شارك الفنان التشكيلي فهد الربيق قبل نهاية الشهر الماضي يوليو 2025م بعدة لوحات فنية بمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني؛ ليعيد من خلالها تلويناته الخاصة التي تميزه، ولمسته الفنية التي تغمرها شاعريته، وحبه لوطنه، «الرياض» زارته في مرسمه الجديد وغادرته بهذا التقرير المختصر الشامل. بدأ الربيق مشواره مع الفن التشكيلي في سن مبكر منذُ أن كان طفلاً، فيما كان البدايات الرسمية له بمعرض شخصي وسنوات عمره لم تتجاوز 16 عاماً وذلك على شرف افتتاح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-، وكان -سلمه الله- حينها أمير منطقة الرياض، وذلك في فندق الانتركونتننتال قاعة الملك فيصل عام 1397ه، وشرفه الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله-، وكان الربيق لم يزل في مرحلة الكفاءة المتوسطة وقبل دخوله معهد التربية الفنية بعدة أشهر. كما كان له شرف تمثيل المملكة حينها في معارض خارج الوطن العربي، في السويد والدنمرك والنرويج وفرنسا، وإنجلترا وإيطاليا وتونس والمغرب، وفي عام 1406ه افتتح معرضه الشخصي الثاني في صالة معهد العاصمة على (شرف الأمير فيصل بن فهد)، ثم تلاه المعرض الشخصي الثالث وافتتحه أيضاً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في جريدة الجزيرة بمناسبة افتتاح مبناها الجديد بحي الصحافة، وكان هذا أكبر تحفيز له كفنان، فالملك افتتح له معرضين شخصيين، وهو لم يسبق أن افتتح معارض شخصية. كما كان الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- من أكبر المشجعين والمحفزين له، وكذلك الفنان الرائد محمد السليم -رحمه الله-؛ وذلك بمتابعته وتشجيعه له منذ أن كان في أولى متوسط، إضافة إلى أصدقائه من كبار الفنانين مثل: سعد العبيد، وعبد الحليم رضوي والمعاصرين في تلك المرحلة وهم أصدقاء لخمسة عقود، مثل: سعد العبيد وعبدالجبار اليحيى، وكل من كانوا في تلك المرحلة ممن عاصرهم وشاركهم في تمثيل الحركة التشكيلية السعودية. أكثر ما يميز الفنان فهد الربيق هو التعبير عن بيئته، فقد ظهرت في أعماله المبكرة المنازل والأزقة القديمة وتناول الأواني والأدوات التي رسمها تعبيراً عن آثار الدرعية قصر سلوى بالطريف، وآثار الدرعية المحيطة كانت منطلق ارتباطه بالماضي وببعض المظاهر الحياتية التي ترتبط بالعادات والتقاليد القديمة والموروثة، كما رسم الخيول العربية والفروسية، فروسية الجزيرة العربية وارتباطها بموحد المملكة الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه-، وكذلك أول لوحاته «الموناليزا» طفلة في التاسعة بنكهة تؤكد تأثره بفنان عصر النهضة الذهبي ليونارد دافنشي، ولكن وفق تصوره الخاص لطفلة نجدية بمسفعها وألبسها حسه ورؤيته الفنية. وتظهر تفاصيل الوطن في لوحاته بكلّ صدق في: ترابها، وطينها، وأشجارها، ولون حجارتها، وصفاء سماء صيفها، وشاعرية مساء شتائها. كلّ ذلك يقوي معنى الانتماء في نفوس من يطالع لوحاته، ويُوقظ فيها الحنين، ويُذكّيها بقيمة الولاء وأصالة العطاء. ويقول عنه بعض محبي فنه إنه لا يرسم فحسب، بل يجعل اللوحة تُناجي الروح، ويُحوّلك إلى زائرٍ مهذبٍ يرتقي بمشاعرك إلى أبعادٍ لم تكن تعرفها من قبل، ويعيدك إلى لغة الأرض الأولى، وإلى مفردات العشق والحب والهيام، بين القصيدة واللون، وكأن فرشاته -ما شاء الله- سيوف بنغم تلاطمها لبناء دفء الأرض وبركاتها. أول فنان عربي تسكن لوحاته في «البيت الأبيض» بقيت الإشارة إلى أن الربيق يعد أول فنان عربي سعودي تدخل لوحته البيت الأبيض بطلب من رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية الأسبق جورج بوش الأب، وذلك من خلال حضوره معرض المملكة بين الأمس واليوم بحضور الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- أثناء افتتاح «معرض المملكة العربية السعودية» بين الأمس واليوم، في العاصمة الأميركية واشنطن. هذا إضافة إلى حضوره الفني بكثير من المعارض الشخصية داخل المملكة وخارجها، ومنها معرضين في الكويت بدعوة رسمية من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وكذلك أقام عدة معارض شخصية لتمثيل المملكة في بيروت، والقاهرة، وشارك في محاضرات وندوات بالداخل والخارج. ولوحاته في أول متحف للآثار التابع لوزارة المعارف قبل 39 عاماً مقابل برج المياه في المربع، وكذلك متحف المصمك في عمر مبكر، تؤكد حضوره رسمياً لمنشطه الإبداعي والتشكيلي لتجربته. من أعمال الفنان فهد الربيق اللوحة التي دخلت «البيت الأبيض» للفنان الربيق