تحت هذا العنوان سوف نستعرض بعض دواوين شعراء القران الماضي، التي جمعها المهتمون بالشعر الشعبي، أو التي جمعها أحفادهم، أو ما أشرف عليه الشعراء أنفسهم، وذلك بعرض نماذج من قصائد الرعيل الأول في مجال الشعر الشعبي، وفي هذا العدد سوف نستعرض ديوان الشاعر الكبير محمد عبدالله القاضي، والذي جمعه عبدالله الحاتم، وصدر عن ذات السلاسل بالكويت عام 1404ه-1984م، وكتب مقدمته حفيده الشيخ محمد بن حمد بن محمد القاضي، وجاء فيه: «هو محمد بن عبدالله بن محمد بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن محمد بن عبدالرحمن بن محمد ابن أحمد بن محمد بن منيف بن بسام بن منيف بن عساكر بن بسام بن عقبة بن رئيس ابن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب بن قاسم بن موسى بن عقبة بن سنيع بن نهشل ابن شداد بن زهير بن شهاب بن ربيعة بن أبي أسود بن مالك بن حنظلة بن مالك ابن زيد مناة بن تميم بن مر بن اد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد ابن عدنان». ولد في وطنه عنيزة سنة ألف ومئتين وأربع وعشرين هجرية، وتوفي فيها سنة ألف ومئتين وخمس وثمانين، حفظ القرآن وهو ابن ثمانٍ، وقرأ الفقه على أحد علماء بلده ثم صار ميله إلى الأدب والتاريخ ونظم الشعر النبطي، وقد أكثر منه وأجاد فيه كل الإجادة، وكان سخياً كريماً قلّ أن يخلو بيته من الضيوف، ومن المشهور عنه أنه لما قال قصيدته التي مدح فيها عنيزة وأهلها ومطلعها: لعل براق حقوق خياله محن مرن مرجحن وهطال قال له أمير عنيزة عبدالله اليحيى السليم: بماذا نكافئك يا أبا عبدالله؟ قال: أريد مكافأتي إن كل ضيف يجي عندكم تكون ضيافته عندي في اليوم الثاني لا يسبقني عليه أحد بعدكم. ومن هذه القصة يفهم مقدار ما هو عليه من الكرم وحبه للضيوف، وكان يعد من أغنياء عنيزة في زمانه، وله خط جميل، كتب صحيح البخاري، ولما بلغ الأربعين من عمره قلّ نظمه للشعر إلا في المناسبات، وفي أواخر أيامه اعترته الأمراض، وفي تلك الأثناء قال قصيدته التي مطلعها: يا محل العفو عفوك يا كريم ولطفك اللي كافل كل الأنام وله قصيدة في تقويم الأوقات ونجوم الأنواء يعتمد عليها في معرفة فصول السنة، ومطلعها: سبك نجوم الدهر بالفكر حاذق حوى ومضمونها بأمر خالق وقد خلف أربعة أولاد كلهم شعراء في الشعر النبطي، وهم: عبدالعزيز، وهو أكثرهم وأجود هم شعراً، وسليمان وحمد وإبراهيم. وسوف نستعرض اليسير من قصائد هذا الديوان، ومنها أبيات قصيدته الشهيرة في القهوة، والذي منها: يا مل قلبٍ كل ما التمّ الاشفاق من عام الاول به دواكيك وخفوق يجاهد جنودٍ في سواهيج الإطراق ويكشف له أسرارٍ كتمها بصندوق إلى عن له تذكار الأحباب واشتاق باله وطف بخاطره طاري الشوق قربت له من غاية البنّ ما لاق بالكف ناقيها عن العذف منسوق إحمس ثلاثٍ يا نديمي على ساق ريحه على جمر الغضا يفضح السوق حذراك والنيّة وبالك والاحراق واصحا تصير بحمسة البن مطفوق الى اصفر لونه ثم بشّت بالاعراق صفرا كما الياقوت يطرب لها الموق وعطّت بريح فاخرٍ فاضحٍ فاق ريحه كما العنبر بالأنفاس منشوق دقّه بنجرٍ يسمعه كل مشتاق راع الهوى يطرب إلى دق بخفوق ولجّمه بدلة مولعٍ كنّها ساق مصبوبةٍ مربوبة تقل غرنوق خله تفوح وراعي الكيف يشتاق إلى طفح له جوهر صح له ذوق أصغر قموره كالزمرّد بالاشعاق واكباره الطافح كما صافي الموق وزلّه على وضحا بها خمسة ارناق هيلٍ ومسمارٍ بالأسباب مسحوق مع زعفران والشّمطري إلى انساق والعنبر الغالي على الطاق مطبوق إلى اجتمع هذا وهذا بتيفاق صبّه كفيت العوق عن كل مخلوق بفنجال صينٍ زاهيٍ عند الارماق يغضي بكرسيّه كما اغضاي معشوق إلى انطلق من ثعبته تقل شبراق رنقٍ تصوّر بالحمامة على الطوق شكّل على الفنجال لونه إلى راق دم الغزال الى انمزع منه معلوق ومن قصيدة طويلة في التعامل مع الآخرين، يقول فيها: لى أبصرت بالدنيا تكدّر لي الصافي تعذّر زماني ما حصل صاحبٍ صافي أفيّض عليه أسرار ما التجّ بالحشا وكل شعيبٍ له مفيضٍ إلى طافي حتى قال: وترى عذل من لا يرعوي لك جهاله كما وصف من ينفخ بكيرٍ وهو طافي ومن اغتنى بارياه عن شور ناصح تندّم ويِكشف لع إلى شلف ما عافي ومن خاطب الجاهل فهو مثل من كشف وجهه وقابل شعف عاصوف الأصيافي ومن لبْس تاج الكبر ما صان عرضه ولو ممطرٍ جوده على الخلق هتّافي ومن شال حمل الزوم كاد امتحانه ولا حمّل الله عاجزٍ حمل الإسرافي ومن طاول أطول منه ما استرّ ساعة يجاهد جنودٍ ينقسم رايها أنصافي وتكلّفك بامرٍ ما عناك عذاله وتبرّيك عما كان يلزمك له قافي ولا تسلك إلا مسلك الدين والتقى ولا تنزل إلا في علا روس الأشرافي ومنها السامرية الشهيرة، والتي مطلعها: لطيف رحب وتسليم عدد ماهل وبل على الخد همال وهطالي اوعد ما سل من روح وما سلسل آدم وحوا من الاول الى التالي حتى قال: والله والله وبحق الذي نزل صحايف الكتب والفرقان للتالي إن لك بقلبي محل وإن حل ماينحل لوحل بالقاع رجاف وزلزالي ونقف أخيراً مع بعض أبيات توبة القاضي، حيث قال: يا أحد يا واحد شانه عظيم يا صمد يا عالم كل العلام سامع في غِبة البحر البهيم صوت يونس يوم نادى بالظلام يا إلهي خذ بيد قلب ٍ سليم عن عذابك يوم للخلق ازدحام من بحر مجدك وجودك يا كريم نفحة نَسعَد بها دوم الدوام أنني دست الخطايا من قَديم طالبك صفحك وعفوك لي ختام الهوى والنفس أغواها الرجيم ونشر فضلك واسع ذا والسلام ذا وصلى الله على طه اليتيم وآله والصَحب ما هل الغَمام عدد من طاف بالبيت القديم بين زمزم والحجر هو والمقام. إلى انطلق من ثعبته تقل شبراق سبك نجوم الدهر بالفكر حاذق