في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية على أوكرانياوروسيا على حد سواء، بدأت رؤية بارزة من فريق دونالد ترمب تُطرح كإطار محتمل لإنهاء الحرب بين الطرفين. وتشير دراسات هامة أجراها مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية CSIS إلى أن هناك تسوية محسوسة قد تكون الأكثر احتمالاً، لكن تنفيذها محفوف بتحديات جسيمة من جهة موسكو وكييف على حد سواء. وتستعرض عناصر هذه الخطة، المحاور الرئيسية للمفاوضات، وكذلك السيناريوهات المتوقعة وفقاً لآراء الخبراء ونتائج نماذج الذكاء الاصطناعي. تسوية حذرة وعلى الرغم من أن خطة ترمب للسلام في أوكرانيا لا تزال في بداياتها، فإن ملامحها كما يلخّصها التحليل تشير إلى مسار تسوية حذِر: تجميد الصراع، مع شروط أمنية واقتصادية محكمة، وتجاهل الاعتراف الرسمي بالضمّ. لكن تنفيذها يتطلّب توافقاً غربيّاً، وضغوطاً متواصلة على روسيا، وضمانات فعالة كي لا يتحوّل «السلام» إلى مجرد فترة هدنة مؤقتة. الطرفان المتحاربان • الطرف الأول: أوكرانيا، التي تواجه غزو روسيا منذ فبراير 2022، وتهدف إلى استعادة كامل أراضيها وضمّها إلى المنظومة الأوروبية والأطلسية. • الطرف الثاني: روسيا، التي أعلنت ضمّاً لمناطق في أوكرانيا وتؤكد أنها تعمل لحماية مصالحها الأمنية والجغرافية، وتصرّ على حياد أوكرانيا في المستقبل ومنع انضمامها إلى حلف حلف شمال الأطلسي (الناتو). محاور خطة السلام 1) خطوط المواجهة وتجميد الصراع وتُشير التحليلات إلى أن السيناريو الأكثر احتمالاً ليس انسحاباً كاملاً أو تسوية شاملة، بل تجميداً منظّماً للصراع حول خطوط المواجهة الحالية. في هذا الإطار، قد يُعلّق مسار انضمام أوكرانيا إلى الناتو موقتاً، ويُربط تخفيف العقوبات بسلوك روسي يمكن التحقّق منه. 2) الاعتبارات الأمنية والدفاعية إلى جانب التجميد، يتضمّن السيناريو بناء قدرات دفاعية لأوكرانيا، مع مراعاة عدم إدماجها بالكامل في الناتو فوراً. وتشير الدراسة إلى أن أي قوات حفظ سلام أو ضامن دولي سيكونان من أبرز نقاط الخلاف مع موسكو. 3) الأبعاد الاقتصادية وإعادة الإعمار وخطة ترمب تتجاوز الحرب إلى الاقتصاد: عبر استخدام الأصول الروسية المجمدة، وتوجيه إعادة الإعمار الأوكرانية في إطار استثمار دولي غربي. لكن النماذج الذكائية تشير إلى أن الإفراج المباشر عن الأصول الروسية أو استخدامها بصورة عادية سيُعدّ خطاً أحمر. 4) قضية السيادة والانضمام إلى الناتو وأحد أبرز المحاور التي لا ترغب كييف أو الغرب في التنازل عنها هو عدم القبول باعتراف قانوني بشرعية ضمّ الأراضي التي تحتلها روسيا. أيضاً، يبدو أن عضوية أوكرانيا في الناتو في المستقبل المنظور مُستبعدة ضمن هذا السيناريو. 5) آليات الضمان والمراقبة ونجاح أي اتفاق يعتمد كثيراً على وجود ضامنين دوليين ومراقبة فاعلة لوقف إطلاق النار. ولكن التحليلات تُحذر من قصور شديد في هذا الجانب في حال إن وقف إطلاق النار قد لا يصمد. تقييم نتائج الخبراء وبحسب الخبراء في CSIS، فإن «التجميد المدبّر» هو الخيار الأكثر احتمالاً، وليس «السلام الكامل». • النماذج الذكائية (LLMs ونحوها) تُظهر تشدّداً أكبر من الخبراء تجاه موسكو، وترى أن قرارات مثل تسليح أوكرانيا أو تعاون أمني غربي سيكون لها حدود ضيقة أو شبه مستبعدة. • بين الخبراء والبُنى الذكائية تقارب في نقطتين رئيسيتين: رفض الاعتراف الرسمي بالاحتلال، واستبعاد عضوية أوكرانيا في الناتو في الأجل القريب. المخاطر والسيناريوهات • خطر أن يصبح الاتفاق مجرد وقف مؤقت لإطلاق النار، تعقبه عودة إلى الصراع في غضون أشهر، خصوصاً إذا غابت مراقبة فعالة وضمانات دولية. • احتمال فشل الاتفاق من البداية إذا رفض أحد الطرفين شروطه، أو تحول وقف النار إلى فرصة لإعادة انتشار وتحصّن موسكو، كما حصل في اتفاقيات سابقة. تنبؤات الخبراء والذكاء الاصطناعي لمسار السلام في أوكرانيا: 1. تجميد خط المواجهة الحالي باعتباره السيناريو الأكثر احتمالاً. 2. استبعاد عضوية أوكرانيا في الناتو في الأجل القريب كجزء من التسوية. 3. عدم الاستخدام المباشر للأصول الروسية المجمدة لتمويل إعادة الإعمار، بل عبر أدوات تمويل وضمانات. 4. غياب مراقبة دولية فعالة يُعرّض وقف إطلاق النار للانهيار خلال أشهر.