ولو كانت سلبية، طبيعية وليست بالضرورة حقدًا أو حسدًا أو تمني زوال النعمة. ولكن المشكلة تظهر لو بدأ أحدهما بالعنصرية تجاه الآخر، ويحق للناجح أن يظهر فرحته ويعبر عن سعادته البالغة، ولكن بعيدًا عن استفزاز الآخرين كي لا يشعرهم بالنقص، فيقومون بحسده والحقد عليه. وفي مثل يقول: "من عاب على الناس، نخلوه"، قس على ذلك في الرياضة على المستوى المحلي والخليجي والعربي والعالمي تجد الأندية المكروهة جماهيريًا هي من تتباهى بإنجازاتها وقوتها الإدارية والمالية على حساب خصومها الذين لا يملكون ربع مواردها في الواقع. وهذا أبرز سبب من أسباب التعصب، نؤمن بأن البشر ليسوا على مستوى واحد، وهذا مؤكد تمامًا، جميعنا خُلقنا بأطوار مختلفة، وحتى الأندية ليست متساوية في القوة، لا أحد قادر على الاستمرار بالفوز بالبطولات سوى عدد محدود منها. لكن مشكلتنا بعيدة جدًا عن هذا الجانب، سبب التعصب، في رأيي شخصيًا، يكمن في الغطرسة والغرور، وهذه هي الحقيقة والواقع الذي لا جدال فيه. جزء من هذا يأتي من ردود أفعال الإعلام المنتمي للأندية القوية، مما يثير غضب جماهير الأندية الأخرى سواء بكلامه الاستفزازي في البرامج التلفزيونية، أو حين يكتب في مقالاته، فبدلاً من الاحتفال بإنجاز ناديه، تجده يكتب كلامًا مسمومًا تجاه خصوم فريقه، هذا غير تغريداته في حسابه الشخصي، فلا يقعد نهاره ولا ينام ليله إلا ويغرد بتغريدات يشحن بها نفوس الجماهير. والجزء الآخر هو الجمهور الذي لا مناص له لو فرح لناديه واكتفى بذلك، لكن المتعصبين هم من يجمعون الفرحة لفرقهم والشماتة بالآخرين، كمن جمع الخير والشر، وهما لا يستويان، لأن أحدهما يناقض الآخر. ختامًا: كانوا يقولون لنا: "لا تتكلم عن أولادك أمام شخص عقيم، ولا تتكلم عن أبيك أمام شخص يتيم"، فأنت بهذا الفعل قد تفطر قلوب أناس يفتقدون ما تملك.